الجمعة، 27 أبريل 2012

مسؤولون أميركيون يعلنون فشل خطة أنان وحديث عن خطة بديلة... في الغالب عسكرية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تصرفات الرئيس السوري بشار الاسد، واعلانه قبول مبادرة المبعوث الاممي العربي كوفي انان فيما تستمر قواته في قصف المدن وقتل المدنيين، احرجت حتى ابرز الداعين الى التوصل الى حل سياسي سلمي في سورية، ودفعت الى الواجهة الحديث عن ضرورة تقديم خطة بديلة، في الغالب عسكرية، بسبب فشل الديبلوماسية الدولية في انهاء الازمة السورية.
في هذا السياق، برزت تعليقات ادلى بها كل من نائبة وكيل وزارة الدفاع الاميركي كاثلين هيكس و«مدير الاستراتيجيا» في مجلس الأمن القومي ديريك شوليت اثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ عقدتها «لجنة الشؤون المسلحة»، اول من امس. وكالعادة، تصدر عضو اللجنة والسناتور الجمهوري عن ولاية اريزونا جون ماكين الاجتماع، واجبر مسؤولي الادارة على الادلاء بتصريحات جادة بخصوص الازمة السورية، بعيدا عن الشعارات التي غالبا ما يلتزم بها المسؤولون الحكوميون الاميركيون.
وافتتح ماكين هجومه بالسؤال: «هل تعتقدان ان خطة انان نجحت ام فشلت؟» فاجاب شوليت: «اعتقد انها تفشل». ووافقته هيكس بالقول: «اعتقد انها تفشل واعتقد ان انان نفسه قلق جدا بخصوص الخطة». وحاول المسؤولان التهرب من غضب ماكين، فقال شوليت، والذي تشير المعلومات الى انه انضم قبل اسبوع الى اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع السوري، انه يعتقد ان الولايات المتحدة «تقود ديبلوماسيا» مشيرا الى «مؤتمر اصدقاء سورية» الذي تشارك فيه واشنطن.
الا ان ماكين اعترض على رؤية المسؤول في مجلس الأمن القومي، وقال انه اثناء جولته الاخيرة المخصصة لسورية والتي قام بها برفقة زميله السناتور جو ليبرمان، التقى مسؤولين في دول اعضاء في المؤتمر المذكور، وان هؤلاء عبروا عن اسفهم لغياب «الدور الاميركي القيادي» المطلوب في هذه الازمة.
وبعد اعتراف المسؤولين في الادارة الاميركية بفشل خطة انان، وجدا نفسيهما مجبرين على الحديث حول خطط بديلة، بما فيها العسكرية، ما حدا هيكس الى القول ان وزارة الدفاع تنشط اليوم اكثر من الماضي في اعداد الخطط العسكرية المطلوبة في حالات الطوارئ او احتمالات التدخل الدولي في سورية.
الا ان هيكس وشوليت حاولا الاختباء حول المراوحة التركية في الموضوع السوري، فاعتبرا ان تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمالي الاطلسي، لم تطالب حتى الآن بتفعيل البند الرابع من ميثاق الحلف الذي يملي ضرورة التدخل العسكري في حال تعرض دولة عضو لعدوان خارجي.
وكانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد لمحت الى امكانية قيام تركيا بالتوجه الى الحلف للمطالبة بالتدخل عسكريا في سورية في اطار الدفاع عن نفسها في مواجهة اي خطر يهددها من عدم استقرار الاوضاع السورية. 
الا ان ماكين سبق ان ابلغ مقربين منه ان واشنطن وانقرة تتقاسمان الادوار في محاولة التهرب من اي تدخل عسكري للحلف الاطلسي في سورية. وينقل مقربون عن ماكين قوله ان تركيا تنتظر «ايحاءة اميركية» للتوجه بالطلب الى الاطلسي بالتدخل في سورية، فيما واشنطن تلقي باللائمة على تركيا لعدم توجيهها هكذا طلب. القياداتان الاميركية والتركية، حسب اوساط ماكين، متقاربتان الى درجة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بينهما الى حد ان الرئيس باراك اوباما كلف رئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان، قبل اسابيع، نقل مبادرة تسوية الى مرشد الثورة الايراني علي خامنئي حول ملف ايران النووي.
بيد ان المراوغة الاميركية - التركية، ومحاولة التملص من عدم التحرك عسكريا لوقف قتل قوات بشار الاسد المدنيين السوريين، تواجه صعوبات في الاستمرار في وجه الفشل الواضح للديبلوماسية الدولية التي يقودها انان. 
وفي اوساط المثقفين الاميركيين، تقود صحيفة «واشنطن بوست» حملة المطالبة بعمل عسكري في سورية. وكانت الصحيفة عنونت افتتاحيتها، الاسبوع الماضي، بالقول: «مطلوب في سورية: خطة ب». وفي افتتاحية ثانية صدرت اول من امس، هاجمت الصحيفة بعثة المراقبين الدوليين الذي ارسلهم مجلس الأمن الى سورية، وقالت ان هؤلاء تحولوا الى سبب لموت السوريين، اذ تعمد قوات الاسد الى قصف المدن بعد ان يغادرها المراقبون الدوليون عقابا لسكانها، كذلك تعمد هذه القوات الى تعقب السوريين الذين تحدثوا الى المراقبين، ثم يصار الى تصفيتهم.
وهاجمت الصحيفة سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس، ونقلت عنها تغريدة كتبت فيها السفيرة: «ان استهداف النظام السوري لاولئك الذين يتحدثون الى المراقبين الدوليين هو عمل مشين، ولكنه لم يكن غير متوقع». وقالت الصحيفة: «اذا كان ذلك الاستهداف للسوريين الذين يتحدثون الى المراقبين متوقعا، فلماذا وافقت الولايات المتحدة على ارسال مراقبين امم متحدة الى سورية؟» وختمت الصحيفة بالتساءل «لماذا تدعم الولايات المتحدة بقاء هؤلاء المراقبين» الذين تحول وجودهم داخل سورية الى سبب لموت المزيد من السوريين بدلا من وقف قتلهم.
وفي جلسة الاستماع، استند ماكين الى الافتتاحية نفسها فاقتبس منها: «اينما يذهب المراقبون، يتبعهم القتل».

هناك تعليق واحد:

Übersiedlung Wien يقول...

بشكركم على تحديث الاخبار


Since December 2008