الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

نقل السفارة الأميركية إلى القدس ... في ولاية ترامب الثانية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين | | القدس - «الراي» |

ما لم يقله الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إعلانه ليل أمس عن عزمه على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كشفه مسؤولون في إدارته، بتأكيدهم أن نقل السفارة يستغرق سنوات، وأن القرار الجديد لا يؤثر في مجرى المفاوضات «السرية» القائمة، ويستند إلى تفاؤل أميركي بالتوصل قريباً إلى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ففي مؤتمر صحافي شارك فيه أكثر من 400 إعلامي بصورة شخصية، عبر الهاتف، أوضح مسؤولو الإدارة خلفية القرار الأميركي، الذي قوبل بموجة تنديد عربية وإسلامية ودولية، أن إدارة ترامب، رغم العبارات المنمقة التي تستخدمها لمداعبة مخيلة اليهود في إسرائيل وأميركا، فإنها تقر بأن «حدود القدس يتم تحديدها بموجب اتفاق السلام النهائي بين الاسرائيليين والفلسطينيين»، ما يبقي الباب مفتوحاً لقدس شرقية عاصمة للفلسطينيين.

وحرص المسؤولون على تكرار أن الأمور على الأرض ستبقى على حالها، لأن أي عملية نقل لأي سفارة أميركية حول العالم تستغرق سنوات، وضربوا مثالاً على ذلك بعملية نقل السفارة الأميركية في لندن إلى مبنى جديد، وهي عملية استغرقت ثماني سنوات، كما أن السفارة الأميركية في تل أبيب يعمل فيها ألف ديبلوماسي.

ويعني ذلك أن العملية لن تتم في ولاية ترامب الأولى التي تنتهي في العام 2020، على أن تتم على الأرجح في ولايته الثانية إذا فاز مجدداً في الانتخابات الرئاسية.

وتفسيراً لحديث الأميركيين عن أن خطوتهم تدفع عملية السلام قدماً، قال المسؤولون إنهم والرئيس «يعلمون ما لا يعلمه الرأي العام والاعلاميون حول تطورات العملية السلمية خلف الكواليس»، وأن ترامب يبدي تفاؤلاً حيال إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في المستقبل القريب، ويعتبر أن اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لاسرائيل لا يؤثر في مجرى المفاوضات السرية.

وعلى وقع تصاعد موجة الغضب، عربياً وإسلامياً ودولياً، المترافقة مع تحذيرات لإدارة ترامب من مغبة «إشعال» المنطقة، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله أن مسألة نقل السفارة تم بحثها خلال الجلسة المغلقة لقمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي استضافتها الكويت، أول من أمس، وأنه تم الاتفاق على أن يكون هناك تحرك جماعي مع الإدارة الأميركية «لإظهار قدر الغضب من هذا التصرف، وجار الإعداد لرسالة خليجية سيتم تسليمها للإدارة الأميركية بهذا الشأن».

وفي حين يُعقد اجتماع عربي طارئ على مستوى وزراء الخارجية السبت المقبل، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قمة لقادة دول منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول، الأربعاء المقبل، محذراً بعد محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، من أن اعتراف واشنطن بالقدس «سيُفيد الجماعات الارهابية»، فيما أكد العاهل الأردني أن المدينة المقدسة «مفتاح استقرار» المنطقة.

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن استغرابه «أن تتورط الإدارة الأميركية في استفزاز غير مبرر لمشاعر 360 مليون عربي، ومليار ونصف المليار مسلم إرضاء لإسرائيل»، فيما برزت مواقف أوروبية معارضة للخطوة الأميركية، إذ أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن «وضع القدس يجب أن يتحدد من خلال تسوية»، وأن المدينة «في نهاية الأمر يجب أن تشكل عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية»، فيما أعربت ألمانيا عن قلقها، وحذت حذوها روسيا والصين ودول أخرى.

في موازاة ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية «ريشيت بيت»، أن رئيس الفيلبين رودريغو دوتيرتي بعث رسالة إلى إسرائيل يعلن فيها أنه معني بنقل سفارة بلاده إلى القدس.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008