الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

ترامب يتلقى صفعة انتخابية ثانية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

للمرة الثانية في أقل من خمسة أسابيع، مُني الرئيس دونالد ترامب وحزبه الجمهوري بهزيمة انتخابية قاسية، فبعد نجاح الحزب الديموقراطي، الشهر الماضي، في اكتساح انتخابات ولاية فيرجينيا المتأرجحة عادة بين الحزبين، فجّرت ولاية آلاباما الجنوبية، ذات الغالبية الجمهورية، مفاجأة كبيرة بفوز المرشح الديموقراطي دوغ جونز على منافسه الجمهوري روي مور، في الانتخابات الفرعية لمجلس الشيوخ، التي أجريت لملء المقعد الذي شغر بتعيين جيف سيشنز وزيراً للعدل، مطلع العام الحالي. 
والفوز الديموقراطي في الولاية الجمهورية هو الأول منذ 25 عاماً، ومعه تتقلص الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ إلى 51 من أصل 100 سيناتور، وهي غالبية ضئيلة جداً وتهدد أجندة ترامب في مرحلة مبكرة من رئاسته. 
ومع الفوز الديموقراطي، تصبح إمكانية سيطرة الديموقراطيين على غرفة من غرفتي الكونغرس (مجلسا النواب والشيوخ) أمراً محتملاً جداً في الانتخابات النصفية العام المقبل. 
وسيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ، مع حلول العام 2019، لا تعني فقط نسف أجندة ترامب السياسية وتقويض حظوظ إعادة انتخابه لولاية ثانية في العام 2020، بل تهدد ما تبقى من الولاية الأولى للرئيس في حال توصل المحقق الخاص بوب مولر الى قرار اتهامي بحق ترامب بتهمة التآمر مع روسيا ضد المرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون وحزبها الديموقراطي، العام الماضي.
أهم خلاصات الهزيمة القاسية لترامب والجمهوريين في ولاية آلاباما أن هذه الهزيمة تظهر خيبة أمل بين الجمهوريين من رئيسهم وحزبهم، مقابل حماسة واسعة بين الديموقراطيين لاستعادة البيت الابيض والكونغرس. كما تظهر نتيجة آلاباما أن نتائج فيرجينيا الكاسحة لمصلحة الديموقراطيين لم تكن مصادفة، بل جاءت في سياق ينذر بتقهقر متوقع للحزب الجمهوري في الدورات الانتخابية المقبلة.
وتعليقاً على الهزائم التي بدأت تتوالى بحق الجمهوريين، كتب المعلّق في موقع «فوكس» (اليساري الليبرالي)، ان الصورة الأكبر تظهر أن «الحزب الجمهوري يقوده رئيس غير شعبي، وقادة كونغرس غير شعبيين، ويتبنى أجندة سياسية غير شعبية، وهو ما يضع الجمهوريين في خطر انتخابي هائل».
واكتسبت هزيمة آلاباما معاني سياسية واسعة، خاصة ان المرشح الجمهوري الخاسر روي مور كان مرشح اليمين المتطرف بقيادة مستشار ترامب السابق ستيف بانون، الذي نجح بإلحاق الهزيمة بمرشح المؤسسة الجمهورية أثناء الانتخابات التمهيدية الحزبية. 
وجاءت خسارة بانون ومرشحه واليمين المتطرف عموماً أمام ديموقراطي يساري، لا ديموقراطي وسطي، وهو ما يؤشر على عودة أميركية الى البرنامج السياسي الذي حمل الرئيس السابق باراك أوباما الى الحكم في العام 2008، بعد فوز الديموقراطيين بغالبية الكونغرس بغرفتيه في العام 2006. 
وتشي خسارة بانون واليمين المتطرف، في واحدة من أكثر الولايات المسيحية البيضاء، بانقلاب في المزاج الأميركي ضد الأجندة المتطرفة التي يتبناها كل من بانون وترامب، وبأن الانقلاب الشعبي الأميركي ضد الموجة اليمينية المتطرفة قد يتوسع خارج حدود الولايات المتحدة والقارة الاميركية ليصل الشواطئ الاوروبية، حيث عانت بعض الدول الاوروبية من صعود موجة تطرف يميني نجحت في فصل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، وكادت تستولي على الرئاسة في فرنسا، ورئاسة الحكومة في هولندا.

الرئيس يوقّع ميزانية الدفاع الضخمة ويعلن إستراتيجيته... الإثنين

واشنطن - رويترز، ا ف ب - أعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض هربرت ريموند مكماستر أن الرئيس دونالد ترامب سيعلن عن استراتيجية أمنية جديدة الاثنين المقبل.
وقال مكماستر، خلال لقاء مع نظيره البريطاني مارك سيدويل ليل أول من أمس، إن الاستراتيجية الجديدة «ستركز على أربعة محاور رئيسية هي حماية الأمن الأميركي الداخلي، وتعزيز الرخاء، والحفاظ على السلم عن طريق القوة العسكرية، وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة».
وأضاف ان الإستراتيجية «ستحدد التهديدات العالمية للولايات المتحدة ومصالحها بما في ذلك القوى الرجعية مثل روسيا والصين والأنظمة المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية والجماعات الإرهابية عبر العالم».
من جهة أخرى، وقع ترامب مرسوم ميزانية الدفاع الضخمة البالغة نحو 700 مليار دولار، والتي قال انها ستساعد الولايات المتحدة في تعزيز قوتها العسكرية وتحديث قواتها وعتادها.
وقال ترامب في مراسم التوقيع في البيت الأبيض محاطا بكبار قادة «البنتاغون» ومن بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس «بتوقيع هذه الميزانية الدفاعية، نحن نسرع عملية استعادة القوة العسكرية للولايات المتحدة بالكامل». 
وفيما حصل القانون على موافقة الكونغرس بدعم من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، لم يتفق النواب بعد على كيفية تمويل هذا الانفاق العسكري الضخم، الذي يبلغ وحده مجموع النفقات العسكرية للدول السبع التي تأتي مباشرة بعد الولايات المتحدة من حيث قيمة نفقاتها العسكرية.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008