الاثنين، 30 يوليو 2018

قمة «الناتو العربي» رهن 8 أسابيع حاسمة

حسين عبدالحسين

فيما حدّد البيت الأبيض مهلة 60 يوماً أمام الديبلوماسية الأميركية للتوصل إلى تسوية للأزمة الخليجية المندلعة منذ 13 شهراً بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر، من جهة، وبين قطر من جهة ثانية، تمهيداً لعقد قمة «الناتو العربي» الذي تسعى الولايات المتحدة لتشكيله في مواجهة التهديدات الإيرانية، كشف نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ان «الكويت تلقت أفكاراً تتعلق برغبة الولايات المتحدة إنشاء تحالف استراتيجي في منطقة الشرق الاوسط يكون بمثابة (ناتو عربي)»، مبيناً أن «هذه الأفكار محل ترحيب ودراسة من قبل القيادة، وأنه سيكون هناك اتصالات مع الجانب الأميركي لمزيد من الإيضاحات حولها».
وقالت مصادر أميركية رفيعة المستوى لـ «الراي» إن المطلوب هو التوصل إلى تسوية قبل أسبوعين على الأقل من موعد قمة «الناتو العربي»، المقررة مبدئياً في 12 و13 أكتوبر المقبل، حتى يتسنّى لمسؤولي الدول المدعوة إلى واشنطن استكمال إعداد جدول الأعمال والبيان الختامي للقمة.
وأشارت المصادر إلى أن «خطوط التسوية الخليجية» باتت معروفة وواضحة، وأن «التوصل إليها يحتاج قراراً سياسياً من الطرفين»، لافتة إلى أنها تشترط «وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين الطرفين». 
وحسب المصادر الأميركية، «في الوضع الحالي، يبدو من المستحيل جمع زعماء الأزمة الخليجية في غرفة واحدة، ناهيك عن التوصل لإقامة تحالف أمني وعسكري وسياسي بينهم»، وهو ما يشترط تذليل الخلافات لعقد القمة.
لكن المصادر لفتت في الوقت نفسه إلى تعقيدات أخرى قد تعيق عقد القمة في الموعد المحدد لها، مشيرة إلى أن مصر على سبيل المثال تعتبر أن الأولوية هي لمواجهة تنظيم «الإخوان المسلمين» في عموم منطقة الشرق الأوسط والعالم، فيما ترى في الحوار سبيلاً وحيداً للتوصل إلى تسويات مع إيران، وهو ما يفترق مع سياسة دول أخرى، الأمر الذي «يعقّد مهمتنا لعقد قمة تخرج عنها قرارات فعلية غير الاستعراض الإعلامي»، على حد قول المصادر الأميركية.
كما يعتقد المسؤولون الأميركيون أن دولاً أخرى، على غرار سلطنة عُمان، «تحاول الإبقاء على خطوط مفتوحة مع الإيرانيين وفقاً لسياسة هي أقرب إلى الحياد منها المواجهة».
لهذا الأسباب والتعقيدات، لم تعلن واشنطن رسمياً عن نيتها عقد قمة «الناتو العربي» أو موعدها، بل آثرت تسريب بعض الأنباء عنها إعلامياً لجسّ النبض وقياس ردود الفعل. 
ووفقاً للمصادر، فإن السعودية والامارات والبحرين من أكثر الدول المتحمسة لإقامة تحالف عسكري مناهض لإيران في المنطقة، لكنها أبدت تحفظات حول مشاركة قطر، وشككت بإمكانية ابتعاد الدوحة عن طهران. 
في المحصلة، هي قمة ما تزال هلامية إلى حد بعيد، تحول دون انعقادها عقبات معقدة تهدد بنسفها، فيما تهدد نتائجها تباينات الدول الأعضاء المشاركة، وهو ما يعني أنه أمام الديبلوماسيين الأميركيين تحديات جمة يتوجب عليهم التعامل معها وتذليلها في الأسابيع الثمانية المقبلة، وإلا يبقى تحالف «الناتو العربي» مجرد تسريبات إعلامية وتصريحات.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008