الخميس، 5 يوليو 2018

غياب خطة حكومية لمواجهة تهديدات إيران... النفطية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

في وقت دعا عدد من النواب الحكومة إلى التعامل بجدية مع التهديدات الإيرانية بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة، إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في إجبار الدول كافة على وقف شراء النفط الإيراني، وأشاروا إلى انه لا توجد، للأسف، خطة حكومية للتعامل مع هذه التهديات، لو نفّذت، أكدت الولايات المتحدة «استعداد» قواتها والحلفاء «لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة» في الخليج العربي، في حين جدّد الرئيس دونالد ترامب اتهامه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بدفع أسعار الوقود للارتفاع، وحضَّ أعضاءها على عمل المزيد. 
واعتبر عضو لجنة الميزانيات والحساب الختامي البرلمانية النائب الدكتور عادل الدمخي، تهديد قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الايراني قاسم سليماني بأنه «خطير»، لافتاً إلى أنه سبق أن طلب غير مرة بعقد جلسة خاصة للتعرف على جهوزية الحكومة أمام الأخطار المحدقة.
وقال الدمخي لـ«الراي»: «إن ما تلفّظ به سليماني وتهديده بعرقلة صادرات النفط الخليجي خطير، وبمثابة تهديد للاقتصاد الخليجي على وجه العموم والكويتي على وجه الخصوص»، لافتاً إلى أن «هذا التهديد ستكون له تبعاته على الأمن الوطني للدول الخليجية».
وحضّ الحكومة على اتخاذ الإجراءات الاحترازية الكافية، مطالباً بافتراض الاحتمالات كافة، وأن تضع الاستعدادات والتجهيزات لكل احتمال، داعياً دول الخليج قاطبة إلى التوحد في مواجهة هذه التهديدات على اقتصادها.
وأشار الدمخي إلى تقديمه سؤالاً برلمانياً عن استعدادات الدولة للأخطار الإقليمية ومدى جهوزية الحكومة بكل مؤسساتها لحالة الطوارئ، «ودعونا مع نواب لتخصيص جلسة للتعرف على جهوزية الحكومة لمواجهة الأخطار».
وقالت عضو لجنة الميزانيات والحساب الختامي البرلمانية النائب صفاء الهاشم لـ «الراي»: «يتملكني اليقين التام، أن ما يجري في المنطقة من حروب مستمرة وقتل، وتحديداً في منطقتنا الخليجية والعربية مخطط له وليس وليد اللحظة، ما يحدث راهناً خطة واضحة ممنهجة، وتطبخ على نار هادئة»، متسائلة «هل يوجد إقليم على كوكب الأرض يغلي سياسياً كما هو الحال في منطقتنا الخليجية والعربية؟ حتى أفريقيا ظلت تعاني من القلاقل لسنوات ثم تعدلت أوضاعها، لذا علينا الانتباه وتدارك أنفسنا».
وأوضحت الهاشم: «أما السؤال عن خطة طوارئ، فأقول لكم... لا نملكها، ولن يتم الاعلان عنها، ولا توجد خطط»، منوهة بتحذيرات «حكيمنا وكبيرنا سمو الأمير حفظه الله الدائمة بالمحافظة على ترابطنا الداخلي وتكاتفنا لأننا نعيش وسط إقليم سياسي ملتهب».
وقال عضو اللجنة المالية البرلمانية النائب أسامة الشاهين لـ «الراي» ان «التهديدات المنسوبة لقاسم سليماني قائد ما يسمى بفيلق القدس المصنف إرهابياً، هي تهديدات مزعجة ومظهر جديد من مظاهر العدوانية الايرانية، فعلى الرغم من ان الخلاف أميركي - ايراني إلا ان تهديداته انصبت على دول الخليج مباشرة دون مراعاة لشعوبها قبل أنظمتها، وفيه انتهاك جديد لحقوق الجيرة، وهو ما سبق للكويت قيادة وشعباً أن أكدت التنبيه عليه مراراً وتكراراً ولكن بلا أصداء إيجابية من الجانب الإيراني».
إلى ذلك (وكالات)، أكد الناطق باسم القيادة الوسطى في الجيش الأميركي بيل أوربان، أمس، إنّ «القوات البحرية الأميركية والحلفاء الإقليميين جاهزون لضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للبضائع حيثما يتيح القانون الدولي (في الخليج العربي)».
وجاء تعهد الجيش الأميركي رداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته لسويسرا، الذي هدد فيها بمنع صادرات نفط دول المنطقة إذا تم منع طهران من تصدير النفط، والتي أشاد بها قائد «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» قاسم سليماني، قائلاً إن «الحرس الثوري مستعد لتطبيق سياسة تمنع صادرات النفط الإقليمية إذا تم حظر مبيعات الخام الإيرانية»، فيما انضم قائد آخر وهو إسماعيل كوثري إلى درب التهديدات المعلنة.
لكن طهران تراجعت أمس، عن تهديداتها (وكالات)، وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، حشمت الله فلاحت بشه، في حديث مع وكالة البرلمان «خانه ملت»، إن إيران «لا يمكنها إغلاق مضيق هرمز».
وفي شأن تهديدات روحاني، وإشادة سليماني بها، أوضح بشه إن الرئيس لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة، «إغلاق مضيق هرمز».
في المقابل، قدم تهديد روحاني، فرصة لعدد من المسؤولين الأميركيين للبدء بقرع طبول الحرب والمواجهة، على الأقل في مجالسهم الخاصة.
وعلمت «الراي» من مصادر رفيعة المستوى انه منذ مايو، أي منذ يوم إصدار ترامب مرسوماً تنفيذياً طلب فيه من وزارة الدفاع الاستعداد لمنع حيازة ايران سلاحاً نووياً، تعمل القيادة العسكرية - بالاشتراك مع الحلفاء في الخليج والشرق الأوسط عموماً - على إعداد السيناريوات المتعددة لاندلاع حرب مفتوحة مع الايرانيين على أكثر من جبهة، بما في ذلك احتمال محاولة ايران إقفال الممرات المائية التي تعبرها ناقلات الطاقة الخليجية، وقيام الميليشيات الموالية لايران بشن هجمات ضد جنود أميركيين في العراق وسورية، وضد اسرائيل، وضد مصالح اخرى تابعة للولايات المتحدة وحلفائها.
وكان صديق الرئيس ومحاميه عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، أبلغ حشداً من منظمة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة توقعاته ان نظام الجمهورية الاسلامية سينهار في غضون عام. ورفض المسؤولون الأميركيون نفي تصريحات جولياني أو التعليق عليها، واكتفوا بالاشارة إلى ان لا صفة رسمية للرجل للتحدث باسم الادارة الاميركية، وان ما ادلى به يعبر عن رأيه الشخصي.
لكن تفادي إدارة الرئيس ترامب التعليق على تصريحات جولياني حول قرب الاطاحة بالنظام الايراني لم يقدم تطمينات لازمة لمعارضي الحرب.
ويتداول معارضو أي حرب أميركية ممكنة ضد إيران تقارير مفادها بان القيادة العسكرية عقدت لقاءات مكثفة مع نظيراتها في الخليج والشرق الاوسط، ووضعت خططاً واستعرضت سيناريوات المواجهة. وقال بعض المعارضين انه على عكس السياسيين، فان القيادة العسكرية الأميركية لا تناور، وان تصرفاتها تشي بأنها ترجح اندلاع حرب أميركية مع ايران.
وفي سياق متصل، عمدت الديبلوماسية الاميركية - على مدى الايام الماضية - بالاتصال بالحلفاء الاوروبيين المعارضين لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية مع ايران، ولفت نظر هؤلاء الحلفاء إلى محاولة النظام الايراني القيام بتفجير يستهدف معارضين ايرانيين مقيمين على الاراضي الأوروبية. وحاول الديبلوماسيون الأميركيون تذكير نظرائهم الاوروبيين بان «ايران دولة راعية للارهاب، وان تصرفها الأخير يؤكد انها لم تتوقف عن رعاية الارهاب والارهابيين حول العالم، حتى بعد التوصل لاتفاقية نووية معها».
من ناحية ثانية، كتب ترامب على «تويتر» في وقت متقدم من ليل الأربعاء: «يجب على (أوبك) المحتكرة أن تتذكر أن أسعار البنزين مرتفعة، وأنهم لا يفعلون شيئاً يذكر للمساعدة. هم يدفعون الأسعار للارتفاع، بينما الولايات المتحدة تدافع عن الكثير من أعضائها (أوبك) مقابل القليل جداً من الدولارات. هذا يجب أن يكون طريقاً في اتجاهين. خفضوا الأسعار الآن».
وقال محافظ إيران لدى «أوبك» حسين كاظم بور أردبيلي، إن ترامب تسبب في رفع أسعار النفط بتغريداته على «تويتر».
ونقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن أردبيلي: «تغريداتك تسبّبت في زيادة الأسعار بما لا يقل عن عشرة دولارات. من فضلك كف عن هذا الأسلوب»، مشيراً إلى أن ترامب يسعى لزيادة حدة التوترات بين إيران والسعودية.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008