الاثنين، 9 مارس 2020

«كسر عظم» بين بايدن وساندرز في ميشيغن

واشنطن - من حسين عبدالحسين

تتجه الأنظار اليوم إلى ولاية ميشيغن، في شمال الوسط الأميركي، حيث يجري الحزب الديموقراطي فيها وفي خمسة ولايات أخرى، الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحه الرئاسي لمواجهة دونالد ترامب، الساعي لولاية ثانية، في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
وبعد سلسلة المفاجآت التي فجرها المرشح الديموقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، على مدى الأسبوع الماضي، بتغلبه على منافسه السناتور بيرني ساندرز في ولاية ساوث كارولينا، وبعدها باكتساحه 10 من 14 ولاية في «الثلاثاء الكبير»، يستعد فريق ساندرز لما يراها معركة مصيرية في ميشيغن، الولاية التي فاز فيها ساندرز على المرشحة السابقة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية قبل أربعة اعوام.
ويتقدم بايدن على ساندرز في عدد الموفدين المطلوبين للفوز بترشيح حزبه بواقع 664 مندوباً، مقابل 573 لساندرز. ويحتاج الفائز الى جمع اصوات 1991 مندوباً ليضمن ترشيح حزبه. اما انتخابات الولايات الستة، اليوم، فتمنح 365 مندوباً سيتنافس عليها المرشحان، حصة ميشيغن منها 125.
وفي الانتخابات الرئاسية العامة في العام 2016، تغلب ترامب على كلينتون في كل واحدة من الولايات الست، خصوصا ميشيغن المتأرجحة، وهي التي فتحت له الطريق لدخول البيت الأبيض.
وكان ساندرز فاز في أربعة من الولايات الستة نفسها في 2016، وفاجأ كلينتون بانتزاعه ميشيغن، وهي ولاية صناعية تتمركز فيها غالبية معامل السيارات الأميركية، وتسكنها مجموعة كبيرة من عمّال هذه المعامل، فضلاً عن مجموعة وازنة من السود، وتتركز فيها أكبر جالية للعرب الأميركيين، الذين يساندون ساندرز في غالبيتهم.
على أن استطلاعات الرأي تشي بأن حظوظ نائب الرئيس السابق أكبر من حظوظ منافسه، وهو ما دفع ساندرز الى الغاء كل اطلالاته في عموم الولايات المتحدة، والانتقال الى ميشيغن مع كل فريقه، وتخصيص كل امكاناته المالية الدعائية لتفادي هزيمة ممكنة، وان لحقت به، ستكون خسارة معنوية فادحة وستقلّص امكانية بقائه في دائرة المنافسة.
ومن المشاكل التي يعاني منها ساندرز، ان عدداً لا بأس به من الولايات عدّلت من نظامها الانتخابي من أسلوب التجمّعات، كوكس بالانكليزية، الى انتخاب عام في صناديق الاقتراع في عموم الولاية. ويفيد نظام التجمّعات ساندرز لأنه يعتمد على مشاركة عدد قليل من الناخبين، ولأن مؤيدي ساندرز أكثر حماسة من غيرهم، على قلّة عددهم، فهم غالبا ما يتفوقون في انتخابات التجمعات، ولكن تفوقهم يتلاشى في الانتخابات على صعيد الولاية.
ومن المشاكل التي يعاني منها ساندرز كذلك فشله في توسيع دائرة مؤيديه، فصارت تنحصر في الغالب بمن هم تحت الثلاثين من العمر، في وقت أظهرت جولات الانتخابات التمهيدية التي جرت حتى الآن تراجعاً في حماسة الشباب في تأييد السناتور المرشح، واحجامهم عن المشاركة في العملية الانتخابية.
وعشية جولة اليوم، توقع أحد أبرز خبراء استطلاعات الرأي نايت سيلفر، أن يفوز بايدن بترشيح حزبه بنسبة 88 في المئة، وأن يفوز بأكثرية الأصوات (أي من دون أن يتعدى عتبة نصف زائد واحد) بنسبة 94 في المئة.
لكن التوقعات، ان اثبتت شيئا، فهو انها غالباً ما تخطئ، وهو ما حدث يوم فاز ترامب على كلينتون، على عكس كل التوقعات، وهو ما حصل الثلاثاء الماضي، عندما فاجأ بايدن ساندرز واكتسحه، كذلك على عكس التوقعات.
وفي حال نجح ساندرز في وقف تفوق بايدن عليه، فإن ذلك لن يعني بالضرورة فوز السناتور بترشيح الحزب الديموقراطي بالضرورة، لكنه يعني أن ساندرز سيُغرِق الحزب في عملية منافسة طويلة ومعقدة، تستنفذ امكانات المرشحين، فيما ترامب ماض في عملية جمع التبرعات، وبناء حملته الدعائية، وتعزيز ماكيناته الانتخابية ومكاتبه في عموم الولايات الخمسين، وهو ما يعطيه فرص أكبر بكثير من منافسيه الديموقراطيين في الفوز بالسباق الى البيت الابيض.
وعلّقت كلينتون، التي كانت هزمت ساندرز في 2016، ونالت ترشيح حزبها، على السباق بين الرجلين، وقالت في اطلالة عبر شبكة «سي ان ان» إنها تعتقد أن ما حققه بايدن في «الثلاثاء الكبير» كان مبنياً على نجاحه في بناء ائتلاف انتخابي واسع شبيه بالذي بنته المرشحة السابقة.
وأضافت أنها كانت أنهت معظم عملها الانتخابي المطلوب بعد فوزها بانتخابات «الثلاثاء الكبير»، لكن اصرار ساندرز على مواصلة السباق أجبرها على مواصلة الحملة داخل الحزب. وختمت بالقول: «اعتقد أن جو يسير على الطريق الصحيح لفعل ما فعلته بالضبط لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي (تشكيل ائتلاف من الناخبين ممن يشعرون بحماسة كافية)».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008