حسين عبدالحسين
المشهد
دولة لبنان تلاشت. التلاشي هنا لا يعني شغور موقع رئاسة الجمهورية واقتصار عمل الحكومة على تصريف الأعمال. التلاشي يعني موت الدولة، وتفكك مؤسساتها، وانهيار عملتها، واندثار سيادتها. لم يبق شيء في لبنان إلا هوية ثقافية واجتماعية يشترك فيها اللبنانيون، وأرض يعيشون عليها سويا بدون عقد اجتماعي. كل لبناني يعيش في لبنان اليوم يعيش على مسؤوليته، لا قوانين تحمي الناس، ولا مرافق عامة تقدم كهرباء أو ماء أو صيانة للبنية التحتية، ولا رقابة على جودة الدواء أو الأطعمة.
العيون الوحيدة الساهرة في لبنان هي عيون ”أمن المقاومة“، أي استخبارات ”حزب الله“، وهذه تعتقد نفسها أنها تتصدى للاستخبارات الإسرائيلية، التي تنخر فعليا جسد الحزب وتفجّر مخازن أسلحته بشكل متواصل. ما تراقبه استخبارات ”حزب الله“ هم اللبنانيين الذين يصرخون ضد الشذوذ الدستوري الذي يمثله استمرار ميليشيا الحزب بموجب ”بيان وزاري“. طبعا هذه هرطقة دستورية لأن المساواة بين المواطنين التي يكفلها الدستور تحصر استخدام العنف بالدولة، وهو ما يتطلب تعديلا دستوريا يبرر عمل جيش واستخبارات كاملة خارج سلطة وقرار الجمهورية اللبنانية. لكن زعيم ”حزب الله“ حسن نصرالله لا يهتم، طالما هو يقدم نفسه ناطقا باسم رب العالمين، وطالما هو يفهم في كل الأمور، من الاقتصاد وزراعة العدس على الشرفات الى القضاء وعمله والشؤون الاقليمية والدولية وغيرها.
يمكن قراءة المقالة كاملة على هذا الرابط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق