ما زالت زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى العاصمة الاميركية، تلقى تفاعلات ايجابية في الاوساط السياسية.
وقالت مصادر مطلعة على اجواء الزيارة، ان الرئيس باراك اوباما ابلغ نظيره المصري، انه يعتمد على مصر «كحجر زاوية لسياسة السلام في المنطقة، ولمواجهة امكانية انتشار السلاح النووي ومكافحة مخاطر الاصولية».
بدوره، سجل الوفد المصري - برئاسة مبارك - امام نظرائه الاميركيين، اعتراضه على بعض السياسات الاميركية في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بايران وحلفائها.
ومما قاله اعضاء الوفد المصري، حسب مسؤولين اميركيين، ان مصر لا تعتقد ان التسوية ممكنة مع ايران، بمعنى انه «حتى لو تم التوصل الى حل بخصوص الملف النووي، فستبقى ايران تمارس تهديدا على دول الجوار بفضل عقيدة نظامها المتطرفة».
واضافوا ان الوفد المصري قدم بالدليل، للاميركيين، براهين على تورط الاستخبارات الايرانية في زرع «خلايا حزب الله» لزعزعة الامن في مصر، وان القاهرة لن تتهاون ابدا مع خرق للاعراف بهذا الشكل بين دول المنطقة، التي لم تتخذ قرارا قبل ذلك بشن حروب استخبارية بين بعضها البعض.
وقال اميركيون، ان المصريين نصحوهم بايجاد خطة طويلة الامد، على غرار الحرب الباردة، لاحتواء الخطر الايراني. كذلك اكد بعض الاميركيين ان «القاهرة لا تؤيد تسديد ضربة عسكرية موجعة، فمواجهة الخطر الايراني اصعب في وسط صخب الحرب، واكثر سهولة في اوقات الهدوء، اذ ان النظام الايراني يعتاش على الحروب واثارة الجماهير».
كما قال مسؤولون اميركيون، ان المصريين نصحوا واشنطن بعدم المراهنة على النظام السوري. واضافوا ان للقاهرة تجربة طويلة مع النظام السوري، وان الرئيس بشار الاسد مختلف جدا عن ابيه. ونقل المسؤولون الاميركيون عن نظرائهم المصريين، ان «الرئيس مبارك كان اول من مد يده الى النظام السوري، اثر اغتيال (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق) الحريري واجبار دمشق على سحب جيشها من لبنان».
واضافوا ان «النظام السوري لا يفي بوعوده»، وان «التجربة المصرية مع سورية مرة»، وان «على اميركا الا تجرب ما تم تجريبه في السابق واثبت فشله».
واضافت مصادر اميركية، ان انطباع الادارة الحالية تجاه النظام السوري تبدل كثيرا منذ توليها الحكم، فبعدما ارسلت واشنطن الوفود الى دمشق، لم تلق حتى الان تجاوبا يذكر، «فلا تفجيرات العراق تراجعت، فيما العرقلة السورية لتشكيل حكومة في لبنان ما زالت مستمرة». واعتبرت ان الوفد المصري جاء ليؤكد المخاوف الاميركية في شأن عدم التجاوب السوري.
وسألت «الراي» المصادر الاميركية، عن دلائل تورط سورية بتفجيرات في العراق او حتى في عرقلة الحياة السياسية في لبنان، وعن الثناء الفرنسي المتواصل على الدور السوري، فاجابت: «هذا للاعلام، اما في الواقع، فالسوريون يعلمون اننا نعرف انهم لا يتعاونون ابدا... فرنسا تحاول تبرير فشل سياساتها في اقناع سورية بالتعاون، لذا نرى الفرنسيين يضعون رؤوسهم في الرمال، ويتظاهرون ان كل شيء على ما يرام مع دمشق».
كذلك سألنا المصادر الاميركية عن امكانية لقاء اوباما مع الاسد على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة المقررة في نيويورك الشهر المقبل، فاجابت: «من المبكر الحديث عن الموضوع، اذا ما صادف الرئيس اوباما، الاسد في الممر او في القاعة العامة، فهو سيتبادل معه السلام حتما، وهذا موضوع اخلاق عامة، لكن حتى الساعة، القرار هو عدم عقد اي اجتماع مع الرئيس السوري».
وتقول المصادر الاميركية ان مع تنامي الدور المصري في المنطقة، فان «الادارة الاميركية التي يخيب املها يوما بعد يوم من الاداء السوري، لن تتخلى عن حليفتها القاهرة بل وستأخذ بنصائحها، وهذه الاخيرة لم تقدم صورة ايجابية كافية عن دمشق، ما سيؤخر اي انفتاح اميركي او سعودي عليها».
المصريون نصحوا الأميركيين بعدم المراهنة على النظام السوري: ... لا يفي بوعوده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق