الاثنين، 31 أغسطس 2009

المصالح النفطية الأميركية في ليبيا تتقدم على «خيمة» القذافي واستقبال المقرحي

واشنطن - من حسين عبد الحسين

رغم اعتراضات بلدية نيويورك، على نصب الزعيم الليبي خيمته في حديقة «سنترال بارك» الشهيرة اثناء مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة الشهر المقبل، ورغم اعتراضات سكان ولاية نيوجرسي على نصب خيمة العقيد معمر القذافي على ارض تملكها السفارة الليبية في ولايتهم، ورغم اعتراضات البيت الابيض ووزارة الخارجية على الافراج عن المدان في قضية لوكربي، الليبي عبد الباسط المقرحي، واستقبال القذافي له بحفاوة، فان العلاقة الاميركية الليبية، في طريقها الى تحسن مطرد.

فقد حلت المصالح النفطية التي تقودها شركتا «اكسون موبيل» و«شيفرون» في ليبيا، مكان الحديث عن عقوبات، بعد ان تخلى القذافي عن برنامجه لاسلحة الدمار الشامل، فكافأته العواصم الغربية، اثناء حكم الرئيس السابق جورج بوش، بتسوية قضية لوكربي.

وكان لولب استعادة العلاقات مع طرابلس، مساعد وزير الخارجية السابق ديفيد وولش، الذي توصل الى تسوية مع النظام الليبي قضت بتسديد الاموال الى ضحايا تفجير لوكربي، من صندوق تغذيه شركات البترول الاميركية المستثمرة في ليبيا.

وانتقل وولش اثر تقاعده من السلك الديبلوماسي الى شركة «بيكتيل»، التي تتعاطى شؤون المقاولات، وتم تعيينه نائب رئيس الشركة لمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا، بما فيها ليبيا. الى ذلك، قالت مصادر في الادارة الاميركية ان هناك امكانية عقد لقاء بين الرئيس باراك اوباما والقذافي، على هامش الجمعية العمومية، لكنها اضافت انه لم يتم حتى الان التحضير لاي قمة من هذا النوع.

ومما سبق يظهر ان استعادة العلاقات الغربية مع ليبيا تسير بسرعة انفتاح الشركات الغربية عليها، وهذه الاخرى وحكوماتها تتنافس على نيل الحظوة الليبية. فالحكومة البريطانية اوعزت بالافراج عن المقرحي، وغطت قرارها بدواعي تدهور صحته، وهذا القرار لم يفت الاميركيين الذين طالب بعض نوابهم في الكونغرس، بفتح تحقيق في الاسباب الكامنة خلف الافراج عنه. واعتبر اعضاء في الكونغرس ان عقوداً نفطية ليبية أعطيت لشركة «بي بي» البريطانية، هي التي تقف خلف الافراج عن المقرحي.

كذلك، التقط مسؤولون اميركيون التهافت الاوروبي للانفتاح على ليبيا، واشار بعضهم الى زيارة الرئيس السويسري رودولف مارز لطرابلس وتقديمه اعتذارا عن اعتقال شرطة جنيف لنجل القذافي هنيبعل وزوجته، لاساءتهما معاملة خادمتهما، ما حدا بليبيا الى التعامل بكيدية مع سويسرا، فقلصت تصدير النفط اليها، ورفضت قبول خروج رجلي اعمال سويسريين التجآ الى السفارة السويسرية في طرابلس.

وقال مسؤولون اميركيون، رفضوا الافصاح عن هويتهم، ان «في وقت تتهافت عواصم العالم على الانفتاح على ليبيا للفوز بعقود نفطية ومصالح تجارية، نرى ان واشنطن تدين الافراج عن المقرحي واستقباله في ليبيا، ثم نراها ترفض طلبات الزعيم الليبي لنصب خيمته في اميركا». واضاف هؤلاء ان «الليبيين صاروا يعلمون ان تصريحا من الادارة هنا او هناك لا يغني ولا يسمن»، وان «ليبيا بحاجة الى انفتاح على معظم عواصم العالم، وطرابلس تدرك اهمية واشنطن، لذا لم تؤثر التصريحات الاميركية على العلاقات بين البلدين».

لكن بعض المسؤولين الاميركيين، نبهوا الى ان ليبيا لم تصبح حليفة للولايات المتحدة بعد، «فهي تعادي الانظمة العربية المعتدلة وغالبا ما تدعم التحالف الذي تقوده ايران، وهذه خيارات لا تخدم مصالح لا ليبيا ولا الغرب».

المصالح النفطية الأميركية في ليبيا تتقدم على «خيمة» القذافي واستقبال المقرحي

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008