بوسطن - من حسين عبد الحسين
«يقول (لي السفير السوري في واشنطن عماد) مصطفى، ان هذه الادارة لطيفة، لكن لا امل سوريا فيها»، حسب احد اساتذة الجامعات الاميركيين، الاشد تأييدا لنظام الرئيس بشار الاسد، جوشوا لانديس.
لانديس، مقرب جدا من مصطفى، وهو غالبا ما يتصرف كشبه ناطق باسم السفارة السورية في واشنطن، رغم انه مقيم في ولاية اوكلاهوما، وهو تحدث امام مجموعة من السوريين والاميركيين من اعضاء «جمعية الدراسات السورية» على هامش اعمال «جمعية دراسات الشرق الاوسط»، التي عقدت مؤتمرها السنوي في بوسطن، بحضور رئيس الجمعية السورية بيتر سلغليت، ومجموعة من الباحثين السوريين والاميركيين والاسرائيليين من مؤيدي الانفتاح على سورية، وتصدر هؤلاء الصحافي الاسرائيلي ايال زيسر.
لانديس اعتبر ان سورية عانت منذ العام 2005 من العزلة الدولية والعقوبات الاميركية. ويقول ان «كل ما تحدث عنه (مساعد وزير الخارجية فيصل) المقداد اثناء زيارته لواشنطن كان موضوع العقوبات الاميركية المفروضة على سورية... ذهب الى الخارجية وقالوا له ان يذهب الى التلة (حيث الكونغرس)».
لذا، يعتبر الاكاديمي الاميركي ان النظام السوري «فقد الامل» من واشنطن.
«لنكن واقعيين، لم يعد هناك شيء اسمه الخطوط الجوية السورية، لذا على سورية ان تفكر بشراء الطائرات من اوروبا (بدلا من اميركا). انظار سورية اتجهت شرقا نحو تركيا... ايران تنهض والصينيون مترددون جدا في فرض عقوبات عليها»، يقول لانديس، رغم موافقة الصين، بعد ايام، على التحذيرات الاميركية التي تبنتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وجه ايران.
«ان تركيا هي اكبر شيء بالنسبة الى سورية،» يتابع لانديس، الذي نقل عن السفير السوري، اثناء عشاء امام مجموعة من الاطباء السوريين من السنة، ان «ايران ليست افضل صديق لدينا، بل تركيا». واضاف لانديس: «طبعا (مصطفى) كان يكذب الى حد ما».
كذلك اعتبر لانديس، ان النظام السوري يشعر بارتياح اليوم، «فلا معارضة داخلية ولا تحديات اميركية، وبشار صار يستخدم تكتيك (والده الراحل) حافظ (الاسد)، اي انه لا يفعل شيئا، وينتظر الاخرين كي يفعلوا، فيخطأون، ويستفيد هو من اخطائهم».
ورغم الحملة الاعلامية التي يقودها لانديس وامثاله، في عواصم غربية، تهدف الى اظهار سورية بمظهر المنتصرة التي استعادت علاقاتها الدولية، قال لانديس: «عليهم (السوريين) ان يخرجوا من العزلة... بعد 10 او 15 عاما، لن يعود (الاميركيون) بحاجة الى سورية». ويعتبر لانديس ان «مد النفوذ الاميركي (حول العالم) هو في طريقه الى التراجع»، لذا، الرهان السوري الاصح سيكون على الصين».
ويختم لانديس بالتوجه الى الحاضرين مطمئنا اياهم: «السوريون لم يعطوا شيئا في الموضوع اللبناني، ربما اعطوا قليلا فقط، وهم حتما لم يعطوا شيئا لاميركا».
هنا تدخل المفكر السوري صادق جلال العظم معترضا، وقال: «لماذا نعتبر ان الصين قد تكون قوة افضل من اميركا؟ ماذا ستفعل لنا الصين في فلسطين؟ واين هي الخطة العربية لصناعة الطائرات او لانقاذ فلسطين»؟
ثم اثنى على «ربيع دمشق»، واعتبر ان نهاية هذه الحركة الديموقراطية في سورية جاءت مع المقال الذي كتبه الناشط ميشال كيلو، ابان الحديث عن انفتاح سوري اقتصادي على الصين. «كان عنوان مقال الكيلو يومها، حل صيني لمشكلة سوفياتية»، اي الحديث عن حلول اقتصادية مثلما حصل في الصين لمشكلة استبداد النظام في سورية شبيهة بالاتحاد السوفياتي، الذي انهار. وقال العظم: «كل ربيع دمشق انتهى بعد تلك المقالة».
واضاف ان «ربيع دمشق» جعله فخورا باستمرارية النخبة المثقفة السورية: «40 عاما من الاستبداد لم تؤثر على الانتلجنسيا السورية، وصحافة لبنان - هونغ كونغ سورية - ساعدت كثيرا في بقاء هذه الطبقة».
وتابع العظم: «شعرت بالفخر في ذلك الوقت. اما ازلام النظام - خصوصا بعد مقتل (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق) الحريري - فقد زادوا من نشاطهم. حتى الاحاديث العادية التي كان المثقفون السوريون يتداولونها في السهرات، توقفت بعد مقتل الحريري».
ثم طلب لانديس من الصحافي الاسرائيلي ايال زيسر، الحديث، فنقل الاخير عن الاكاديمي الاميركي ديفيد ليش، والاخير مقرب من ومؤيد لنظام الاسد كذلك، ان «الاسد يعتقد اليوم، بعد نحو 10 سنوات على تسلمه الحكم وابقائه على الثبات فيه، ان السوريين بدأوا يكنون له المحبة والاحترام».
وحسب زيسر، فان السلام السوري - الاسرائيلي غير ممكن حاليا بسبب «غياب الشريك الاسرائيلي». ويختم بالدعاء انه سيلتقي يوما مع لانديس في دمشق، هنا يجيبه لانديس، «ان شاء الله».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق