واشنطن - من حسين عبدالحسين
وافق الرئيس باراك اوباما، على اقتراح نظيره اللبناني، التعاطي مع موضوع سلاح «حزب الله» عن طريق الحوار الوطني، حسب مصادر واكبت الاجتماعات التي عقدها ميشال سليمان في العاصمة الاميركية.
وقالت المصادر، ان اوباما حدد اهداف السياسة الاميركية، وتتلخص بدعم لبنان «قوي ويتمتع بسيادة كاملة واستقلال، ويعيش بسلام مع محيطه»، وهو ما يتطلب «التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن ذات الصلة»، وان «لا ضير من التوصل الى تطبيق هذه القرارات من خلال الحوار».
وكان اوباما استقبل سليمان في المكتب البيضاوي في البيت الابيض، الاثنين، بحضور وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وغياب مساعدها لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، الذي يعود من العراق بعد غد. كذلك حضر من الجانب الاميركي السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون.
اما الوفد اللبناني، فتضمن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، وزير الخارجية علي الشامي، وزير الدولة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين وائل ابو فاعور، والسفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد.
المصادر الاميركية عبرت عن ارتياحها للمحادثات، وقالت ان ابرز ما جاء فيها هو «السيادة التي صار يمارسها المسؤولون اللبنانيون، والدور القيادي في المنطقة الذي يقومون به». وتابعت ان الرئيسين «اوباما وسليمان اتفقا على ضرورة الاستمرار بسياسة الانخراط الاميركية مع سورية، واعادة تحريك عملية السلام على المسارات كافة، اللبنانية والفلسطينية والسورية».
كذلك اكدت ان اوباما توجه الى سليمان مرارا بالقول ان السلام في المنطقة يخدم لبنان، وان لبنان مستقر هو في مصلحة السلام في العالم ككل.
وشدد اوباما، كما نائبه جو بيدن، على ان «لا حلول في المنطقة على حساب لبنان». واكد نائب الرئيس في بيان صادر عن مكتبه، دعم الادارة «لسيادة واستقلال لبنان»، والقرارات الدولية المتعلقة بلبنان.
واعتبرت المصادر ان «واشنطن مرتاحة جدا للقرار اللبناني بتلبية الدعوة الاميركية وزيارة العاصمة الاميركية».
وكان الرئيس اللبناني عقد اجتماعا صباحيا مع رئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي، بحضور وزير النقل من اصل لبناني راي لحود، وعضو الكونغرس الديموقراطي من اصل لبناني نك رحال. وحسب احد الحاضرين، تناول الاجتماع شؤونا متعددة، تصمنت الحديث عن الملف النووي الايراني.
وقالت المصادر ان رحال توجه الى الوفد اللبناني، بالقول: «لقد نفد صبر الاسرائيليين من ايران، والان بدأ ينفد صبر اميركا كذلك». ووافق المسؤولون الاميركيون، رحال في قوله.
ومساء الاثنين، عقد سليمان والوفد، في فندق ويلارد الذي اقاموا فيه، لقاء مع وزير الدفاع روبرت غيتس، تلاه لقاء آخر مع كلينتون. وانتقل الوفد بعد الاجتماع الى صالة الفندق، لينضموا الى حشد من الجالية واعضاء الكونغرس من اصل لبناني، والسفراء العرب. وكان لافتا حضور السفير السوري عماد مصطفى.
وكرر سليمان امام الجالية، ان «لبنان صار يتحدث بالنيابة عن نفسه اليوم».
في خلاصة الجولة الاميركية، لم يطالب الرئيس اللبناني، باعفاء لبنان من اي من القرارات الدولية، حسب التقارير اللبنانية التي سبقت الجولة، فيما طالب الولايات المتحدة بمساعدة لبنان على المستويات كافة، العسكرية والاقتصادية والسياسية، خصوصا في ما يتعلق بتطبيق القرار 1701 ووقف «الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة» على لبنان.
اما المسؤولون الاميركيون، وفقا لما اوردته «الراي» قبل ايام، فعبروا عن دعمهم الكامل للسيادة اللبنانية، ولقرارات مجلس الامن.
وكان اوباما قال للصحافيين بعد لقائه سليمان: «اريد ان اكون واضحا اني شددت امام (سليمان) على قلقنا حول الاسلحة التي يتم تهريبها الى لبنان. ناقشنا ذلك. وكما اسلف الرئيس سليمان، ناقشنا تطبيق القرار 1701. تم تحقيق تقدم، لكنه لم يكتمل بعد». واضاف: « نريد ان نفعل كل شيء بوسعنا من اجل ان يكون لبنان قويا ومستقلا وديموقراطيا».
ومما قاله اوباما: «الولايات المتحدة تريد ان تكون شريكا في هذه العملية. نريد تقوية الجيش اللبناني ليساعد على ضمان سيادة لبنان وسلامة اراضيه. نريد نريد تطبيقا كاملا لقرارات الامم المتحدة، التي من شأنها ان تضمن السلام في المنطقة وتؤمن استقرار لبنان».
واعتبر ان من مصلحة لبنان تحقيق السلام العربي الاسرائيلي على المسارات كافة، ومن ضمنها المسارين الفلسطيني والسوري، «من خلال حوار بناء للخروج من الطريق المسدود».
كذلك تحدث اوباما عن المساعدات الاميركية الى لبنان، واعتبر انه لا يريدها ان تكون عسكرية فقط، بل يريد ان تتضمن مساعدات مدنية تسهم في تقوية «الفرص الاقتصادية والعدالة والمجتمع المدني».
وفي حديثه الى الصحافيين بدوره، قال سليمان ان «التهديدات الاسرائيلية تعيق نمو الاقتصاد (في لبنان)». وقال ان بلاده ملتزمة مبادرة السلام العربية، التي تم اقرارها في بيروت في العام 2002 والتي تم التصديق عليها في قمة الدوحة هذا العام. واضاف: «كذلك طلبنا دعم الولايات المتحدة السياسي لدعم لبنان، ولدعم حل سلمي لازمة الشرق الاوسط، لا على حساب لبنان، ورفض التوطين»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق