الخميس، 13 يونيو 2019

هل يُرفع العلم الأميركي على الناقلات؟

واشنطن - من حسين عبدالحسين

ردود الفعل الأولية لدى مسؤولين في الإدارة الأميركية حول الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، تمحورت حول تغريدة لوزير خارجية إيران جواد ظريف، علّق فيها على الهجوم بوصفه «مشبوهاً»، مضيفاً ان الوقت حان لإقامة «مجلس حوار إقليمي» الذي تقترحه إيران منذ فترة، وهو عبارة عن دخول إيران إلى «مجلس دول التعاون الخليجي».
واعتبر مسؤولون اميركيون أنه، بانتظار نتائج تحقيق ميداني باشرته القوات الأميركية في المنطقة، فإن الهجوم على الناقلتين يحمل «كل بصمات إيران»، لناحية عدم تبني الهجوم، ومحاولة وصفه بالمشبوه، وإلصاق نظريات المؤامرة فيه، وفي الوقت نفسه ربط شروطهم به، لناحية تهديد دول المنطقة بأن «توقف عمليات الهجوم غير ممكن بالاستناد الى الحماية الأميركية»، وأن «السبيل الوحيد لأمن الخليج هو الخضوع لايران والدخول معها في مجلس إقليمي بزعامتها».
وأضاف المسؤولون الأميركيون ان «إيران تسعى لتعديل المشهد الامني الاقليمي»، وان «تقارير الاستخبارات الأميركية، التي اشارت الى ان طهران كانت تعد لسلسلة من الهجمات لا لهجوم واحد فحسب، ثبت أنها صحيحة».
وفيما كانت الوكالات الحكومية الأميركية تتداعى لعقد اجتماعات والتباحث في كيفية الرد على ما يبدو انه «سياسة إيرانية جديدة تجاه الخليج وأمنه»، قدم المتابعون عدداً من الخيارات التي يمكن لواشنطن تبنيها لمواجهة التصعيد الايراني، منها رفع العلم الاميركي على ناقلات النفط العالمية، ما يجعل أي هجوم عليها هجوماً على أميركا ويتطلب رداً عسكرياً أميركياً، أو يمكن للاسطول الخامس تكثيف دورياته البحرية لزيادة الحماية في الخليج، وهو الممر المائي الذي يمر فيه ثلث الطاقة العالمية.
ويعتقد جمهوريون في الكونغرس أن محاولة الرئيس دونالد ترامب تخفيف الاحتقان مع إيران بإعلان أنه لا يسعى لتغيير النظام فيها، بل يسعى إلى حوار واتفاقية معها، هي محاولة فهمها الإيرانيون على أنها «ضعف أميركي» و«تراجع»، فتابعوا خطتهم الأصلية القاضية بهز أمن الناقلات في الخليج، وذلك بهدف اتخاذ هذه الناقلات رهينة مقابل تراجع أميركا عن عقوباتها القاسية على الجمهورية الاسلامية، وإجبار واشنطن على التراجع عن سياستها الساعية الى «تصفير» صادرات الطاقة الايرانية.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008