الخميس، 6 يونيو 2019

المسؤولون الأميركيون يؤكدون أن إدلب لن تكون «نزهة» لروسيا والأسد

واشنطن - من حسين عبدالحسين

اعربت مصادر اميركية عن اعتقادها بان محاولة روسيا والرئيس السوري بشار الأسد اكتساح محافظة ادلب الشمالية، التي يسيطر عليها خليط من فصائل المعارضة المسلحة، لن تكون نزهة. ولفتت الى ان روسيا تشن عمليتها العسكرية في ادلب من دون مشاركة ايران والميليشيات التابعة لها، وهو ما يقلّص عدد القوات المتوافرة للروس والأسد في محاولتهم الحاق الهزيمة بالمعارضة. 
وتقول المصادر ان روسيا هي رأس الحربة في العملية، وان لا كلمة للأسد في استمرارها او توقفها، بل ان مصير العملية يتوقف على المفاوضات الروسية - التركية الجارية لمحاولة تفادي المواجهة الشاملة. 
وتعتقد المصادر ان الرئيس فلاديمير بوتين يسعى لاخراج تركيا من حلف شمال الأطلسي، وهو لذلك وضعها امام خيار: اما تشتري منظومة الدفاع الجوي الصاروخية «اس 400»، وهو ما يؤدي الى طرد التحالف لانقرة من التحالف، او تختار تركيا البقاء في الناتو، تحت طائلة خسارة عسكرية لفصائل المعارضة المسلحة المتحالفة معها في ادلب. 
بدوره، يسعى، منذ فترة، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى اقناع نظيره الاميركي دونالد ترامب بضرورة تدخل يمنع سيطرة روسيا على ادلب. وفي اطار المحادثات التي تهدف الى اقناع تركيا بضرورة تخليها عن صفقة «اس 400»، وبقائها في الحلف الأطلسي، وصل انقرة وفد اميركي رفيع المستوى. ومن المتوقع ان يكون مصير ادلب في قلب المحادثات.
وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن ديبلوماسيين غربيين ان تركيا بدأت بتسليح فصائل المعارضة الموالية لها بصواريخ «تاو» المضادة للدروع، وهي خطوة تتطلب حكماً موافقة واشنطن، وهو ما يشير الى لين اميركي وتعاون في محاولة لابقاء السيطرة التركية على المحافظة الشمالية. وفي سياق تدخل اميركي اوسع، دان ترامب، في تغريدة، الهجوم الروسي على ادلب، من دون ان يعلن اي خطوات، وهو ما دفع صحيفة «واشنطن بوست» الى التعليق، في افتتاحيتها، ان «التغريدات لا تكفي لوقف الدماء في ادلب، وان على واشنطن القيام بدور اكبر». 
وتشير المصادر الاميركية الى ان روسيا تدير العملية من قاعدة حميميم الجوية، وانها تعتمد على «الفيلق الخامس» الموالي لها في العمليات الارضية. لكن الفيلق المذكور تعرض لخسائر في المعركة التي ادت لسيطرة روسيا على بلدتي حميرات وحردانة، في وقت تعاني روسيا والأسد من ندرة في اعداد المقاتلين، خصوصا بالنظر الى ان المحاور القريبة التي تسيطر عليها القوات الموالية لايران لم تنخرط في القتال، ولا يبدو انها تنوي ذلك. 
ويعلل المسؤولون الاميركيون امتناع الميليشيات الايرانية عن الدخول في المعركة الى «حسابات ايرانية مع تركيا تختلف عن الحسابات الروسية»، وان اردوغان نجح، الى حد ما، في فصل الروس عن الايرانيين في موضوع ادلب. 
ويشير المسؤولون الاميركيون الى ان اعداد مقاتلي المعارضة في محافظة ادلب كبيرة، وان تسليحهم اكثر من العادة، وان المستشارين العسكريين الاتراك ينتشرون بينهم ويساهمون في ادارة عملية تصديهم للروس. 
لكل هذه الاسباب، لا يرى المسؤولون ان انتزاع روسيا لادلب من ايدي تركيا سيكون «نزهة»، وان بوتين ربما يسعى الى استخدام الحملة العسكرية للي الذراع التركية واجبارها على شراء صواريخه، وتاليا الخروج من الناتو. لكن الرئيس الروسي ربما يدرك صعوبة السيطرة على المحافظة بالكامل. 
ما الذي سيتوصل اليه المسؤولون الاميركيون، الذين يواصلون زياراتهم المكوكية لانقرة على مدى الاسابيع القليلة الماضية؟ الاجابة لا بد ان تكون قريبة، خصوصاً مع اقتراب موعد زيارة ترامب لتركيا، المقررة في يوليو المقبل.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008