الاثنين، 23 مايو 2011

خلفيات حديث كلينتون عن الأسد «الإصلاحي»

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

حمالة اوجه السياسة الاميركية الحالية تجاه الرئيس السوري الذي يواجه ثورة شعبية منذ 15 مارس الماضي. فالرئيس باراك اوباما قال في خطابه، يوم الخميس، ان على بشار الاسد «قيادة الانتقال او ان يخرج من الطريق» لمصلحة من سيقودون هذا «الانتقال» المزعوم.

لكن الانتقال من اين والى اين؟ هل هو انتقال من حكم عائلة الاسد الى حكومة منتخبة ديموقراطيا، ام هو انتقال من الوضع الحالي الى وضع مع سورية فيها اصلاح؟ وماذا يفعل الاسد بعد قيادته الانتقال، هل يبقى رئيسا لسورية التي يخرج سوريون في شوارعها مطالبين باسقاطه؟ عدم الوضوح الاميركي هذا مقصود وليس وليد الصدفة، فصور القتل والقمع بحق السوريين تصل الى الاعلام العالمي، خصوصا الاميركي، وتملي على اوباما ان يقوم بخطوات لوقف مقتل المدنيين. الا ان اوباما لا يريد ان تتخذ واشنطن موقفا منفردا في الشأن السوري، وهو يفضل اسلوب «القيادة من الخلف» الذي ابتكره وعمل على تطبيقه في التعامل مع الازمة في ليبيا.

في هذا السياق، تأتي سياسة اوباما، وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، في مقابلة مليئة بالمواقف المتضاربة والمتناقضة اجرتها معها شبكة «سي بي اس»، ان «لا شهية» لدى المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات تصعيدية بحق النظام السوري.

وتابعت: «لا يوجد نية، لم نر من حلفائنا الاوروبيين ومن الجامعة العربية ذلك الضغط لفعل ما فعلنا في ليبيا».

واضافت: «توصلنا في ليبيا الى نتيجة بانه يمكن للولايات المتحدة ان تكون جزءا من مجهود دولي، واننا لن نملي ما سيحصل، فنحن ايدينا منشغلة جدا... قاتلنا بجد وحققنا تقدما في انهاء (اسامة) بن لادن كصوت للتطرف والموت، ونستمر في التقدم على الجبهات الاخرى في الوقت نفسه».

وفي تصريح يأتي في سياق معاكس للسياسة الاميركية عموما تجاه الموضوع السوري، قالت كلينتون: «قال الاسد الكثير من الاشياء التي لا تسمعوها من زعماء آخرين في المنطقة حول نوع التغيير الذي يرغب في رؤيته... قد يكون كل ذلك سرابا، او قد يكون امامه فرصة اخيرة». ورفضت الاجابة حول سؤال ان كانت الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام في دمشق، وذكرت ان الامر متروك للسوريين، وانه الافضل اذا «جعل السوريون من الواضح للاسد انهم يريدون التغيير».

وتابعت ان ما يفعله اوباما اليوم هو ارسال رسالة يخير بها الاسد بين الاستماع لمطالب شعبه، او ان «ينهي به الامر مثل ايران... زعيم دولة معزولة اكثر فأكثر».

الا ان كلينتون اعتبرت ان الضغوط ستزداد على الاسد في حال استمراره في قمع التظاهرات: «ما نراه الان هو زيادة الضغط على سورية، ونرى الاتحاد الاوروبي يتخذ اجراءات، ونحن نزيد من عقوباتنا، واعتقد انكم سترون المزيد في الايام المقبلة».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008