الاثنين، 20 يونيو 2011

واشنطن مهتمة بمعرفة «هويات» مخترقي «حزب الله»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

اهتمت اوساط الادارة الاميركية بمعرفة اسماء وهويات الشخصيات الرفيعة داخل «حزب الله» التي تم اكتشافها على انها تتجسس لمصلحة اسرائيل.

وكانت «الراي» نشرت اول من امس، ان «عدد الذين تم اكتشاف صلاتهم بالاسرائيليين في مواقع متفاوتة في حزب الله، وبعضها مواقع مرموقة، تجاوز عدد اصابع اليدين، وان إلقاء القبض على هذه الشبكة في الجسم التنظيمي للحزب تم منذ نحو ثلاثة اشهر وحتى الأمس القريب».

وقالت الاوساط الاميركية انه على رغم العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل، الا ان لكل من الدولتين خصوصيتها في العمل الاستخباراتي، وهما لا تتشاركان المعلومات الا في حال طلبت ذلك واحدة من الاخرى في حقول معينة.

يذكر ان اسرائيل سبق ان حاولت الحصول سرا على وثائق تفصيلية لاجهزة المراقبة الالكترونية الاميركية حول العالم، ما ادى الى اصدار حكم السجن المؤبد بحق الجاسوس جوناثان بولارد العام 1987، وهو ما زال في زنزانته الاميركية منذ ذلك الحين رغم طلب المسؤولين الاسرائيليين من الرؤساء الاميركيين المتعاقبين اصدار عفو خاص عنه.

وفي ديسمبر 2008، تمت محاكمة اليهودي الاميركي بن عامي قاديش بالتهمة ذاتها. ولأن مواضيع الجاسوسية حساسة حتى بين واشنطن وحليفتها، فان الولايات المتحدة لم تحصل حتى الان على هويات المسؤولين ممن تم اعتقالهم من داخل «حزب الله» من عملاء اسرائيل.

ورجح مسؤول اميركي ان اسرائيل لا تعلم حتى الان من ممن يعمل لمصلحتها داخل «حزب الله» تم القبض عليه، ومن نجا ومازال طليقا ومازال يعمل داخل الحزب. ورجح أيضا، «ان يختبئ عملاء اسرائيل داخل حزب الله لفترة معينة حتى ينجلي الخطر المحدق بهم، وفي هذه الاثناء، ينقطعون عن الاتصال بمديريهم داخل اسرائيل فيصبح متعذرا معرفة من تم القبض عليه ومن لايزال حرا».

وقبل ايام قليلة، اعلنت وسائل اعلام لبنانية اعتقال قوى الامن لكبير مرافقي الوزير السابق الموالي لسورية وئام وهاب بتهمة التجسس للاسرائيليين. وقبل ذلك تم اعتقال رجل الدين الشيعي علي الحسيني المعروف بمعارضته للحزب. وفي الماضي القريب، اعلنت قوى الامن اللبنانية القبض على عدد كبير من الضباط والسياسيين، ابرزهم فايز كرم، كبير مستشاري حليف «حزب الله» النائب العماد ميشال عون.

من وجهة النظر الاميركية، فان اللافت في خبر اعتقال الحزب لافراد من داخله كعملاء لاسرائيل ان «عملية الاعتقال تتم بطريقة سرية... ربما خبر كهذا يحرج الحزب الذي يوزع الاتهامات بالعمالة دائما ضد خصومه ما يدفعه الى ابقاء الخبر طي الكتمان».

وقال المسؤول الاميركي ان «العملاء من غير افراد الحزب تتم احاطة خبر اعتقالهم بالكثير من الضجة الاعلامية، اما العملاء داخل الحزب، فاعتقالهم يحاط بسرية».

وسألت «الراي» المسؤول الاميركي عن صحة اتهام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لسياسيين خصوم، بالعمالة لمصلحة الاسرائيليين خصوصا خلال حرب تموز 2006، فأجاب: «الخصوم لا ينفعون في عمل الجاسوسية والعمالة، بل عمل كهذا يحتاج لمن هم داخل البيت لتمرير المعلومات الصحيحة والدقيقة».

وختم المسؤول بالقول ان «واشنطن تعلم ان اسرائيل تعمل منذ خمس سنوات على اغراق صفوف الحزب والقوى الامنية اللبنانية الموالية له بعملاء لها»، وان من بين العملاء الاسرائيليين في لبنان «سياسيين رفيعي المستوى ومقربين جدا او متحالفين مع الحزب».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008