الخميس، 2 يونيو 2011

مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا يخيِّر الأسد بين الرحيل أو استمرار الثورة

| انطاليا - من حسين عبد الحسين - نيويورك - «الراي» |

جريدة الراي

في وقت كان المشاركون في «مؤتمر التغيير في سورية»، المنعقد في انطاليا، يضعون اللمسات الاخيرة على بيانهم الختامي، وردتهم الاخبار السارة من مجلس الامن في نيويورك، بأن روسيا قررت التراجع عن قرارها نقض مشروع قرار في مجلس الامن يدين الحكومة السورية.

من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، امس، ان العالم لا يتخذ موقفا موحدا في شأن كيفية التصدي لقمع سورية للمتظاهرين، مضيفة ان شرعية الرئيس بشار الاسد «نفدت تقريبا».

وقالت مصادر في مجلس الامن لـ «الراي»، ان روسيا شاركت في الاجتماع على مستوى خبراء البعثات، الذي دعت اليه البعثة البريطانية لمناقشة المسودة التي تقدمت بها المانيا والبرتغال وفرنسا وبريطانيا.

وكانت «الراي» نشرت مسودة مشروع القرار موضوع النقاش الاسبوع الماضي. وعكف خبراء البعثات على التوصل الى مسودة جديدة تأخذ في الاعتبار الملاحظات الروسية والصينية.

وفي انطاليا، اظهرت اطراف المعارضة السورية، المشاركة في المؤتمر الذي اختتم اعماله امس، مرونة كبيرة في المحادثات في ما بينها انعكست في سرعة صدور البيان الختامي وانتخاب هيئة تمثيلية من 31 عضوا.

وتنافست في هذه الانتخابات لائحتان، الاولى من دون اسم تضم اربعة اشخاص من «الاخوان المسلمين» واربعة من «اعلان دمشق واربعة من الاكراد واربعة من العشائر، في حين خصصت المقاعد الباقية للشبان.

في حين تقدمت اللائحة الثانية تحت اسم «المستقلون».

ونالت اللائحة الاولى نحو 80 في المئة من الاصوات في حين نالت اللائحة الثانية 20 في المئة. الى ذلك، دعا البيان الختامي، الاسد الى التنحي، وجاء فيه: «يلتزم المجتمعون مطالب الشعب السوري برحيل الرئيس بشار الأسد وإسقاط النظام ودعم ثورة الشعب السلمية العظيمة نحو الحرية والكرامة».

واضاف: «يدعو المؤتمرون الرئيس بشار الاسد الى الاستقالة الفورية من جميع مناصبه وتسليم السلطة حسب الاجراءات الدستورية إلى نائبه موقتاً، حتى يتم انتخاب مجلس انتقالي يضع دستورا جديدا، وبناءً عليه تتم الدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة خلال فترة لا تتجاوز العام، بدءا من استقالة الرئيس بشار الأسد».

وناشد البيان «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمجتمع الدولي أن يتحملوا مسؤولياتهم القانونية والاخلاقية لوقف انتهاكات حقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية المرتكبة بحق المدنيين العزل، ودعم تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والديموقراطية».

وكان اليوم الاول للمؤتمر في انطاليا، اول من امس، شهد انقسامات لم تدم طويلا بين صفوف المعارضة، اذ اظهرت الوفود المشاركة تفهمها لدقة الوضع، ولكون العالم يراقب باهتمام مجرى المفاوضات في المؤتمر، فثابرت على انتاج صيغة للبيان النهائي في ظل تفاهم كبير، بعد نقاشات موسعة شملت كتل «الاخوان المسلمين» والكرد والليبراليين والعلمانيين وممثلي العشائر المشاركة.

وقال احد المشاركين في الصياغة ان «الدول العربية تستغرق اوقاتا اطول بكثير للتوصل الى تفاهمات في الحكم وتشكيل الحكومات، ونحن في المعارضة السورية قدمنا تفاهمنا ورؤيتنا السياسية بسرعة كبيرة».

وعلمت «الراي» ان الداعمين السوريين لعقد المؤتمر قرروا تخصيص موازنة للهيئة لتمكينها من القيام بمهامها والسعي لتحقيق اهداف المؤتمر عموما والتغيير في سورية خصوصا. وسألت «الراي» المنظمين عمن سيحاسب الهيئة المنتخبة على ادائها، فاجابوا ان «المؤتمر قد ينعقد لاحقا في حال تطلب الامر اي متابعة».

كما عبر المنظمون ومعظم المشاركين عما اعتبروه «نجاحا فاق توقعاتهم من حيث المضمون والتنظيم». واكد احد المنظمين: «اصبح في سورية اليوم خيارات سياسية متعددة تليق بمجتمع ديموقراطي وتتناسب والتغيير».

بيد ان الاخبار المتواترة عن وقوع قتلى مدنيين في مواجهات مع قوات النظام السوري انعكس سلبا على مزاج المشاركين، وقام بعضهم بالتوعد علنا بالعمل على انهاء النظام.

في اثناء ذلك، تظاهر نحو المئة سوري من المؤيدين للاسد، ورددوا هتافات مؤيدة له ولنظامه. الا ان الشرطة التركية اجبروهم على البقاء بعيدا عن الفندق حيث ينعقد المؤتمر.

وذكرت «وكالة الأناضول للانباء» التركية، أن أحد المشاركين وعد بضمان سلامة حياة العلويين بعد انتهاء الثورة، واحترام معتقدهم، وقد نال خطابه استحسان مشاركين آخرين في المؤتمر.

وقال ابراهيم الحريري، وهو مشارك آخر في المؤتمر ونائب رئيس رابطة العلماء السوريين في الخارج، إنه ينبغي أن يحصل العلويون والسنّة على حقوق متساوية، لكنه أعرب عن معارضته لفكرة الدولة العلمانية.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008