| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
ادارة الرئيس باراك أوباما صارت بحكم المنتهية. يقوم مسؤولوها بمهام هي اقرب الى تصريف الاعمال، ويحاولون متابعة مشاريع أوباما العالقة وانهائها قبل خروجه من الحكم في ١٧ يناير، مثل المصادقة على «اتفاقية الشراكة عبر الاطلسي»، لكنهم يتفادون اخذ زمام اي مبادرة داخليا او خارجيا.
وعلى سير عادة رؤساء الدول الذين تقارب ولايتهم نهايتها، من المتوقع ان يقوم أوباما بالمصادقة على بعض «الافعال الحسنة» في اسابيعه الاخيرة في الحكم، على سبيل المثال يوقع على اعفاءات تخفيفية بحق بعض المدانين بحكم الاعدام.
في الاشهر القليلة المتبقية لأوباما في الحكم، يعتقد بعض اللبنانيين ان ادارته تقف في موقع ممتاز لتسهيل عملية انتخاب رئيس جمهورية في لبنان.
لبنان لم يكن على لائحة اولويات أوباما منذ وصوله للبيت الابيض في العام ٢٠٠٩، واقتصرت سياسة واشنطن تجاه بيروت على التنسيق مع الاجهزة الامنية اللبنانية، التي تنسّق بدورها مع مجموعات لا تتواصل معها واشنطن بسبب اعتبارها ارهابية، مثل «حزب الله».
هكذا، تحولت القنوات الرسمية اللبنانية الى قناة غير مباشرة بين الاميركيين و»حزب الله»، خصوصا في الشؤون الامنية بهدف ابقاء لبنان في منأى عن العواصف العنفية التي تعبث بمنطقة الشرق الاوسط.
اما ابرز ما يميز ادارة أوباما، فهي ان وزير خارجيتها جون كيري بتمتع بقناة مفتوحة في شكل مباشر، غالبا عن طريق الـ «ايميل»، مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف، وهي قناة يعتقد بعض العاملين في الادارة الاميركية انها نجحت في التخفيف من مضاعفات بعض المواجهات في لبنان، مثل في المواجهة المحدودة و»شبه المتفق عليها» التي تلت قيام اسرائيل باغتيال كبار مسؤولي «حزب الله» اثناء تواجدهم في هضبة الجولان السورية.
قناة كيري - ظريف هي التي يسعى اليها بعض النافذين من المتمولين اللبنانيين، الذين يعتقدون انه مع خروج الرئيس السوري بشار الأسد من المعادلة اللبنانية، ومع قرار السعودية الخروج من لبنان كذلك والتعامل مع دولته على انها تابعة لـ «حزب الله»، ان كان طواعية او عن غصب، تصبح أميركا ثاني اكبر لاعب في لبنان بعد ايران، ويصبح اي اتفاق بين واشنطن وطهران ذي وزن، خصوصا لناحية انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور المنصب اثر نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو ٢٠١٤.
وتقول المصادر الاميركية ان احد كبار المتمولين من اصل لبناني يتمتع بعلاقة وطيدة مع عاملين في ادارة الرئيس أوباما، منذ ان كان هؤلاء يعملون في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون في التسعينات، من امثال مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، التي سبق ان عملت كمساعدة وزيرة خارجية لشؤون افريقيا.
واظهرت بعض الـ «ايميلات» التي كشفتها وزارة الخارجية أخيرا، والتي تعود للوزيرة السابقة والمرشحة الحالية هيلاري كلينتون، ان المتمول المذكور يعمل على «شراء نفوذ» لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية للتباحث في الشأن اللبناني.
وكان المتمول المذكور من ابرز راعي مؤتمر «مسيحيي المشرق» الذي انعقد في العاصمة الاميركية في سبتمبر ٢٠١٤. وكان المؤتمر يسعى الى»توحيد» مسيحيي المشرق خلف بشار الأسد في حربه المفترضة على الارهاب. الا انه مني بفشل ذريع لاسباب متعددة.
اليوم، يعتقد بعض هؤلاء اللبنانيين انهم امام فرصة ذهبية لاقناع ادارة أوباما بممارسة بعض الديبلوماسية مع ايران لانتخاب رئيس في لبنان.
اما عن هوية الرئيس اللبناني المقبل، فلا يبدو ان عملية اختيار اسماء المرشحين بدأت، لكن من يقفون خلف هذه المبادرة كانوا ايضا من داعمي انتخاب النائب سليمان فرنجية، وهو انتخاب تبناه عدد من الزعماء اللبنانيين كان في طليعتهم رئيس مجلس النواب، نبيه بري وصديقه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ومعهما رئيس حكومة لبنان السابق سعد الحريري.
ولو دخلت طهران وواشنطن في عملية التوافق على رئيس لبناني، يبدو ان محركي العملية مازالوا يدعمون فرنجية، ما يعني انه في حال تمت اعادة تكوين الاجماع النيابي خلف ترشيحه، يمكن ساعتذاك انتخاب فرنجية رئيسا للبنان قبل خروج أوباما من الحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق