| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
نفت أوساط وزير الخارجية الأميركي ريكس تيرلسون ما تردد عن نيته الاستقالة من منصبه، مؤكدة أن الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام الاميركية لا أساس لها من الصحة، وأن «الوزير مستمر في عمله»، و«سيقوم بأي أدوار يطلبها منه الرئيس (دونالد) ترامب أو تلك التي يقتضيها واجبه الوطني».
وبعد يوم كامل بثت خلاله شبكات أميركية تقارير نقلت عن مقربين من تيلرسون نيته الاستقالة، عادت الشبكات نفسها وبثت تقاير اضافية أوضحت فيها انه ربما كان الوزير «يفش خلقه» (يُنفّس عن غضبه) أمام أصدقاء له، من دون أن يعني ذلك بالضرورة نيته الخروج من الحكومة.
وجاءت الأنباء عن استقالة تيلرسون في أحلك الظروف التي تعيشها إدارة ترامب، خصوصاً في ضوء استقالة الناطق باسم البيت الابيض شون سبايسر، ووسط الهجوم الذي يشنه ترامب ضد وزير العدل جف سيشنز، على خلفية تنحي الأخير عن ملف التحقيقات في موضوع تورط أفراد من حملة ترامب الرئاسية مع مسؤولين روس.
ويعتقد المراقبون أن ترامب يحاول دفع وزير العدل إلى الاستقالة حتى يعين بديلاً يقوم بالإمساك بتحقيقات روسيا وتعطيلها، وربما طرد المحقق الخاص مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية (اف بي آي) السابق روبرت مولر، الذي عينه وكيل الوزراة رود روزنستين ويشرف على عمله. وعلى الرغم ان ترامب هو من عين روزنستين، لكن يبدو أنه غاضب عليه كذلك، ويرغب في تعيين وزير عدل بديل ينتزع من روزنستين التحقيقات في موضوع تورط ترامب وعائلته مع روسيا.
وسرّب في هذا السياق فريق ترامب أن الرئيس ينوي طرد وزير العدل واستبداله بعمدة مدينة نيويورك السابق وصديق الحملة الرئاسية رودي جولياني، الا ان الأخير نسف التكهنات بوقوفه الى جانب سيشنز، وقوله ان الاخير أصاب عندما نأى بنفسه عن التحقيقات في موضوع روسيا، إذ إن هناك تضارباً واضحاً في المصالح، فسيشنز نفسه كان من أركان الحملة، وقد تطوله التحقيقات، لذا من المفضل ابتعاده عن إدارتها.
ومع أنباء نية تيلرسون الرحيل، وبعد استقالة سبايسر، ومع تكرار ترامب نيته طرد سيشنز، ومع تخلي جولياني عن إدارة ترامب ووقوفه الى جانب سيشنز، تبدو الإدارة مهتزة بالكامل، ويترافق ذلك مع هبوط حاد في ارقام استطلاعات الرأي، التي تشير الى ان تأييد ترامب يكاد يقارب 30 في المئة فقط، وهو الادنى بالنسبة لرئيس في الأشهر الستة الاولى من ولايته.
ولا يساعد ترامب إمعانه في تغريداته، التي كتب في آخرها ان واشنطن ليست مستنقعا ينبغي تجفيفه، بل هي حفرة صرف صحي، وهو ما استدعى رداً من كبير أعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس الديموقراطي آدم شيف الذي توجه إلى الرئيس الجمهوري بالقول: «ارتقِ حضرة الرئيس، وقدِّم خطاباً يليق بمقام الرئاسة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق