الأربعاء، 14 أبريل 2021

الاستخبارات الأميركية: إيران لا تطوّر سلاحاً نووياً

واشنطن - من حسين عبدالحسين 

في تقريرها السنوي المشترك حول المخاطر المحدقة بالمصالح الأميركية، أفادت أجهزة الاستخبارات الأميركية بأن إيران «لا تقوم حالياً بالنشاطات الأساسية المطلوبة لتطوير سلاح نووي».

وذكر تقرير الاستخبارات أنه «بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018، تخلى المسؤولون الإيرانيون عن بعض التزامات إيران واستأنفوا بعض النشاطات النووية التي تتجاوز حدود الاتفاقية».

وفي تقديرها هذا، تفترق الاستخبارات الأميركية عن بعض الاستخبارات الحليفة، وفي طليعتها الإسرائيلية، التي زار رئيسها يوسي كوهين العاصمة الأميركية، هذا الأسبوع، وعقد سلسلة لقاءات مع نظرائه وكذلك مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

وتشير إسرائيل إلى أن بحوزتها معلومات تثبت أن البرنامج النووي الإيراني ليس سلمياً، بل هو برنامج عسكري سري.

وتوقعت الاستخبارات الأميركية، في تقريرها، أن تعمد إيران إلى تخصيب اليورانيوم إلى نسبة تصل 60 في المئة، فضلاً عن إمكانية بنائها مفاعل «مياه ثقيلة» قوته 40 ميغاوات، ما لم تقم واشنطن برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على طهران.

إلا أن التقرير رأى أن إيران ستشكل «خطراً متواصلاً على الولايات المتحدة ومصالح حلفائها في المنطقة، وستسعى لإضعاف النفوذ الأميركي، ولدعم المجموعات السكانية (الموالية لها) خارج إيران، ولتعزيز نفوذها وبسطه في الدول المجاورة، ولتشتيت الضغط الدولي، ولتقليص المخاطر المحيطة باستقرار النظام».

وأورد التقرير أنه «على الرغم من أن تدهور اقتصاد إيران وسوء سمعتها في المنطقة يمثلان عقبات لأهدافها، ستلجأ إيران لاستخدام أدوات متعددة، كالديبلوماسية، وتوسيع برنامجها النووي، وبيع وشراء معدات عسكرية، واللجوء لهجمات يشنها التابعون لها وحلفاؤها لتحقيق أهدافها».

وأضاف: «نتوقع أن تقوم إيران بمجازفات من شأنها تصعيد التوتر وتهديد الولايات المتحدة ومصالح حلفائها على مدى السنة المقبلة».

وتابعت الاستخبارات الأميركية أن «إيران ترى نفسها في صراع مع أميركا وحلفائها، الذين تراهم يسعون للحد من نفوذها الجيوسياسي، ولتغيير النظام» في طهران.

واعتبرت الاستخبارات أن «نية إيران في شن أي هجوم يرتبط بنية الولايات المتحدة على الرد، وعلى قدرة إيران على شن هجوم من دون إشعال صراع عسكري مباشر، وكذلك من دون زعزعة إمكانية رفع أميركا عقوباتها» المفروضة على طهران.

وخصص التقرير فقرة للتدخل الإيراني في الدول العربية، ولفت إلى أن «إيران ستواصل إثارة المشاكل في العراق»، وأنها «مصممة على الحفاظ على نفوذها في سورية... وستبقى قوة مزعزعة للاستقرار في اليمن».

كما تطرق التقرير الاستخباراتي الأميركي إلى سورية، وتوقع أن «يتواصل الصراع، والتدهور الاقتصادي، والأزمة الإنسانية في سورية في السنوات القليلة المقبلة، وستزداد التهديدات للقوات الأميركية». وأضاف أن «الرئيس بشار الأسد يسيطر تماماً على قلب سورية، لكنه سيشقى للسيطرة على كل البلاد في مواجهة بقايا الانتفاضة المسلحة ضده، بما في ذلك القوات التركية، والمتطرفين الإسلاميين، والمعارضة في إدلب».

وأضاف التقرير الأميركي أن «الأسد سيعطل أي مفاوضات ذات مغزى وسيواصل اعتماده على روسيا وإيران، وأن القوات الأميركية شرق سورية ستواجه تهديدات من المجموعات الموالية للنظامين السوري والإيراني، غالباً عبر هجمات يمكن نفي المسؤولية عنها». وتوقع التقرير أن يؤدي المزيد من القتال أو الانهيار الاقتصادي إلى موجة ثانية من هجرة السوريين خارج بلادهم.

ولم يتطرق التقرير إلى لبنان، لكنه تطرق إلى «حزب الله»، وتوقع أن «يقوم حزب الله بالتنسيق مع إيران والميليشيات الموالية لإيران، بالاستمرار في تطوير إمكانات إرهابية كردع، وكخيارات رد، وكأدوات قمع ضد خصومه» داخل لبنان.

وأضاف التقرير أن «تركيز حزب الله على تقليص النفوذ الأميركي في لبنان والشرق الأوسط تكثّف بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني».

وتابع التقرير أن «لحزب الله إمكانات على استهداف - بصورة مباشرة وغير مباشرة - المصالح الأميركية في لبنان والمنطقة، وحول العالم، وبدرجة أقل داخل الولايات المتحدة».

وعن العراق، اعتبرت الاستخبارات الأميركية في تقريرها السنوي أن «الحكومة العراقية ستواصل صراعها في قتال تنظيم داعش والسيطرة على الميليشيات المدعومة من إيران».

وذكرت أن الأميركيين في العراق «سيواجهون مخاطر إن تحولت التظاهرات الشعبية ضد الفساد الحكومي والتدهور الاقتصادي إلى أعمال عنف، أو اذا انخرطت بغداد في صراع إقليمي أوسع».

الرياض تدعو لاتفاق دولي مع طهران بـ«محددات أقوى»

شددت الرياض أمس، على أهمية توصل المجتمع الدولي إلى اتفاق مع طهران «بمحددات أقوى وأطول، بما يعزز إجراءات الرصد والمراقبة ويضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي».

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان أوردته «وكالة واس للأنباء»، بأن «المملكة تتابع بقلق التطورات الراهنة لبرنامج إيران النووي، والتي تمثلت آخرها بالإعلان عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، الأمر الذي لا يمكن اعتباره برنامجاً مخصصاً للاستخدامات السلمية».

وأضافت: «تدعو المملكة إيران إلى تفادي التصعيد وعدم تعريض أمن المنطقة واستقرارها للمزيد من التوتر».

وأكدت «أهمية توصل المجتمع الدولي لاتفاق بمحددات أقوى وأطول، وبما يعزز إجراءات الرصد والمراقبة ويضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي أو تطوير القدرات اللازمة لذلك، ويأخذ بعين الاعتبار قلق دول المنطقة العميق من الخطوات التصعيدية التي تتخذها إيران».

وكان سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي أعلن أن بلاده ستحصل على يورانيوم مخصب خلال أسبوع بنسبة 60 في المئة.

واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن قرار إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة بعد الانفجار في محطة ناتانز هو «رد» طهران على «الإرهاب النووي» لإسرائيل.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008