تحولت زيارة رئيس الحكومة العراقية للعاصمة الاميركية، مناسبة لاظهار الولايات المتحدة تأييدها اللافت لنوري المالكي، الذي ترأس وفدا رفيع المستوى تصدره وزيرا الخارجية والنفط هوشيار زيباري وحسين الشهرستاني.
مراقبون اميركيون اعتبروا ان المالكي حصل على معاملة مميزة، اذ ان الادارة الاميركية لم تعقد لقاءات مع رئيس حكومة عراقي سابق، زار واشنطن في الاسابيع القليلة الماضية، وهو مرشح لمنافسة المالكي على منصب رئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة، ما اضطر المنافس الى الاكتفاء بلقاءات في الكونغرس ومراكز الابحاث.
المالكي، حسب الخبراء، «تلقى استقبالا اظهر حجم التأييد الذي يحوزه الرجل داخل اروقة الادارة الاميركية»، مع ان عنوان زيارته جاء في اطار مؤتمر الاعمال الاميركي - العراقي، الذي اختتمت اعماله في العاصمة الاميركية، امس.
واستقبل الرئيس باراك اوباما، اول من امس، في المكتب البيضاوي، المالكي، الذي رافقه زيباري وسفير العراق سمير الصميدعي والناطق باسم رئاسة الوزراء علي الدباغ. وهو اللقاء الثاني بين الرئيس ورئيس الوزراء، اثر لقاء اول، عقد بينهما في يوليو الماضي. وكان رئيس الوزراء التقى الاثنين، كلا من نائب الرئيس جو بيدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
«البند العراقي الاول» اثناء اللقاءات، حسب المصادر الاميركية، كان ضرورة «المباشرة باجراء تحقيق دولي في تفجيرات بغداد في 19 اغسطس»، والذي تتهم بغداد دمشق، بالتورط فيه. واعتبرت المصادر ان المسؤولين الاميركيين ابدوا للمالكي دعمهم الكامل «لتحقيق العدالة في وجه الارهاب». وقالت ان المالكي ابدى امام اوباما تخوفه من ان يؤدي «تدخل بعض العواصم الاقليمية والعالمية الى تمييع موضوع العدالة الدولية»، الا ان الرئيس الاميركي اجاب مبتسما، «ليس على ساعتي»، اي ان الرئيس الاميركي لن يتساهل مع الدول التي تؤوي من يساهم في زعزعة امن العراق.
كذلك اعتبرت المصادر ان «رسالة المسؤولين الاميركيين الى المالكي كان مفادها بان واشنطن ما زالت تعتبر الامن والازدهار في العراق اولوية لها، حتى مع اقتراب انسحاب القوات الاميركية من هناك مع حلول العام 2011». واضافت «ان المسؤولين العراقيين استفهموا عن تباين ما بين واشنطن وبعض حلفائها العرب حول الموضوع العراقي»، وان نظراءهم الاميركيين اجابوا انه «حتى بين الحلفاء قد تتباين وجهات نظرهم تجاه بعض الامور احيانا».
وقالت مصادر اميركية ان المالكي، خلال اجتماعه بالمسؤولين الاميركيين، «حرص على اظهار التقدم الامني الكبير الذي يعيشه العراق، ما يسمح بانسحاب اميركي، وفترة انتقالية من دون متاعب، واستعادة بغداد سيادتها كاملة بعيدا عن بنود الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة». واضافت ان «المسؤول العراقي شدد على الصداقة بين بلاده واميركا، وعلى استمرار العلاقة الوثيقة بين حكومتي البلدين للسنوات المقبلة، وهو موضوع يأنس له المسؤولون الاميركيون».
واعتبرت ان المالكي «صار حجر زاوية، واحد حلفاء اميركا البارزين في العراق، الى جانب الاكراد ومجموعات سنية وشيعية اخرى». وقالت: «تسعى الولايات المتحدة لخطب ود دول المنطقة، وفي طليعتها ايران وسورية، اما العراق، فهو حليف منطقي، ومن الطبيعي ان تعامله واشنطن كالطفل المدلل لديها».
وسألت «الراي» عن تخوف بعض دول الجوار من امكان اقتراب المالكي من ايران في المستقبل، فكانت الاجابة التالية، «ان الولايات المتحدة عملت وما زالت تعمل الى جانب حكومة المالكي منذ سنوات، وهي لا تشك ابدا في وطنية الرجل وتأمن لادائه السياسي».
وعلمت «الراي» ان البند الاول في اهتمام المسؤولين الاميركيين اثناء اللقاءات كان ضرورة طرح الاتفاقية الاميركية - العراقية على استفتاء شعبي، كي يصار الى التصديق عليها ورفع العراق من تحت بنود الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، واستعادة بغداد للسيادة كاملة.
اما «البند الثاني»، فهو «تحقيق مصالحة شاملة بين العرب والاكراد في البلاد عبر التوصل الى حل الى موضوع كركوك وقانون النفط، بعد الانتخابات العراقية».
وقال مسؤولون رفيعو المستوى، ان واشنطن اوفدت الديبلوماسي السابق زلماي خليل زاد الى العراق خصيصا من اجل تحقيق مصالحة عربية - كردية. واضافوا ان «خليل زاد، هو عراب اجتماع الاحزاب المعارضة الستة في صلاح الدين قبل انهيار نظام صدام حسين في 2003، ولديه علاقات مميزة مع معظم الاحزاب، وهو يستخدم علاقاته هذه من اجل تحقيق مصالحة دائمة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق