الأربعاء، 16 مارس 2011

تصعيد أميركي في وجه إيران... مسرحه لبنان

راي لحود مستمعا إلى لبنانيين أميركيين أثناء احتفال دعم «14 آذار» في الكونغرس (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

على خلفية اختلال موازين القوى الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط، تستعد الولايات المتحدة لتصعيد المواجهة مع ايران، فيما يبدو ان لبنان سيكون احد المسارح الاساسية لهذا التصعيد الاقتصادي والسياسي حصرا والمتوقع بروز اولى بوادره في الاسابيع القليلة المقبلة.

ويحيط المسؤولون الاميركيون خطوتهم المقبلة بتكتم. بيد ان البوادر الاولى للمواجهة سوف تظهر في مواضيع «قضائية ومالية». وعلمت «الراي» ان وزارة الخزانة الاميركية تستعد لاعلان تجميد الاموال المنقولة وغير المنقولة للمزيد من المصارف اللبنانية. ولم يعرف عدد المصارف التي وضعتها واشنطن تحت الرقابة منذ فترة وابلغت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عنها اثناء زيارته الاخيرة الى العاصمة الاميركية.

وتقول مصادر رفيعة انه منذ قام العالم بتشديد الخناق المالي على طهران ومصارفها عملا بقرار مجلس الامن رقم 1929، عمد نظام الجمهورية الاسلامية الى «ربط عملياته المالية مع الشبكة العالمية من خلال المصارف اللبنانية»، وهو الامر الذي تعمل واشنطن على ضربه.

وتضيف المصادر ان هناك جهات اميركية باتت تعتقد ان «الاطاحة بحكومة (الرئيس سعد) الحريري لم يأت على خلفية المواجهة التي يعلنها حزب الله ضد المحكمة، فحسب، بل بسبب حاجة طهران الى رئيس حكومة لبناني يغض النظر عن استخدام ايران للمصارف اللبنانية». وتقول المصادر ايضا ان رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري «خاض مواجهة شرسة مع النظام السوري وحلفائه اللبنانيين لابقاء القطاع المصرفي اللبناني بعيدا عن الفساد وعمليات تبييض الاموال»، وان الحريري اخفق في حماية «مصرف او اثنين استخدمهما لبنانيون وسوريون كواجهة لتبييض الاموال».

اما سعد الحريري، حسب المصادر الاميركية، فهو «ابدى حزما كوالده لحماية القطاع المصرفي ادراكا منه بأن هذا القطاع هو الذي يدفع عجلة النمو اللبنانية ويموّل الدين العام ويبقي ثقة المستثمرين من غير اللبنانيين عالية». وتضيف المصادر «ان القطاع المصرفي اللبناني هو الوحيد الذي بقي سليما اثناء الحرب الاهلية اللبنانية، ولكنه صار في مهب الفساد الاقليمي اليوم».

من ناحية ثانية، تعمل واشنطن على اعادة اثارة «مواضيع قضائية تتعلق بملاحقة مواطنين لبنانيين بتهم تتصل باعمال ارهاب ماضية وآنية». ولم تفصح المصادر الاميركية عن ماهية هذه الملفات القضائية المتعلقة بلبنان والتي تنوي اعادتها الى الواجهة.

وسألت «الراي» ان كانت الحماسة الاميركية لدعم «ثورة ارز متجددة» في لبنان سببها نية الولايات المتحدة تصعيد المواجهة سياسيا وماليا في وجه ايران، فأجابت المصادر الاميركية ان «دعم ثورة الارز لا يمت الى مواضيع مواجهة الارهاب في لبنان او قرارات تجميد اموال واصول ومصارف». واضافت ان «القيمين على ثورة الارز هم من عادوا، وهم من قرروا اعادة اطلاقها»، وان واشنطن «مستمرة بدعمها لمبادئ هذه الحركة منذ انطلاقها في العام 2005».

بيد ان الولايات المتحدة منقسمة حول كيفية «دعم ثورة الارز اللبنانية» اذ تؤيد الادارة الاستمرار في دعم القوى الأمنية اللبنانية ماليا وتقنيا، فيما يصر اعضاء الكونغرس على حجب هذه المساعدات، خصوصا المخصصة للجيش اللبناني.

وفي السياق نفسه، اقامت الاحزاب والجمعيات اللبنانية - الاميركية، وفي طليعتها «مؤسسة نهضة لبنان»، و«القوات اللبنانية»، و«الكتائب»، و«تيار المستقبل» حفلا في الكونغرس مساء 14 مارس، وتحول الحفل الى مهرجان دعم اميركي لـ «تحالف 14 مارس»، وكان من ابرز من شارك فيه وتكلم خلاله وزير النقل راي لحود، واعضاء الكونغرس نك رحال وداريل عيسى ودان بيرتون واليانا روس ليتنن وهاورد بيرمان وغاري اكرمان

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008