السبت، 12 مارس 2011

رياض الترك: لن تبقى سورية مملكة الصمت

موقع الرأي

في سورية اليوم طيف اسمه الحرية يهيمن على كل أرجاء الوطن، ورياح التغيير التي هبت في الشهور الثلاثة الأخيرة على كل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، لا يمكن لها في النهاية إلا أن تطرق باب السجن السوري الكبير. فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة، والتاريخ لن يتوقف عند أعتاب دولتنا العتيدة.

لقد سقط حاجز الخوف الذي جثم على كاهل الشعوب العربية لعقود طويلة، وانطوى معه نصف قرن، طويل ومديد، من الإنقلابات العسكرية وتسلط الجيش على السياسة ومصادرة الحريات العامة وممارسة الوصاية على الناس، تارة بإسم التقدم والإشتراكية، وتارة بإسم الدين، وتارة أخرى بإسم الإستقرار ومحاربة التطرف الإسلامي.

التغيير آت لا محالة، وسورية لم ولن تكون أبداً الإستثناء. أما التخويف من الفوضى والحرب الأهلية، والتخويف من وصول الإسلاميين إلى الحكم، والتخويف من أن شعبنا غير مؤهل بعد للممارسة تجربته الديموقراطية، فهذه كلها إدعاءات لن تجدي نفعاً عندما تدق ساعة الحقيقة ويستعيد الناس زمام المبادرة.

إن الشعب السوري بلغ سن الرشد، وعلى سلطته أن تعي ذلك قبل فوات الأوان. فالمطلوب اليوم ليس خطوات تجميلية على الصعيد الإقتصادي والمعيشي، بقدر ما أن المطلوب خطوات جدية وواضحة المعالم لنقل سورية بشكل سلمي من الإستبداد إلى الديموقراطية. خطوات قلناها وكررناها مراراً، مثل الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإلغاء حالة الطوارئ، وشرعنة التعددية الحزبية، وترسيخ مبدأ فصل السلطات، واستقلالية القضاء، وطي صفحة الحزب القائد، وتحقيق المساواة بين المواطنين دون أي إقصاء أو تمييز. فبمثل هذه الخطوات، لا بالمزيد من القمع وكم الأفواه ومسرحيات التأييد الجوفاء، يمكن للسلطة السورية، إن هي أرادت ووعت، أن تستبق التغيير وتتحضر له.

لقد غيّر الخوف من وجهته، وانتقل من طرف الشعب إلى طرف السلطة. أما من يحذّر من القلاقل والفوضى، ويهوّل بتفكك الدولة وتفسخ النسيج الوطني، ويجهد للمحافظة على هذا الإستقرار الإستبدادي الكاذب بأي ثمن، فإننا نذكّره بأن الشعب السوري منذ بداية تاريخه الحديث ، استطاع أن يتجاوز، بوحدة أبنائه ونضالهم المشترك، الانقسامات المذهبية والدويلات المصطنعة التي فرضها عليه المستعمر الفرنسي، وتمكن في النهاية أن ينال استقلاله الكامل بضريبة الدم التي دفعها من خيرة أبنائه. لا بل أن هذا الشعب تمكن بوعيه وحكمته أن يبعد مخاطر الحرب الأهلية التي كاد يجره إليها عنف السلطة وتهور بعض الجماعات الإسلامية المسلحة.

لقد قالوا بالإشتراكية فجلبوا الجوع والفقر. ووعدونا بتحرير فلسطين، فأتوا بالذل والهوان. وتغنوا بالحرية والعدالة، فشيدوا السجون والمعتقلات. واليوم، إذا كان تفشي الظلم والعوز والفساد ووطأة الإستبداد لا يستثني أحداً من أبناء الشعب السوري،على تعدد مشاربهم وانتماءاتهم، فإن هذا الشعب قادر وعازم على استعادة حريته المسلوبة، وصون وحدته الوطنية، وحماية كيان دولته السورية.

إن الملايين التي تواجه اليوم بصمتها عسف الاستبداد وجبروته، في دمشق وحلب، في اللاذقية وطرطوس، في حمص وحماه، في القامشلي ودير الزور، في حوران وجبل العرب، لن تلبث أن تخرج عن صمتها وتواجه هذا الاستبداد بوقفاتها الاحتجاجية وتحركاتها السلمية، مستندة إلى تضامن أبناء المجتمع السوري وتكاتف الجيش مع الشعب. ومخطئ من يراهن أن الناس ستنزلق إلى العنف، أو أن الجيش سيوجه فوهات بنادقه إلى صدور الشعب السوري. لقد ولى زمن "معادلة مدينة حماه"، فلا الشعب ولا الجيش سيسمحان لأحد أن يسجنهما فيها من جديد. وليعِ كل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر، أن الجيش من الشعب والشعب من الجيش، فداخل كل دبابة هناك حفيد من أحفاد يوسف العظمة، وعلى زناد كل بندقية يقبض ابن من أبناء وحدات الإنزال على مرصد جبل الشيخ.

لست أنا، اليوم، في موقع من يقترح الحلول ويضع السيناريوهات المستقبلية. فالتغيير آت بعزيمة الشباب وهمتهم، ليس فقط لأنهم يشكلون أغلبية المجتمع السوري، ولكن لأنهم أثبتوا أنهم أكثر وعياً لمتطلبات العصر من أحزاب المعارضة ورجال السياسة، الذين لا يزال الكثيرون منهم مكبلين بخطابهم التقليدي وممارساتهم البالية، يكاد الرقيب الأمني لا يغادر أدمغتهم أبداً.

كل ما اعرفه اليوم أن سورية لن تبقى مملكة الصمت، ولن يبقى الخوف مطبقا على الصدور، ولن يبقى الوطن سجنا كبيراً.

نعم "الشعب السوري ما بينذل"، كما هتف متظاهرون في قلب دمشق قبل أيام، وهو يريد الحياة الكريمة، ومن إرادته سينبثق فجر الحرية وستولد سورية الجديدة.

نعم "سورية الله حاميها" لأنها باقية بشعبها وجيشها ودولتها. أما الإستبداد فإلى زوال، قصر الزمن أو طال، وإن غداً لناظره لقريب.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

** الفكر الإنساني لا يخلق وجودا من العدم، إن إبداعه: هو في العمل على إعادة تشكيل الوجود..؟
رياض الترك: "لا مهادنة مع بشار وعليه أن يرحل"
مقابلة في الحياة اللندنية - فرانس 24
تعليق: رفض نشره كاملا موقع فرانس 24
كتبت: هداية..
رياض الترك وحيثيات الفكر السوري المعارض:
* أي وضع اجتماع إنساني بالمطلق يحتاج إلى بحث أكان يعتريه خللا لإصلاحه، أو لوضع آليات لتطويره، والوضع السوري لا يشذ عن ذلك، أما أن يتم تخيل حلولا ما تقارب الغيبية، بغرض قسرها على واقع مخالف للمتخيل فهو ضرب من الجنون، عدا عن كون هذا الفكر يخرج في البداهة عن العلمانوية التي طالما تغنى بها (الايديولوجيون الديالكتيكيون) الماركسيون العلمانيون (جماعة رياض)، هذه العلمانوية التي تفترض من أي جماعة عقلانية البحث الموضوعي المتكامل المحايد بأي واقعة أو واقع لإيجاد الحلول المنطقية والعقلانية له، وإلا انزلقت هذه إلى الاجتزاء والتلفيق والإستنساب والتلاعب بالمقدمات للخروج بالنتائج؟، وإلى التواؤم مع منهج الأصولية واعتماد نفس آلياتها؟،
* فالاجتماع السكاني السوري تتأصل بين سكانه بفعل تاريخي متوارث الحياة المدينية: الناتجة عن جهد العمل وتبادل سلع هذا الناتج بين سكان هذا التواجد المستقر، أكانت بدائية بسيطة، أو متطورة معقدة، وما يتبع لهذا من أعراف وتقاليد وتعزيز للشرائع والتشريع والاجتهاد وتشكيل منظومتها السياسية، لترسيخ العدل وتوفير مناخات الأمن والأمان لهذا الاجتماع،
* لكن قد طرأ في السنوات الخمسين الأخيرة تغيرا نوعيا على تركيبة هذا الاجتماع، تمثل قي استقدام أعدادا بشرية من أرياف الجوار، إلى المدن وتوضعهم في أطرافها، ومن تبدل الأحوال الاجتماعية للبعض الآخر بفعل سوء تطبيق ما صدر من القرارات والقوانين والمراسيم ذات التوجه الاقتصادي الاجتماعي، ومنها مثلا قوانين الإصلاح الزراعي، يضاف إليها ما طرأ على بنية الدولة الوظيفية من تضخم مرضي لاستيعاب الأعداد الكبيرة من أبناء هؤلاء من المتعلمين والمتخرجين من أصحاب الاختصاصات المختلفة الذين لا عمل لهم،
على الرغم من تبدل الأوضاع إلى ما هو أفضل كما هو مفترض التي كفلتها التوجهات الاجتماعية للدولة، فهي لم تستطع أن تساهم في إنتاج حياة مدينية لهؤلاء، كما لم يستطيعوا الدخول في مدينية جسم المستقرات المدنية، إذ لم تجعلهم يتشاركون في تجاورهم السكاني في إثمار أي إنتاج فعلي، بل على العكس من ذلك، فإنها قد ساهمت هذه التوجهات في تفشي مبدأ العطالة والاعتماد على الغير، وإلى شيوع القيم الثروتية والمناصبية عوضا عن القيم الاجتماعية الأخلاقية التقليدية الضابطة، وما يتبعها من سيادة سلوكيات الشطارة والتربح بغير جهد والتحايل والسرقة والتهريب والبلطجة أو التشبيح، والخروج عن كل ما يضبطه القانون..
* وهذا النوع من الاجتماع وظروفه لا بد أن ينعكس على الفكر، إذ أن ضروراته تقتضي عدم الالتزام بما يفرضه الصالح العام، لأن المتخيل يجزم بغير ذلك، وبمعنى ما أن هذا الانتظام الاجتماعي الذي هو الدولة مرفوض، وأن ما هو متخيل بالفكر بغض النظر عن أسبابه ومصدره والمحرض عليه، هو الحقيقة المطلقة وبموجب هذه الحقيقة: لهذا الفكر الحرية المطلقة بأن يفعل ما يشاء، وبترجمة أخرى تكفير المقابل الآخر، والفعل فيه ما يحكم التكفير؟، ولتكفيره لا بد من شيطنته ليتسوغ لمنطقهم، منطق منهج الإستئصال والإلغاء، إحلال المتخيل (الحرية) وصاحب المتخيل مكانه، فلذا لا بد أن يوصف هذا الآخر بالمجرم القاتل والناهب والديكتاتوري بحسب رأي رياض وجماعته، بحيث تنقلب المفاهيم والمقاييس فيصبح من يقضي بالقصاص لمن خرج على القانون بالجلاد المجرم، وفاعل الجرم بالضحية؟

http://almufaker.blogspot.com/
http://zamane2.blogspot.com/

غير معرف يقول...

تابع - رياض الترك
* ما يجيش في فكر مَن يدعون المعارضة في سورية نزعات ثأرية حقدية لا علاج لها، فهي تتعلق من ناحية في بنية عقل وحداني غيبي مشوش لما يدعى المعارض السوري، ومن ناحية أخرى في الاستثارة الحقدية لهذا العقل التي توفرها طبيعة الظروف المقابلة، وقد توفر للسيد رياض هذه وبعض المناصرين لشخصه وتوجهاته من نفس العقلية، ورطهم أو تورطوا في منهج ومسار لا علاقة له بالميدان السياسي.
وهذه العقلية غريبة نوعا عن الفكر المديني المرن المبني على الإنتاج والاجتماع السكاني، حيث تضعف النزعات الحقدية والثأرية، أمام المصلحة الخاصة والعامة وحاجة المرء إلى الآخر وإلى إنتاجية الآخر كي تتكامل حياته لا إلى إلغائه، لأن في إلغائه إلغاء للاجتماع السكاني ذاته الذي اختاره، كما أن هذه العقلية هي في المقابل المضاد النوعي للموضوعية العلمية المبنية على استحصال المحصلة الناظمة أو المتوافقة من تقاطع الواقع المعاش، لا أن نغير الواقع ليصير كما هو متخيل ومحمول في الفكر حتى إن كان هذا المتخيل يستحيل تطبيقه؟
وعقل رياض الترك وجماعته هي من هذا النوع الإلغائي وإن تمظهر بشكل متمدن، فهو قد تربى بجمعية لدار الأيتام الإسلامية في حمص وتخرج من الثانوية الشرعية فيها، ثم عمل في معامل النسيج وانتسب إلى الحزب الشيوعي السوري وتخرج من كلية الحقوق، ثم انشق عن الحزب وطرح نفسه بديلا في أواخر السبعينات ضمن مجموعته المسماة بمجموعة رياض الترك، وفي عام 1980 اعتقل هو وجماعته من قبل السلطات السورية.
منذ بداية ثورة آذار عام 1963 توافق الحزب الشيوعي السوري مع البعث خلاصا من الناصرية والحركات القومية، وعقب الحركة التصحيحية عام 1970 أعاد الحزب الشيوعي لحمته مع حزب البعث عام 1972 بعد أن تأكد من انزياح الناصرية والحركات القومية عن المشهد السوري الذي رافق بداية الحركة، في الوقت الذي كان قد أعد رياض الترك وجماعته برنامجهم لإعادة صياغة فكر الحزب للتواؤم مع الفكر القومي للدخول مجددا في توافق مع حزب البعث بديلا عن الحزب الشيوعي الذي كان قد طرد منه عام 1973، إلا أن التوازنات الدولية عملت على إبعاد رياض الترك وجماعته عن الساح السياسي، لمدة عشرين عاما بعد أن كان قد دخل الحزب الشيوعي بفرعيه بكداش – والفيصل دون الترك في الجبهة الوطنية والتقدمية عام 1972 إلى جانب أحزاب أخرى مع حزب البعث.
ويرتكز عقل الترك السياسي على منهجه الفكري الإلغائي، إلغاء المواطن والوطن، من أجل البديل المتخيل، فهو يمتلك الحقيقة وقوتها وملتصق بها، المطلق البديل هو دول الخارج أو إسرائيل مثلا، إذن ليس ما ينطقه بمتخيل حسب زعمه، ويذهب في منطقه هذا إلى أن هذه الدول العربية القطرية مصنعة، وأن الصياغات الداخلية للحكومات تأتي من توجهات خارجية، ولا شأن للحكومات المحلية بها، وهو وحزبه إذن البديل؟، وهذا صحيح كما عملت الأحزاب السياسية السورية بما فيها الحزب الشيوعي طيلة فترة ما قبل الاستقلال وبعده ضمن دوائر الأحلاف السياسية هذه التي كانت منتشرة في مناطق الجوار ضد أو مع هذه الأحلاف، لكن هذا لا ينطبق مع المتغيرات السياسية والدولية التي طرأت في سنوات السبعينات وصارت معها مناطق النزاع الإقليمية مستقرة في توازنات متفق عليها لهذا الطرف الدولي أو ذاك: بالوقت الذي كان عقل الترك وجماعته يعمل في نفس النمطية السياسية السابقة دون جدوى؟. ولا يخفى ما لهذا الفكر من نتائج تفضي إلى رخاوة ارتباطه وجماعته بالوطن. وكانت من حجج السلطة في اعتقاله هي: ارتباطاته الخارجية وجماعته على حساب الداخل لا إلى ما يحمل من أفكار.

غير معرف يقول...

تابع - رياض الترك وحيثيات الفكر السوري

فأفراد مجموعة رياض الترك هي مثله من هذه النوعية المتعلمة الجديدة، التي خرجت من مجتمعات المعاناة، وقد عانت التهميش الاجتماعي ولم تستطع رغم استحصالها العلمي والمالي وفهلويتها أن تثبت تواجدها في مجتمعات العائلات المدينية الإرثية، وإلى أن تتجاوز مكانة شخصياتها الوضيعة ومكانة مجتمعاتها السابقة، وهي من كانت تطمح إلى السيادة والريادة والمكانة دون أساسيات؟. أي مدينية . فهل إعلان الديمقراطية، يصيرنا في عالم الديمقراطيات؟، وأن ندعي بأننا حزب الشعب ليصبح الشعب ملكنا؟، فهذا يعد تطاول على الشعب ذاته وتناقض يسقط ما يدعونه، فمن قال أنهم يمثلون الشعب ليتحدثوا باسمه وليرفضوا أو يقبلوا ما يشاؤون؟، وهل اتخذوا صك تفويض ومن مَن، أمن الحالة الثورية، وهم يعلمون أن لا ثورة دون ظروف موضوعية ولحظة تاريخية، وأن البعض ممن يعيثون فسادا هم من سرقوا ومن كذبوا ومن احتالوا، ومن توظفوا في دولة ما يدعون أنها دولة الكفر، والدولة المباحة؟، هؤلاء هم في حالة تمرد يطاله القانون، وهم أنفسهم كأصحاب فكر كما يدعون لم يقبلوا يوما أن ينضوو في الاستقرار المديني وتعايشه وتبعا الالتزام فيه، فأحيانا يستصرخون العالم من أجل الأطفال وأخرى من أجل النساء، وأحيانا يا غيرة الدين؟ إن ما يلفهم نوع من التهويمات التخريفية، إن لم تكن طغيانات مقنعة، وأفكار تهديمية همها وهدفها السلطة القهرية والسلطان لا غير.. وبعد هل ينكرون أن ما كان يجعلهم سابقا يتكلمون ويصرخون والآن أيضا في دولة البعث، هو اعتبار السيد رياض وجماعته ممن لا يحسبون في مقدار، ومن المسكوت عنهم؟
ومع أن هذا الاتجاه في التفكير قد يخرج عن اللياقة إلا أن هذا ما قد حصل وما هو حاصل، فهؤلاء لا يختلفون في شيء عن المجتمعات الهامشية التي توضعت على أطراف المدن واستطالت في بعض الجيوب إلى داخلها لمن أثرى من أفرادها، وتماهوا في خطوة استباقية متقدمة على من يجاورهم مع تنطقهم بعناوين ما هو رائج من الأفكار والتقليعات الشكلية والمظهرية الغربية، ومنها الديمقراطية والحرية وانفلات المجتمعات، فهذه المجتمعات الهامشية الهحينة البعيدة عن المدينية، تولد هذا النوع من العقليات التي تنغلق على ذاتها فلا ترى أحدا سواها والآخر لبس سوى مرآة لها، فإن اختلفت معه فمصيره الإنهاء، وهي عقليات تعيش على عدوى الآخر ليصير مثلها، وتكمن خطورتها في مرضية رغبتها وفجورها لتطبيق فكرها الأحادي الحرفي المتخيل أكان ملائما للواقع أو لم يكن؟.. فليس العيش بالمدينة يجعل الإنسان مدينيا بل بالعمل المنتج والتعايش المستقر مع الآخر ومسؤوليته اتجاهه، وهذا مما يفتقدون إليه؟
ولا غريب أن يلتقي هذا مع الفكر الأصولي الذي ينحو إلى تغيير الواقع بما يتوافق ويتواصف مع مدينة الله المتخيلة، ولكل منهم مدينته، ومن منطلق فضلهم وتفضلهم يحسبون أنهم قيمون على الشعب والخلق، لأنهم يعملون في سبيل الله ونصرة دينه، وواجبهم المفروض أن يسوقوا الكل بقياس الأيمان وعصاه، فإن توافق مع إيمان الجماعة المكتوب: كانت له الحياة ومن لم يتوافق فله النار؟


Since December 2008