| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، ان «فكرة الحرب على الإسلام غير مقبولة أبدا»، مضيفا ان «المسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب».
وجاء كلام أوباما في خطاب ألقاه في «قمة مكافحة العنف المتطرف» التي استضافها على مدى 3 أيام وشارك فيها مسؤولون من أكثر من 60 دولة بينهم من الكويت وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح.
وقال أوباما ان «لدينا اتصالات مع الإمارات لايجاد منابر على الانترنت لرجال الدين المعتدلين».
واشار الى انه «لا بد من معالجة الأزمات الاقتصادية لقطع الطريق على التطرف... ويجب معالجة المظالم الأساسية للشعوب».
ورأى ان «الأمن والاستقرار يتطلبان ديموقراطية»، مشيرا الى أن «القاعدة وداعش يبثان ان الغرب يشن حربا على الاسلام» ومؤكدا ان «الارهابيين يستهدفون الشباب ولذا لا بد من حوار شبابي».
وأكد الرئيس الأميركي ان حرب الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه أججت العنف وان انجاز الحل في سورية يكون بانتقال شمولي للحكم، كما قال ان الحكومة العراقية السابقة ساهمت في تأجيج العنف.
وتوجه أوباما الى مسلمي الولايات المتحدة بالقول: «مع جريمة قتل 3 مسلمين في عمر الشباب في تشابيل هيل، مسلمون أميركيون كثر قلقون وخائفون». وأضاف: «أريد ان كون واضحاً بقدر ما يمكنني، كأميركيين من كل المذاهب والخلفيات، نقف معكم في حزنكم ونقدم لكم حبنا ودعمنا».
وفي خطأ يبدو أن مستشاري أوباما لم يفطنوا له، وضع الرئيس الأميركي في خطابه هجوم سيدني، الذي لا يتصل بـ(داعش)، مع هجمات أوتاوا وباريس وكوبنهاغن، المفترض انها مرتبطة بالتنظيم المتطرف.
ولفت أوباما إلى ان الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على «تفكيك التنظيمات الإرهابية»، وانه بسبب «تعقيدات العملية» نظرا «لطبيعة العدو الذي ليس جيشا تقليديا، يتطلب هذا العمل وقتا».
وأوضح ان عبارة «(عنف متطرف) لا تشمل فقط الإرهابيين الذين يقتلون أبرياء»، بل تشمل أيضا العقائد والبنية التحتية للمتطرفين، بمن فيهم من يعمل في الدعاية والتجنيد والتمويل، معتبرا «اننا جميعنا نعرف انه لا توجد صورة واحدة للعنيف المتطرف او الإرهابي،لذا لا يمكن التنبؤ بمن سيصبح إرهابيا».
وتابع:«(القاعدة) و(داعش) والمجموعات الشبيهة بها يائسة للحصول على شرعية، وهم يحاولون تصوير أنفسهم على انهم قادة دينيون او محاربون في سبيل الدفاع عن الإسلام، ولذلك يدّعي (داعش) انه دولة إسلامية، ويبثون دعاية مفادها ان اميركا، والغرب عموما، هم في حرب مع الإسلام، وهكذا يجندون ويدفعون شباباً نحو التطرف».
وزاد الرئيس الأميركي:«يجب الا نقبل ادعاءهم هذا لأنه كذبة، ويجب الا نمنح هؤلاء الإرهابيين الشرعية الدينية التي يصبون اليها، فهم ليسوا قادة دينيين، بل هم إرهابيون، ونحن لسنا في حرب مع الإسلام، بل في حرب مع الذين حرّفوا الإسلام».
وأضاف أوباما انه كما «يتوجب علينا نحن ممن لسنا مسلمين ان نرفض الرواية الإرهابية القائلة بأن الغرب والإسلام في صراع، او ان الحياة العصرية والإسلام في صراع، اعتقد ان على المجتمعات الإسلامية مسؤولية كذلك، فتنظيمي (القاعدة) و(داعش) يستلهمان، على هواهما، من النصوص الإسلامية، ويعتمدان على النظرة الخاطئة حول العالم بانهما يتحدثان باسم الدين الإسلامي او ان الإسلام بطبعه عنيف، او ان هناك نوعا من الصراع بين الحضارات».
لكن أوباما أكد ان «الإرهابيين لا يتحدثون باسم أكثر من مليار مسلم ممن يرفضون عقيدة التنظيم المبنية على الكراهية»، مضيفا انه «لا يوجد دين مسؤول عن الإرهاب، بل الناس هم المسؤولون عن العنف والإرهاب». وأكمل:«الحقيقة - وهي التي تحدث بها زعماء مسلمون عديدون - هي انه يوجد نوع من الخط الفكري الذي لا يتبنى تكتيكات (داعش)، ولا يتبنى العنف، ولكنه يتبنى فكرة ان العالم المسلم عانى تاريخيا، وهذا دقيق احيانا، وهؤلاء يصدقون ان مشاكل كثيرة في الشرق الأوسط تنبع من تاريخ الكولونيالية او مؤامرة، وهؤلاء يصدقون فكرة ان الإسلام لا يتوافق مع الحداثة او التسامح، وانه تم تلويثه بقيم غربية».
ويعتقد أوباما ان هذه الأفكار موجودة، ويتم تداولها في بعض المجتمعات حول العالم همسا، وهو ما يجعل الافراد، خاصة من الشباب المحبطين عرضة للتطرف. لذا«علينا أن نكون قادرين على التحدث بصراحة حول تلك القضايا، وعلينا أن نكون على كثير من الوضوح حول كيفية رفضنا أفكارا معينة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق