واشنطن- من حسين عبدالحسين
توقع مسؤولون اميركيون ان تمتد حملة «عاصفة الحزم» في اليمن «بضعة اسابيع» ما لم يتراجع الحوثيون ويوافقون على الدخول في حل سياسي مبني على الاعتراف بشرعية الحكومة الحالية.
وأكد المسؤولون انه، على غرار الحملة الدولية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، من المتوقع ان تؤدي الحملة الجوية الى اضعاف قوات الحوثيين في شكل تدريجي، ما يسمح للقوات الحكومية باستعادة سيطرتها على الاراضي التي خسرتها، بما فيها العاصمة صنعاء.
واثار انهيار قوات الرئيس عبدربه منصور هادي، وسحب اميركا عددا من قواتها الخاصة التي كانت متمركزة في اليمن، حرجا كبيرا للرئيس باراك أوباما، الذي وقف قبل عام امام اكاديمية «وست بوينت» العسكرية ليقدم تعاون بلاده مع الحكومة اليمنية نموذجا في مكافحة الارهاب وتثبيت الاستقرار في بلدان الشرق الاوسط.
الا ان الهجوم الذي شنه الحوثيون جنوبا، من معاقلهم في الشمال، واستيلائهم على صنعاء وخروج الرئيس هادي منها، اظهر ضعف الاستراتيجية الأميركية، وفتح الباب لمنتقديها لشن هجوم ضد سياسة أوباما الخارجية عموما، التي ردت كعادتها بالقول ان الاحداث في المنطقة -- والتي يقول معارضو أوباما انها الاخطر منذ عقود -- هي خارج قدرة الولايات المتحدة على التأثير في مجرياتها.
لكن مسؤولين في الادارة الأميركية قالوا ان «عاصفة الحزم» هي بمثابة «الخطة باء» التي قدمتها المملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع الكويت وقطر والامارات ومصر وتركيا، كبديل عن خطة أوباما التي اعلنها العام الماضي، والقاضية بشراكة اميركية لوجستية واستخباراتية مع «قوات محلية يمنية»، والتي فشلت فشلا ذريعا.
ودأبت المصادر الأميركية منذ فترة على الحديث عن تشكيل قوة عربية دولية مشتركة تتدخل في «الاماكن الساخنة» في منطقة الشرق الاوسط لمكافحة المجموعات الارهابية وتثبيت الاستقرار. وردد مسؤولون عرب، على مدى الأشهر الماضية، الحديث عن هذه القوة المشتركة. وكانت «الراي» نقلت عن مصادر اميركية، الشهر الماضي، انه يجري الاعداد لتشكيل هذه القوة للتدخل بريا ضد داعش في العراق او سورية.
ولا تغيب مقارنة الحملة الدولية ضد داعش مع الحملة العربية ضد الحوثيين عن بال المسؤولين الاميركيين، الذين يرددون ان التحالف الدولي شن حتى الآن 1600 غارة ضد مواقع داعش في العراق، و1300 غارة ضد مواقع التنظيم نفسه في سورية، منذ الصيف الماضي.
ويتابع هؤلاء المسؤولون ان اليمن قد يحتاج عددا كبيرا من الغارات قبل ان «نرى نتائج على الارض تتمثل باضعاف الحوثيين ودفعهم الى التراجع الى معاقلهم الشمالية».
ويبدو ان اليمن شكلت تطورا غير محسوبا للادارة الأميركية، التي آثرت تفادي الاعمال العسكرية ضد حلفاء ايران في المنطقة تفاديا لتعقيد المفاوضات مع طهران حول ملفها النووي. كما دأبت واشنطن على تقديم الدعم لحلفاء ايران في العراق وسورية لمكافحة «داعش». لكن اليمن لم يدع اي مجال للشك ان ايران ليست مهتمة بمكافحة الارهاب، بل انها تسعى الى فرض سيطرة حلفائها في عموم المنطقة، حتى لو جاء ذلك على حساب الحكومات الشرعية كما في اليمن.
وتعتقد المصادر الأميركية ان تأييد واشنطن لحملة «عاصفة الحزم» اثار استياء لدى الايرانيين، الذين اوعزوا لبعض حلفائهم الانسحاب من الحملة العسكرية العراقية ضد «داعش» في تكريت.
ويأتي التوتر اليمني والتباين في الموقفين الاميركي والايراني حوله في وقت يلتقي وزيرا خارجية البلدين جون كيري وجواد ظريف في لوزان في محاولة لرأب الصدع المستمر في المفاوضات حول ملف طهران النووي. ورغم التفاؤل الكبير بانفراج في المحادثات أخيراً، ماتزال الاتفاقية بعيدة المنال بسبب بعض الاختلافات التي فشل الطرفان في التوصل الى حلول لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق