| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
احتدم الصراع بين اللوبيين الإيراني والإسرائيلي في واشنطن مع اقتراب موعد توقيع اتفاقية نووية بين إيران ومجموعة دول خمس زائد واحد.
وجاءت في هذا الإطار زيارة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو الى واشنطن وإدلائه بخطابين، الأول (ألقاه أول من أمس) أمام اللوبي الإسرائيلي المعروف بـ «ايباك»، والثاني أمس أمام الكونغرس بغرفتيه، في مسعى لعرقلة توقيع اتفاقية وصفها بأنها «تهدد وجود إسرائيل».
وفي خطابه الناري، الذي بالغ خلاله اعضاء الكونغرس بالتصفيق له وقوفاً، قال نتنياهو ان سعي ايران للحصول على قنبلة نووية يمثل خطراً على بقاء اسرائيل، مضيفاً ان «اسرائيل تواجه خطراً تدميرياً من قبل ايران».
واستعان نتنياهو بورقة حملها بيده، ليقول ان الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، هدد بقتل اسرائيليين في أي مكان من العالم، مضيفاً ان ايران «ليست مشلكة اسرائيلية فقط كما لم تكن النازية مشكلة يهودية»، مشيراً الى ان الزعيم الايراني الراحل الخميني دعا انصاره الى تصدير الثورة الى كل انحاء العالم.
وقال ان ايران مسؤولة عن قتل مئات الجنود الأميركيين في تفجير مقر المارينز في بيروت في العام 1982، كما انها مسؤولة عن مقتل مئات اخرين من الجنود الأميركيين في العراق.
واعتبر نتنياهو ان ايران تقبل بالصفقة النووية مع الولايات المتحدة لانها تسمح لها بامتلاك سلاح نووي، مشيرا الى ان «القيود المفروضة على ايران قد تنتهي خلال عشر سنوات».
وخلص الى القول ان «هذه الاتفاقية سيئة. وتمهد الطريق لايران للحصول على سلاح نووي» وان الاتفاق النووي معها سيحول المنطقة الى فوهة بركان، مضيفا: «ايران تحتاج الى الاتفاقية أكثر منكم».
وكان نتنياهو قد قال أمام «ايباك» أول من أمس ان ايران سيطرت بلا سلاح نووي على اربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت فكيف اذا امتلكت مثل هذا السلاح.
ويقول أصدقاء إسرائيل، إن من شأن رفع العقوبات الدولية إعطاء إيران فائضاً من الأموال التي يمكن أن تستخدمها لتحسين قوتها العسكرية وتمويل ميليشياتها المنتشرة في عموم منطقة الشرق الأوسط، فتثبت سيطرتها في دول مثل العراق واليمن، وتحسم الصراع لمصلحتها في سورية.
على أن اللوبي الإيراني في واشنطن لم يتأخر في الرد، فأطل زعيمه تريتا بارسي عبر عدد من البرامج الحوارية وفي عدد من المقالات في الصحافة الأميركية، ورد على قول نتنياهو بأن أي اتفاقية هي بمثابة تهديد وجودي لإسرائيل، فقال عبر «تويتر»، إن «نتنياهو كان يعتقد أولاً أن إيران النووية هي التهديد الاستراتيجي، والآن يعتقد أن الاتفاقية هي التهديد الوجودي». وأضاف: «تراه لا يريد إلا الحرب».
ونقل بارسي عن مصادره في الحكومة الإيرانية قول مسؤولين إيرانيين إن زيارة نتنياهو «ستقرر من يرسم سياسة الولايات المتحدة، رئيس أميركا أم رئيس حكومة إسرائيل».
وعلى خط آخر، يتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الرياض هذا الأسبوع لطمأنتها بأن أي اتفاق مع إيران سيصب في مصلحتها.
وقال ديبلوماسي في الخليج: «يخشى السعوديون من أن يمنح أوباما الإيرانيين اتفاقاً مهما كان الثمن لأنه مهم لإرثه السياسي» ويخشون من «أن تحصل إيران على وضع إقليمي معين مقابل الاتفاق».
وسيطلع كيري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على المحادثات ويجتمع مع كبار المسؤولين في الخليج في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وحتى في داخل إيران، يثير احتمال التوصل إلى اتفاق صراعاً لا يقل ضراوة، فقد دافع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بقوة عن الفريق المفاوض برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مؤكداً في كلمة أمام «الملتقى الوطني لنموذج التنمية الإقليمية المستديمة والمتوازنة»، أن «الفريق المفاوض يعتبر أهم مشروع لدى الحكومة وهو يحظى بتأييد القائد الأعلى (علي خامنئي)، وأعضاء هذا الفريق أكدوا بأنفسهم أنهم يمضون إلى الأمام في إطار البرامج التي وضعها القائد، لكن انظروا ما الذي حل بهذا الفريق على أيدي القلقين (جماعات الضغط)، هؤلاء القلقون أصبحوا متماهين مع (بنيامين) نتنياهو». وأکد أن «المفاوضات النوویة تقترب من تحقیق النتیجة».
وتابع أن «نتنیاهو یهدد أوباما، وفي إیران القلقون یهددون بإفشاء الأسرار».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق