| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
لم ينعكس الزخم الذي حققه المرشح الرئاسي والسيناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، بفوزه المتتالي في الانتخابات التمهيدية في سبع ولايات صغيرة، انتصاراً في الولايات ذات الشأن، فألحقت به منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون هزيمة قاسية في ولايتها نيويورك، بفوزها عليه بفارق كبير من الاصوات بلغ اكثر من 200 ألف.
وحصدت كلينتون بذلك غالبية موفدي الولاية البالغ عددهم 247، وابتعدت في صدارة عدد الموفدين عن ساندرز، واقتربت من رقم 2323 المطلوب للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة.
وكانت حملة ساندرز وعدت مؤيديها انها ستفوز في نيويورك، واعتقد القيّمون على الحملة ان ساندرز كان في طريقه لتحقيق مفاجأة، إذ أظهرت بعض استطلاعات الرأي انه كان ماضيا في تقليص الفارق بينه وبين كلينتون. كذلك، اعتقدت حملة ساندرز أنه يمكنها تحقيق مفاجأة، فراحت تنفق اموالاً طائلة، فبث ساندرز إعلانين انتخابيين مقابل كل إعلان لكلينتون.
إلا ان كلينتون اثبتت تمكنّها شعبياً في نيويورك، وكررت اداءها المميز الذي قدمته في الولاية في العام 2008، عندما هزمت منافسها السيناتور باراك أوباما يوم كان في ذروة شعبيته. وكانت كلينتون أطلقت حملتها الانتخابية الرئاسية لهذه الدورة من جزيرة ستاتن، إحدى ضواحي نيويورك.
وفي خطابها الاحتفالي في نيويورك، بدت كلينتون مزهوة بانتصارها، وقالت امام المئات من مناصريها من الحاضرين، وملايين الاميركيين ممن تابعوا الخطاب عبر قنوات التلفزة والراديو: «اليوم برهنتم انه لاشيء اغلى من ولايتي، وانه لطالما وقفت معي نيويورك، وانا سأقف معكم دائماً، وانا ممتنة لكم بشكل عميق». اضافت: «لكل من دعم ساندرز، أؤكد لكم ان ما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا».
وتابعت المرشحة الرئاسية، في الخطاب الذي حضره مناصراها محافظ الولاية أندرو كومو وعمدة نيويورك بيل دي بلازيو: «بسببكم، هذه الحملة هي الوحيدة من الحزبين التي حصدت اكثر من 10 ملايين صوت، وآمل من الآخرين ان ينضموا الى المليون ومئة ألف متبرع ممن تبرعوا بأقل من 100 دولار لهذه الحملة منذ انطلاقتها».
ووعدت كلينتون بخلق وظائف، وزيادة الحد الادنى للاجور، وتحسين اوضاع المدارس الحكومية، وحماية البيئة، واعادة تنشيط المناطق التي تعاني من انهيار صناعاتها، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية الاميركية التي تعاني من التهالك والتآكل. كما وعدت بالعمل على استصدار قانون للهجرة، والدفاع عن حقوق المرأة ومثليي الجنس، قائلة:«»هذه هي مبادئ نيويورك ومبادئ الولايات المتحدة«.
وهاجمت كلينتون منافسيها الجمهوريين لوعودهم بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة ومعاملة المسلمين الاميركيين كمجرمين.
في الحزب الجمهوري، حقق رجل الاعمال الملياردير دونالد ترامب انتصاراً مدوياً، لا بفوزه في الانتخابات التمهيدية في الولاية فحسب، بل لحصده اكثر من نصف اجمالي اصوات الناخبين. وتفوق ترامب على منافسيه السيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز ومحافظ ولاية اوهايو جون كايسك، وبلغت نسبة الاصوات التي حصدها ثمانين في المئة في بعض المناطق.
ولأن أرقام استطلاعات الرأي المتكررة كانت رجحت اكتساح ترامب، لم ينفق منافساه كروز وكايسك الكثير من الوقت او المال الدعائي الانتخابي في نيويورك، ومرّا فيها مرور الكرام، وخرجا منها قبل يوم الانتخابات، وتوجها الى ولاية بنسلفانيا التي تقيم انتخاباتها التمهيدية الاسبوع المقبل، الى جانب عدد من الولايات الصغيرة.
وبذلك، ابتعد ترامب في صدارة عددالموفدين عن كروز، لكن حصوله على 1237 صوتاً المطلوبة، مازال يبدو امراً مستبعداً، وهو ما يعني ان عملية الترشيح ستكون خاضعة للمساومة يوم انعقاد المؤتمر الحزبي العام للترشيح في يوليو.
وبسبب ضعف ترامب في المؤسسات الحزبية، يَخشى ان تؤدي المساومات الحزبية الى الاطاحة بترشيحه واستبداله، لذا عمد الى التذكير، اثناء خطابه الاحتفالي، الذي اقامه في احدى ابراجه في نيويورك، الى شن هجوم ضد مبدأ»السوبر موفدين»، اي وجهاء الحزب من اعضاء الكونغرس ومحافظي الولايات، قائلاً ان مشاركة هؤلاء في تحديد هوية مرشح الحزب تنسف عملية الانتخابات التمهيدية والديموقراطية داخل الحزب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق