| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي
في خضم النقاش المحتدم بين المرشحين الخمسة للرئاسة الاميركية وبين مناصريهم، لا بد من ملاحظة ان الملف العراقي يكاد يغيب بشكل شبه تام عن النقاش. أما عندما يحضر العراق في الحوارات الرئاسية، فدائما ما يكون مقترنا بندم أميركي على شن الحرب والإطاحة بالنظام العراقي السابق.
ثم يلجأ المرشحون الرئاسيون الذين عارضوا حرب العراق حينها، مثل السيناتور بيرني ساندرز، الى استخدام تأييد منافسيهم للحرب، مثل تصويت هيلاري كلينتون لمصلحة الحرب اثناء عملها في مجلس الشيوخ، للطعن بأهليّتهم في تبوّؤ منصب الرئاسة.
عدا عن هذا التراشق بتهمة مَن أيّد الحرب في العراق، يندر ان يتطرّق المرشحون الى الرئاسة الاميركية الى مواضيع عراقية.
هذه الحرب الاميركية الصغيرة في العراق تكبد الخزينة الاميركية قرابة 100 مليون دولار شهرياً، وهو رقم ضئيل مقارنة بإنفاق الولايات المتحدة على حرب العراق، الذي بلغ نحو 3 تريليونات دولار، حسب تقديرات بعض الاقتصاديين.
لكن رغم الحرب الاميركية الدائرة حالياً في العراق، ينعدم النقاش حول رؤية المرشحين لكيفية ادارتهم الموضوع في حال انتخابهم. هل يُكملون حرب أوباما الضيقة النطاق أم يوسّعون نطاقها ليسرّعوا في القضاء على «داعش» أم ينهون أي مشاركة اميركية في الحرب ضد «داعش» ويفوضون دول الجوار بهذه الحرب بالكامل؟
ويعزو الخبراء الاميركيون عدم الاهتمام الاميركي بالعراق - رغم من تواصل تدخّلهم فيه وإنْ بنطاق أضيق - الى ما يسمونه «مللاً او تعباً او إرهاقاً» للشعب الاميركي بشكل عام من كل ما يتعلّق بالعراق وشؤونه. أما على مستوى النخبة الاميركية، الاكثر اطلاعاً على شؤون السياسة الخارجية، فيسود شعور مفاده ان العراق دوّامة، وأن سياسته معقّدة وقبليّة وغير مفهومة، وأن السياسيين العراقيين نادراً ما يتحدثون عن سياسات تحتاجها بلادهم، بل يستغرقون في الحديث عن المناصب الحكومية.
جريدة الراي
في خضم النقاش المحتدم بين المرشحين الخمسة للرئاسة الاميركية وبين مناصريهم، لا بد من ملاحظة ان الملف العراقي يكاد يغيب بشكل شبه تام عن النقاش. أما عندما يحضر العراق في الحوارات الرئاسية، فدائما ما يكون مقترنا بندم أميركي على شن الحرب والإطاحة بالنظام العراقي السابق.
ثم يلجأ المرشحون الرئاسيون الذين عارضوا حرب العراق حينها، مثل السيناتور بيرني ساندرز، الى استخدام تأييد منافسيهم للحرب، مثل تصويت هيلاري كلينتون لمصلحة الحرب اثناء عملها في مجلس الشيوخ، للطعن بأهليّتهم في تبوّؤ منصب الرئاسة.
عدا عن هذا التراشق بتهمة مَن أيّد الحرب في العراق، يندر ان يتطرّق المرشحون الى الرئاسة الاميركية الى مواضيع عراقية.
هذه الحرب الاميركية الصغيرة في العراق تكبد الخزينة الاميركية قرابة 100 مليون دولار شهرياً، وهو رقم ضئيل مقارنة بإنفاق الولايات المتحدة على حرب العراق، الذي بلغ نحو 3 تريليونات دولار، حسب تقديرات بعض الاقتصاديين.
لكن رغم الحرب الاميركية الدائرة حالياً في العراق، ينعدم النقاش حول رؤية المرشحين لكيفية ادارتهم الموضوع في حال انتخابهم. هل يُكملون حرب أوباما الضيقة النطاق أم يوسّعون نطاقها ليسرّعوا في القضاء على «داعش» أم ينهون أي مشاركة اميركية في الحرب ضد «داعش» ويفوضون دول الجوار بهذه الحرب بالكامل؟
ويعزو الخبراء الاميركيون عدم الاهتمام الاميركي بالعراق - رغم من تواصل تدخّلهم فيه وإنْ بنطاق أضيق - الى ما يسمونه «مللاً او تعباً او إرهاقاً» للشعب الاميركي بشكل عام من كل ما يتعلّق بالعراق وشؤونه. أما على مستوى النخبة الاميركية، الاكثر اطلاعاً على شؤون السياسة الخارجية، فيسود شعور مفاده ان العراق دوّامة، وأن سياسته معقّدة وقبليّة وغير مفهومة، وأن السياسيين العراقيين نادراً ما يتحدثون عن سياسات تحتاجها بلادهم، بل يستغرقون في الحديث عن المناصب الحكومية.
حتى داخل ادارة الرئيس باراك أوباما نفسها، صارت تسود حالة من اللامبالاة تجاه الشؤون العراقية. ويروي أحد العاملين في الشأن العراقي أنه على إثر إطلالة رجل الدين مقتدى الصدر وتهديده رئيس الحكومة حيدر العبادي بضرورة تعيين اصحاب اختصاص في المناصب الحكومية، انتشرت دعابة بين المتابعين الاميركيين للشأن العراقي مفادها أنه «اذا كان الصدر متحمّساً الى هذا الحد لتسليم الحكم لاصحاب الاختصاص، فلما لا يتفرغ هو لاختصاصه كرجل دين؟».
في واشنطن شعور بأن السياسة العراقية دوّامة، وأنه لا يسع الولايات المتحدة القيام بأي شيء «حتى لو رمت أميركا بثقلها خلف العراقيين وارسلت كل جيشها ومواردها الى العراق» ويقول احد الخبراء الاميركيين المتابعين، ويضيف ممازحا: «عندما تتحدث عن انعدام فرص إصلاح العراق، فسَل مُجرّباً (أي أميركا) ولا تسل خبيراً».
في واشنطن شعور بأن السياسة العراقية دوّامة، وأنه لا يسع الولايات المتحدة القيام بأي شيء «حتى لو رمت أميركا بثقلها خلف العراقيين وارسلت كل جيشها ومواردها الى العراق» ويقول احد الخبراء الاميركيين المتابعين، ويضيف ممازحا: «عندما تتحدث عن انعدام فرص إصلاح العراق، فسَل مُجرّباً (أي أميركا) ولا تسل خبيراً».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق