| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
افاجأ عشرة ناشطين سوريين أميركيين يعملون في جمعيات تؤيد الثورة السورية نائب مستشارة الأمن القومي بن رودس، اثناء حفل عشاء اقامته هيئة اسلامية اميركية لتكريمه.
وتحدث الى «الراي» عضو «المجلس السوري - الاميركي» عمر حسينو، وهو احد السوريين الذين واجهوا رودس، قائلاً: «بكيت وانا اتوجه الى رودس، وقلت له انت سبب موت عائلاتنا وتشريدهم، انت المسؤول رقم واحد في الادارة المعارض لفرض منطقة حظر جوي في سورية».
واضاف حسينو انه قال لرودس ايضا: «أنا هنا لأسلمك رسالة من 21 مليون سوري، أعلم انه من المستحيل ان أغير رأيك، لذا نصلّي ان يصبح عندك ضمير، وأنتظر بفارغ الصبر نهاية ولايتكم وخروجكم من الحكم». وتابع حسينو: «كم سوري يجب ان يقتلوا بعد؟».
وأجاب رودس: «الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك، عمر، أتمنى لو كان بهذه السهولة». فرد حسينو: «على العكس، هو سهل جدا، يمكنكم فرض حظر جوي، لكنكم ترفضون القيام بذلك، فيما مقاتلات (الرئيس السوري بشار) الأسد تقصف المستشفيات وسط الهدنة». وختم حسينو: «شكرا لما تقومون به ضد (تنظيم الدولة الاسلامية) داعش، ولكن عليكم ان تتحركوا ضد الأسد، وانتم لن تقوموا بذلك، لذا، نحن هنا فقط لتسليمكم هذه الرسالة باسم السوريين».
ويتعرض رودس إلى حملة سياسية عنيفة، بسبب مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» قال فيها انه يتلاعب بالصحافيين الاميركيين كما يحلو له، وان الوسائل الاعلامية الاميركية اغلقت مكاتبها في الخارج، وهي تكتب عن العالم من مكاتبها في واشنطن، ومعدل أعمار المراسلين يبلغ 27 عاما، ويمكن للادارة تلقينهم ما تشاء.
وصورت المقابلة رودس، البالغ من العمر 38 عاماً، والذي يرافق الرئيس باراك وباما منذ كان في العشرينات من عمره بانضمامه لحملة أوباما الرئاسية في العام 2007، على انه المستشار الاقرب للرئيس. ونسب رودس الى نفسه كيف تلاعب بالرأي العام الاميركي والكونغرس لحمله على قبول الاتفاقية النووية مع ايران.
وفي خضم الحملة ضد رودس، قامت احدى الجمعيات الاسلامية - الاميركية المغمورة بتكريمه. وفي عداد العاملين لدى رودس امرأة مسلمة محجّبة من جنوب شرقي آسيا، يبدو انها صلة الوصل مع الجمعية التي كرمته وشكرته لتوظيف مسلمين ولمواقفه بشأن بورما، ولكنها لم تأت على ذكر سورية.
وفيما كان رودس يتنقّل في قاعة حفل العشاء، فاجأه السوريون الاميركيون، وحاصروه، وانتقدوه بعنف.
وقال احد السوريين لصحيفة «ذي دايلي بيست» إن رودس بدا محرجاً، وحاول النأي بنفسه عن سياسة أوباما في سورية. لكن نيد برايس، مساعد رودس، نفى للصحيفة ان رئيسه تراجع عن سياسة الادارة تجاه سورية، بل أكد أنه تمسّك بها وحاول تفسيرها للسوريين، حيث قال لهم إن من يقتل السوريين ليس الولايات المتحدة بل الأسد، فانبرى احدهم للقول إن هذا التشبيه هو كالقول ان ادارة الرئيس السابق جورج بوش ليست مسؤولة عن ضحايا إعصار كاترينا، بل إن الاعصار هو المسؤول. والإعصار هو احدى اكثر النقاط سواداً في تاريخ بوش الابن، إذ يُجمع الاميركيون على تحميله مسؤولية مقتل مئات الاميركيين في كارثة كان يمكن مواجهتها بشكل افضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق