| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
أشارت تقارير كشفتها مجموعة «ستراتفور» الاستخباراتية الأميركية الخاصة ان تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) نجح في تدمير اربع مروحيات روسية من طراز «ام اي 24» الهجومية، تابعة للقوات الروسية، كانت رابضة في قاعدة «تي 4» القريبة من تدمر. ونجح التنظيم، عبر القصف بصواريخ غراد، بتدمير 24 شاحنة محملة بالذخيرة الروسية كانت متوقفة في القاعدة، فضلا عن مقاتلة «ميغ» معطلة تابعة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد كانت جاثمة على ارض المطار العسكري، الذي تستخدمه القوات الروسية منذ دخولها الحرب السورية في 30 سبتمبر الماضي.
وسارعت موسكو، على لسان الناطق باسم وزارة دفاعها الجنرال ايغور كوناشنكوف، الى نفي التقارير الاميركية، وقال ان «كل المروحيات القتالية الروسية الموجودة في الجمهورية العربية السورية تقوم بالمهمات الموكلة لها والقاضية بتدمير الارهابيين، ولا توجد اي خسائر في صفوف القوات الروسية في اي قاعدة جوية».
الا ان مصادر استخباراتية اوروبية أكدت لـ «الراي» التقارير الاميركية، وترافقت التأكيدات الاوروبية مع نشر «ستراتفور» صور اقمار اصطناعية تؤكد ان المروحيات الروسية وشاحنات الذخيرة تم تدميرها فعلا في السابع عشر من الجاري. وكانت وسائل الاعلام التابعة للأسد اشارت الى وقوع انفجار عن طريق الخطأ في قاعدة عسكرية في تدمر، ليتبين بعد ذلك انه ناجم عن هجوم نفذه مقاتلو «داعش». وتظهر صور الاقمار الاصطناعية انه بتاريخ 14 مايو، كانت المروحيات الاربع رابضة في القاعدة القريبة من تدمر، فضلا عن مروحية نقل من طراز «ام اي 8». اما صور 17 مايو، فتظهر المروحيات الهجومية الاربع مدمرة بالكامل ومحترقة.
وتقدر تكلفة المروحية الروسية الواحدة 12 مليون دولار، ما يعني ان خسارة روسيا بلغت 48 مليون دولار، يضاف اليها مليونا دولار على الاقل تكلفة الذخيرة، ليصبح مجموع الخسائر الروسية اكثر من 50 مليون دولار على اثر هجوم واحد قام به «داعش».
وتشير التقارير الاميركية الى ان روسيا تركن سربي مقاتلات «سوخوي» تستخدمها في غاراتها في قاعدة «تي 4» المذكورة، وان من حسن حظ الروس ان مدى القصف الذي وجهه تنظيم «داعش» لم يتعد شمال شرقي القاعدة، وهو لو ابتعد اكثر من ذلك، لطال مقاتلات «السوخوي» ولكانت الخسارة الروسية المادية اكبر بكثير.
ويعتقد الخبراء الاميركيون ان هجوم «داعش» على القاعدة الروسية في تدمر يظهر ان استعادة قوات الأسد وحلفائه للاراضي السورية يبقى محفوفا بالخطر، وانه في معظم الاحيان، تتوغل قوات روسيا والأسد وحلفاؤهما داخل اراض بعمق يكشف خطوط الامداد، ونجاح «داعش» في اصابة القاعدة الروسية في تدمر ابرز دليل على ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق