باستثناء مقالة سفير اميركا السابق لدى اسرائيل دان كيرتزر، والتي تنذر باندلاع حرب بين اسرائيل و«حزب الله» اللبناني وتدعو الى حوار اميركي مع سورية لتفاديها، يسود شبه اجماع بين الخبراء والمسؤولين السابقين في واشنطن بان لا حرب مقبلة في المنطقة.
اليوت ابرامز، عضو مجلس الامن القومي السابق والباحث حاليا في «مركز العلاقات الخارجية»، الذي اصدر مقالة كيرتزر الاسبوع الماضي، قال: «لا اعتقد انه سيكون هناك مواجهة بين اسرائيل وحزب الله».
ابرامز، والذي يعتبر من اصدقاء اسرائيل في العاصمة الاميركية، قال في محاضرة القاها في «مركز آسبن» للابحاث، اول من امس، انه «بالنظر للوضع الايراني النووي، وبالنظر الى ان هناك امكانية ضربة عسكرية (ضد ايران)، من المصلحة الايرانية عدم استخدام حزب الله في الوقت الحالي وابقائه كقوة ردع».
وشبه ابرامز، في المحاضرة التي رعتها «مؤسسة نهضة لبنان»، الحوار الاميركي مع سورية بالفيلم السينمائي الصامت. وقال انه «كل ما كان يهم (الرئيس السوري الراحل حافظ) الاسد الاب و(الرئيس السوري بشار) الاسد الابن هو ان يظهرا ان الوفود الاميركية تتقاطر الى دمشق للقاء معهما».
واضاف: «لا يهتم السوريون بما نقوله لهم، فقط يريدون ان يرونا نذهب اليهم كي نعزز شعورهم الخاطئ باهمية دورهم في المنطقة».
واعتبر ابرامز ان الرئيس باراك اوباما كان صادقا في سياسة انفتاحه على سورية، «ولكن السوريين لم يقدموا له شيئا، ففشلت سياسة الانخراط مع سورية تماما كما فشلت سياسة (الرئيس السابق جورج) بوش في الحوار مع سورية، والتي شهدت في حينه زيارة وزير الخارجية السابق كولن باول ونائبه ريتشارد ارميتاج الى دمشق، ولكن لم يخرج عن ذلك اي نتائج».
وختم بالقول انه لن يكون هناك سلام بين سورية واسرائيل لان الاسرائيليين يشترطون انهاء دمشق تحالفها مع طهران لاعادة هضبة الجولان، «اما السوريين، فهم بالتأكيد لن يتخلوا عما يرونه قوة عسكرية ونووية واقليمية صاعدة في ايران... طبعا لو كانت ايران تتقهقر، لكان قد يكون للسوريين موقف مختلف».
بدوره، وافق آرون ميلر، وهو من اشد الداعين الى الحوار مع سورية و«حزب الله» وحركة «حماس» ان «لا حرب بين اسرائيل وحزب الله تلوح في الافق».
لكن ميلر دعا الى الحوار مع سورية، واشار الى ان رئيس حكومة لبنان سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط زارا دمشق «على الرغم من الاشارات تدل على احتمال تورط سوري بمقتل والديهما».
واعتبر ميلر ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي احدى الزوابع المقبلة على البلاد، بالاضافة الى امكانية فشل عملية السلام «او نجاحها من دون سورية وحزب الله»، والى تضخم ترسانة هذا الحزب.
وحاولت «الراي» الوقوف على رأي مسؤولين اميركيين وباحثين للاستفسار عن انفراد كيرتزر بتحذيره من حرب اسرائيلية مقبلة ضد «حزب الله»، الامر الذي تلقفه جنبلاط في بيروت وحاول ابرازه كحقيقة واقعة، فأشار خبير رفض الافصاح عن اسمه الى انه «عندما يجري السناتور جون كيري جلسات استماع لحث الادارة على الانفتاح على سورية، فهو يستقدم اصدقاء دمشق، وفي الجلسة الاخيرة رأيناه يدعو كيرتز والباحث في مجموعة الازمات الدولية روب مالي للادلاء برأيهم».
وما مصلحة اصدقاء دمشق في اثارة بلبلة بالتحذير من حرب اسرائيلية ضد «حزب الله»، اجاب الخبير: «بالضبط كما سمعنا اليوت يقول اليوم، سورية تريد ان توحي لنفسها وللآخرين انها مفتاح الحل والربط في المنطقة، او انها مركز العالم العربي، وهو ما يدفعها الى الايعاز للبعض بالتحذير من حرب، والدعوة الى مباشرة الحديث مع سورية لتفاديها».
ويختم الخبير ممازحا: «تقرير كيرتزر جزء من الفيلم الصامت الذي اشار اليه اليوت لا اكثر».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق