| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
في اطلالتها الاخيرة في منصبها وزيرة للخارجية، قالت هيلاري كلينتون ان «الثورات العربية خلطت موازين القوى وحطمت القوى الامنية في انحاء المنطقة، ولم نكن نعلم ان مبارك والقذافي وبن علي سيرحلون» واوضحت في جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، امس، ان «عدم الاستقرار في مالي خلق منطقة آمنة للارهابيين الذين يتطلعون الى بسط نفوذهم والى تخطيط هجمات اكثر من النوع الذي شاهدناه الاسبوع الماضي في الجزائر».لكن على عكس العقد الماضي عندما كانت واشنطن تنبري لضرب مناطق «الارهابيين الآمنة» بتدخلها عسكريا، لا يبدو ان الولايات المتحدة اليوم تنوي استخدام قوتها، بل تعمل على «تحصين» بعثاتها الديبلوماسية والمنشآت التي يقيم فيها اميركيون حول العالم.
وفي هذا السياق، قالت كلينتون: «كما تعهدت لكم في رسالتي الشهر الماضي، التنفيذ بدأ على صعيد التوصيات الـ 29، وفرقنا بدأت بترجمتها الى 64 امر عمليات، وكل هذه الاوامر تم تكليفها الى مكاتب ودوائر معينة (في وزارة الخارجية)، مع جداول زمنية للتطبيق». واضافت ان «85 في المئة من هذه الاوامر تم تنفيذها، وان التنفيذ الكامل سيتم مع نهاية مارس».
الجلسة انعقدت برئاسة رئيس اللجنة الجديد السناتور الديموقراطي عن ولاية نيوجيرزي روبرت منيندز، والذي خلف جون كيري الذي سيمثل امام اللجنة، اليوم، في جلسة استماع للمصادقة على تعيينه وزيرا للخارجية خلفا لكلينتون.
واستذكرت كلينتون احداث الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي، والذي راح ضحيته السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين آخرين، وقالت انها في ذلك اليوم كانت في الوزارة تتابع وفريقها عن كثب اوضاع التظاهرات امام السفارة الاميركية في القاهرة، وانها كانت على اتصال دائم مع الرئيس باراك اوباما واعضاء «مجلس الامن القومي» ورئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي.
وتأثرت كلينتون لدى حديثها عن استقبالها التوابيت التي حملت جثث ستيفنز ورفاقه، الى جانب الرئيس الاميركي، ومحاولتها مواساة اهلهم واقاربهم.
بيد ان بعض الشيوخ من اعضاء اللجنة من الحزب الجمهوري حاولوا الهجوم على كلينتون حول ما أسموه «عدم الاستعدادات» الاميركية قبل وقوع هجوم بنغازي، وهي تهمة وجهها كبير الجمهوريين في اللجنة، والذي تسلم منصبه للمرة الاولى امس، السناتور عن ولاية تينيسي بوب كوركر.
الا ان كلينتون ردت بقوة معتبرة ان احداث العالم العربي برمتها فاجأت الجميع، وقالت: «عندما كنت هنا في جلسة الاستماع للمصادقة على تعييني وزيرة للخارجية قبل اربع سنوات، لم يكن احد يعرف ان (الرئيس المصري السابق) حسني مبارك سيرحل، وان (العقيد الليبي معمر) القذافي سيرحل، وان (الرئيس التونسي زين العابدين) بن علي سيرحل».
واضافت: «لم يتنبأ احد منا ذلك، ولم يتنبأ احد في تلك البلدان ذلك ايضا».
الوزيرة الاميركية المتقاعدة وصفت الثورات العربية بـ «الفرصة العظيمة»، ولكنها اعتبرتها تحمل «تهديدا» في الوقت نفسه للمصالح الاميركية. وقالت: «هذه الدول لا خبرة لها في الديموقراطية، وقادتها الجدد لا خبرة لهم في ادارة الدول او قوى الامن، والجهاديون ينتشرون».
وتابعت: «لقد قتلنا عددا كبيراً من قادتهم في افغانستان وباكستان، ولكن علينا ان ندرك ان هذه حركة كبيرة، ويمكن لنا ان نقتل قادة منها، ولكن قبل ان تنشأ ديموقراطيات في المنطقة، ستبقى هذه مشكلة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق