الخميس، 21 أغسطس 2014

واشنطن فشلت في إنقاذ رهائن أميركيين لدى «داعش» في سورية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أعلن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الـ(بنتاغون) ان 24 عنصرا من القوات الأميركية الخاصة هبطت في أراض تسيطر عليها قوات «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل سورية لتحرير رهائن أميركية تم تحديد مكان تواجدها بناء على تقارير استخباراتية. لكن لدى وصول الاميركيين، لم يجدوا أي رهائن، فاشتبكوا مع «داعش» وقتلوا عددا منهم، وخرجوا من موقع العملية سالمين، مع تعرض جندي واحد من القوات المساندة لجروح طفيفة بسبب اطلاقات نارية تعرض لها الأميركيون في طريقهم الى المغادرة.

ويأتي الإعلان إثر اطلالة للرئيس باراك أوباما، من مقر عطلته الصيفية في «دالية مارثا»، دان فيها قتل «داعش» للصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي انقطعت اخباره في سورية العام 2012. واتصل أوباما بوالد ووالدة فولي، وأعرب لهما عن أسفه، ووعدهما ان حكومته لن تألو جهدا لمعاقبة الفاعلين.

وقال أوباما ان «العالم روعته الجريمة الدموية بحق جيمس فولي على ايدي المجموعة الإرهابية (داعش)»، واصفا «داعش» بأنهم غزوا مدناً وقرى، وانهم «يقتلون مدنيين أبرياء غير مسلحين، ويرتكبون اعمال عنف جبانة».

وأضاف ان مقاتلي «داعش» يختطفون «نساء وأولاداً، ويعرضونهم للتعذيب والاغتصاب والعبودية، وهم قتلوا مسلمين، سنة وشيعة، بالآلاف، ويستهدفون المسيحيين والأقليات الدينية، ويخرجونهم من ديارهم، ويقتلونهم لا لسبب الا لأنهم يمارسون ديانة مختلفة، وأعلنوا نيتهم ارتكاب مذبحة بحق شعب قديم». وتابع أوباما ان «(داعش) لا يتحدث باسم أي دين، ضحاياهم في غالبهم من المسلمين، ولا ديانة تعلم ارتكاب المجازر بحق الأبرياء».

وختم الرئيس الأميركي بالقول ان الولايات المتحدة ستفعل ما عليها لحماية مواطنيها، ودعا الشعوب والحكومات في الشرق الأوسط الى المشاركة في المجهود «لاستئصال هذا السرطان حتى لا ينتشر».

وبعد ساعات من اطلالة أوباما، عقد مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع جلسة مغلقة تحدثوا فيها للصحافيين عن المجهود الذي تقوم به الولايات المتحدة لحماية مواطنيها، وفي هذا السياق جاءت عملية انقاذ رهائن أميركية لدى «داعش قبل» أسابيع.

وتحفّظ المسؤولون الأميركيون عن الادلاء بأي تفاصيل بهدف عدم كشف مصادر معلوماتهم او طرق عملهم، ولكنهم قالوا انهم يكشفون عن العملية غير الموفقة في هذا الوقت لأن الانباء حولها كانت ستظهر الى العلن عاجلا ام آجلا. وقالوا ان تحديد مكان تواجد الرهائن الأميركيين، الذين يرجح ان فولي كان منهم، تم بعد مقابلات مكثفة أجرتها الاستخبارات الأميركية مع ستة رهائن أوروبيين كان «داعش» افرج عنهم في وقت سابق.

ومن التفاصيل التي قدمها المسؤولون الأميركيون، ان العملية تمت في منطقة خارج المدن، أي غير مكتظة بالسكان، وشارك فيها 24 عنصرا من القوات الخاصة، فضلا عن وحدات عسكرية أخرى كالمروحيات والمقاتلات التي بقيت تحلق فوق مكان العملية لتقديم الدعم والاسناد اللازمين ولتأمين الانسحاب في الوقت المطلوب.

ومساء أول من أمس، أصدرت مساعدة الرئيس لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو بيانا جاء فيه ان «الرئيس اعطى الاذن للقيام بعملية انقاذ لمواطنين اميركيين كان داعش خطفهم ويحتفظ بهم عكسا لرغباتهم في سورية». وأضافت ان «الرئيس اعطى التفويض بعدما رأى تقييم فريق الأمن القومي الذي اعتبر ان الرهائن كانوا في خطر مع مرور كل يوم وهم لدى (داعش)».

وتابعت موناكو: «كان لدى حكومة الولايات المتحدة ما كنا نعتقده معلومات استخباراتية كافية، وعندما سنحت الفرصة، اعطى الرئيس تفويضا لوزارة الدفاع للتحرك بقوة لاستعادة المواطنين». وأضافت: «للأسف، تلك المهمة لم تنجح لأن الرهائن لم يكونوا هناك».

وختمت المسؤولة الأميركية بيانها بالقول ان «العملية تبقى مؤشرا لأولئك الذين يرغبون في ايذائنا ان الولايات المتحدة لن تتسامح مع خطف مواطنينا، ولن تألو جهدا لتأمين سلامتهم، ولمحاسبة خاطفيهم».

وقال المسؤولون الأميركيون ان «على مقاتلي (داعش) ان يتنبهوا الى ان هذه الحرب تختلف عن سابقاتها، وأن واشنطن ستطارد هذه المرة التنظيم فردا فردا، وستحضر الى العدالة المسؤولي عن خطف وقتل أميركيين، وستلاحق مسؤولين التنظيم في أماكنهم الآمنة وفي أسرّتهم واينما ذهبوا»، في إشارة الى ان أميركا تنوي هذه المرة استخدام قواتها الخاصة لمطاردة أعضاء «داعش» أكثر من الحروب السابقة، كما في العراق وأفغانستان، التي اعتمدت فيها على احتلال كامل.

وفي الوقت نفسه، أعلنت قيادة المنطقة الوسطى، اول من أمس، ان عدد الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلاتها ضد اهداف داعش في العراق بلغت 84، منها 14 بعد قتل «داعش» للصحافي الأميركي فولي، حسب ما اعلنت القيادة العسكرية الاميركية التي تغطي منطقتي الشرق الاوسط ووسط آسيا.

واوضحت القيادة ان الغارات التي نفذتها طائرات مطاردة واخرى من دون طيار، تركزت على محيط سد الموصل الذي استعادته القوات الكردية الاحد من التنظيم المتطرف، ودمرت «ست (عربات نقل) هامفي وثلاثة مواقع للعبوات الناسفة، وانبوب هاون وشاحنتين مسلحتين» تابعة لمسلحين المتطرفين.

واوضح المصدر ذاته ان واشنطن نفذت 84 غارة جوية في العراق منذ الثامن من اغسطس منها 51 غارة بهدف اسناد القوات العراقية قرب سد الموصل.

واضاف ان «القوات العراقية والكردية تعمل معا لتوسيع سيطرتها في المنطقة».

في غضون ذلك (وكالات)،اعلن مسؤول اميركي كبير الاربعاء ان وزارة الدفاع تنوي ارسال «نحو 300» جندي اميركي اضافي الى العراق بناء على طلب الخارجية الاميركية.

وهذه القوات الاضافية التي ستساعد في حماية المقار الديبلوماسية الاميركية ترفع الى نحو 1150 عدد الجنود والمستشارين العسكريين الاميركيين الموجودين في العراق في وقت يواجه هذا البلد خطر مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

وردا على سؤال عن طلب وزارتها قالت الناطقة باسم الخارجية ماري هارف انها ليست على اطلاع على هذه المعلومات.

وينتشر حاليا في العراق نحو 850 جنديا ومستشارا اميركيا تتمثل مهمتهم في حماية الموظفين والمباني الديبلوماسية الاميركية واسناد الجيش العراقي والقوات الكردية ضد المتطرفين الاسلاميين الذين نفذوا هجوما كاسحا في العراق منذ بداية يونيو.

وعلاوة على ذلك شن سلاح الجو الاميركي 84 غارة جوية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف منذ الثامن من اغسطس في شمال العراق هدف معظمها الى حماية سد الموصل الاستراتيجي اكبر سدود العراق.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008