• كان نصحهم بعدم إعدام الرهائن الغربيين وإلصاق لافتة
على صدورهم تقول:
لا تتدخلوا في هذه الحرب
فهي ليست من شأنكم
• لو فعل «داعش» ذلك
لجعل من مهمة الحكومات الغربية
أصعب في إقناع الرأي العام بالذهاب إلى حرب
• لو تجرّأ الأسد على إطلاق النار
على طائراتنا فسآمر بمسح
سلاح الجو السوري
ودفاعاته عن بكرة أبيها
على صدورهم تقول:
لا تتدخلوا في هذه الحرب
فهي ليست من شأنكم
• لو فعل «داعش» ذلك
لجعل من مهمة الحكومات الغربية
أصعب في إقناع الرأي العام بالذهاب إلى حرب
• لو تجرّأ الأسد على إطلاق النار
على طائراتنا فسآمر بمسح
سلاح الجو السوري
ودفاعاته عن بكرة أبيها
| واشنطن – من حسين عبدالحسين |
قال أحد رؤساء مراكز الأبحاث الأميركية انه سأل الرئيس باراك أوباما عما سيكون عليه الوضع لو أمر الرئيس السوري بشار الأسد قواته بإطلاق النار باتجاه المقاتلات الأميركية التي تغير على أهداف «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، فأجاب أوباما انه لو تجرأ الأسد على ذلك، فانه سيأمر القوات الأميركية بمسح سلاح الجو السوري ودفاعاته عن بكرة ابيه، ما من شأنه ان يؤدي الى الإطاحة بالأسد.
كلام الرئيس الأميركي جاء اثناء واحدة من جلستين عقدهما الأسبوع الماضي قبل الادلاء بخطابه الى الشعب الأميركي واحدة مع رؤساء مراكز الأبحاث وأخرى مع صحافيين اميركيين.
ومع ان الإجابة هي بمثابة تهديد الى الأسد وقواته بوجوب عدم التفكير في مواجهة المقاتلات الأميركية، الا انها تشي كذلك برؤية الرئيس الأميركي للشأن السوري، وتظهر وكأنه لطالما اعتقد ان توجيه ضربة جوية للأسد ستكون بمثابة الضربة القاضية التي تسمح للثوار بحسم المواجهة العسكرية معه.
وقد يكون هذا الاعتقاد الأميركي هو السبب الذي دفع وزير الخارجية جون كيري، اثناء حشده التأييد للضربة ضد قوات الأسد في سبتمبر الماضي على إثر المجزرة الكيماوية في غوطة دمشق الشرقية في أغسطس، على القول في حينه ان الضربة كانت ستكون صغيرة جدا ومحدودة بشكل كبير.
وهو ما يعني أيضا ان التصريحات التي دأب على اطلاقها رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، والقائلة ان دفاعات الأسد الجوية تتمتع بإمكانات كبيرة، وان شن غارات لحماية مناطق الثوار الحدودية من دون تدمير هذه الدفاعات أمر متعذر، وأن تدميرها يتطلب عملية جوية واسعة ومشوبة بالمخاطر، هي تصريحات خاطئة، ام أن واشنطن تعول على عقلانية الأسد وعلى عدم محاولته مواجهة المقاتلات الأميركية، خصوصا في غياب تام للتنسيق بين الجانبين، حسبما يصر المسؤولون الاميركيون، يتصدرهم أوباما.
اليوم، يلتزم ديمبسي الصمت وقد ترك رئيسه أوباما وحده ليقنع الأميركيين بالانقلاب الجذري في مواقفه وبقراره تسليح من الثوار، الذين اعتبرهم مقاتلين هواة قبل اقل من أسبوعين، وتحويلهم الى قوة عسكرية يمكنها الإطاحة بـ «داعش»، وإبقاء قوات الأسد بعيدة عن المناطق المحررة.
وحتى يقنع أوباما الاميركيين بانقلاب رأيه، جمع أصحاب النفوذ في الرأي العام من بينهم، وعقد معهم جلسة مصارحة «على الخلفية»، أي من دون ان يتمكن أي من الحاضرين نشر تصريحاته او نسبها اليه.
ويقول عدد من الحاضرين ممن تحدثت إليهم «الراي» ان الرئيس الأميركي واجه أسئلة حادة ومعقدة، ورفض الادلاء بأي تكهنات، مثلا رفض الإجابة عن سؤال حول خطوته التالية في حال لم تصل الاستراتيجية التي أعلنها الى النتائج المرجوة.
وقال أحد الحاضرين انه كون انطباعا ان أوباما لا يعتقد ان الحسم ضد «داعش» سيكون في العامين المتبقيين من رئاسته، وأن هذه المشكلة سيرثها الرئيس الأميركي القادم، مثلما ورث هو حرب الرئيس السابق جورج بوش على الإرهاب وأنفق أكثر من ست سنوات من ولايتيه في ادارتها وفي تصفية زعماء التنظيم وفي طليعتهم أسامة بن لادن.
ومن القصص المتواترة من الجلستين ان الرئيس الأميركي قال انه لو كان مستشارا يعمل لدى «داعش»، لقدم لهم نصيحة مفادها ضرورة عدم اعدام الرهائن الغربيين الذين بحوزتهم، بل إلصاق لافتة على صدورهم تتوجه الى الغرب بالقول «لا تتدخلوا في هذه الحرب هنا فهي ليست من شأنكم»، واطلاق سراحهم. لو فعلت «داعش» ذلك، يعتقد أوباما، لجعلت من مهمة الحكومات الغربية في اقناع الرأي العام لديها بالذهاب الى حرب ضد داعش أصعب بكثير. لكن مع اعدام رهينتين اميركيتين وواحد بريطاني، حركت «داعش» الرأي العام الأميركي ضدها، وصارت استطلاعات الرأي تظهر ان أكثر من 90 في المئة من الاميركيين يؤيدون شن بلادهم غارات جوية ضد التنظيم.
وفي روايات أخرى متواترة ان أوباما رفض الخوض في الحديث عن علاقة بلاده مع إيران او عن مجرى المفاوضات النووية معها، معتبرا انه لا يمكنه الإفصاح عن محادثات مازالت سرية، وأنه لن يدلي بموقف من شأنه ان يعرقلها، وان أي عرقلة للتسوية سيأتي من طهران وسيجعلها تبدو في موقف أصعب في عيون المجتمع الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق