واشنطن - من حسين عبدالحسين
نقل نائب المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مايك موريل عن قائد فريق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق الأميركي تشارلز دولفر قوله إن صدام حسين لم يصدق أن الولايات المتحدة ستعترض على اجتياحه الكويت في العام 1990.
وقال موريل في كتابه الصادر أمس، بعنوان «الحرب الكبرى في عصرنا» إن «دولفر أبلغني أن صدام قال له إنه لم يصدق أن الولايات المتحدة ستعترض على اجتياحه الكويت».
وحسب الكتاب، فإن صدام قال لدولفر: «اسمع، إذا كنتم في أميركا لا تريدونني أن أدخل الكويت، فلماذا لم تقولوا لي إنكم ستنشرون 500 ألف جندي، 6 مجموعات حاملات طائرات، 1400 مقاتلة وتحالفاً من 32 دولة؟». وأضاف: «انا لست مجنوناً، لو قلتم لي ببساطة، ما كنت لأدخل الكويت».
ومما نقله موريل عن دولفر، اعتقاد الأخير أن صدام أراد أن يحافظ على مظهره وكأن بحوزته أسلحة دمار شامل بهدف ردع عدوه الأول، أي إيران.
وكتب موريل ان «دولفر وجد أن صدام كان يعتقد أن الاستخبارات الأميركية جيدة كفاية لتعرف حقيقة الأمر (أي انه لا يملك أسلحة دمار شامل)، ما يعني أن الولايات المتحدة كانت ستقلص من العقوبات عليه، والاهم من ذلك، لن تهاجمه». وتابع: «حتى صدام كان لديه ثقة زائدة بقدرات الاستخبارات الأميركية».
وذكر موريل أن صدام «افترض أن الولايات المتحدة ذكية بما فيه الكفاية لتعرف ما الذي (تقوله) وتفعله، وافترض أنه لم يكن لدينا مشكلة في أن يجتاح هو الكويت، وتلك كانت حسابات خاطئة من ناحيته».
وأردف: «كل ذلك يظهر أن صدام أخطأ في حساباته معنا، ونحن أخطأنا في حساباتنا معه، وتلك كانت وصفة أخذتنا الى الحرب معه، وأدت الى خسارته حكمه».
ونقل موريل قصة أخرى عن صدام أثناء اعتقاله لدى الاميركيين في العراق، وقال إن صدام كان حليق الذقن وأصابه عارض صحي، فتم نقله الى عيادة تابعة للجيش الأميركي، وهناك التقى ممرضة أميركية، فغازلها، فلم تبد الممرضة اهتماماً به ولا بمغازلته.
وفي طريق عودته من العيادة الى المعتقل، سأل صدام مرافقه الأميركي الذي كان مسؤولاً عن التحقيق معه عن سبب رفض الممرضة الأميركية الالتفات صوبه، فأجابه المحقّق ان الممرضات الاميركيات يحببن الرجال من أصحاب اللحى. ويقول موريل انه منذ ذلك اليوم، أطلق صدام لحيته.
ولم يسمّ موريل المحقّق، لكنّ كاتباً آخر اسمه رونالد كسلر، نشر في العام 2008 كتابا تضمّن فصلاً بقلم المحقق المذكور عن تجربته مع صدام، وهو أميركي من أصل لبناني، يعمل مع «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (إف بي آي)، واسمه جورج بيرو. وبيرو نفسه نقل عن صدام، بعد التحقيقات معه، أن صدام لم يكن بحوزته أسلحة دمار شامل، وإنما آثر إعطاء انطباعاً معاكساً بهدف إخافة إيران.
وعن صدام والممرضة، يتابع موريل انه بعد أسابيع، دخل صدام المحكمة بلحية كثّة دفعت المعلّقين الصحافيين الى التساؤل حول سبب إطلاقها، وأطل محلل سابق في «سي آي أي»، عبر الاعلام، ليقول ان صدام كان يحاول استمالة الإسلاميين من بين القضاة، فيما «السبب الحقيقي الذي كان خافياً عن الجمهور هو ان صدام كان يسعى لنيل قلب الممرضة الأميركية، وذلك كان مثالاً آخر، وإن فكاهياً، حول خطأ صدام في قراءته للأميركيين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق