واشنطن - من حسين عبدالحسين
في قمة كامب ديفيد، التي اختتمت أعمالها أمس، فاجأ ضيوف الرئيس باراك أوباما الخليجيون بتقديمهم عدداً من المطالب وإثارتهم بعض الأمور التي لم يتحسب لها الفريق الأميركي، فبدا مربكاً، حسب مصادر خليجية وأميركية مطلعة على مسار أعمال القمة. (تفاصيل ص25)
وكان الرئيس الأميركي استضاف سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في البيت الأبيض، مساء أول من أمس، وعقد أمس ثلاث جلسات مع ضيوفه الخليجيين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي. وتخلل الجلسات غداء عمل، اما أبرز المواضيع التي أثارها الضيوف الخليجيون فكانت مطالبة أحد الوفود الولايات المتحدة «بتزويد مجلس التعاون برنامجاً نووياً شبيهاً بالبرنامج الإيراني»، وهو مطلب أكدته وسائل إعلام أميركية، وفي طليعتها صحيفة «نيويورك تايمز».
وتوجه رئيس أحد الوفود الخليجية الى أوباما بالقول: «إذا كان مشروع إيران النووي سلمياً ولا يهدد أمن المنطقة والعالم، فلا نرى مشكلة في أن يكون لدينا في الخليج برنامج نووي مشابه للأبحاث الطبية وتوليد الطاقة».
وتلعثم أوباما في الإجابة، فطلب من وزير الطاقة ارنست مونيز تكرار شرح الشؤون التقنية التي تم ادراجها في التفاهم مع الإيرانيين في لوزان.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن القائد الخليجي الذي رفض ذكر اسمه حتى يعرض موقفه على الرئيس أوباما مباشرة: «نحن لا يمكننا أن نجلس وألا يكون لنا أي دور بينما يتم السماح لإيران بالاحتفاظ بقدرتها (النووية) وبأن تحشد أبحاثها».
القائد نفسه كشف أن دول مجلس التعاون الخليجي تناقشت في ما بينها حول فكرة أن يكون لها برنامج نووي جماعي خاص بها، بحيث يتم تسويقه، مثلما تفعل إيران، باعتباره جهداً سلمياً يهدف إلى إنتاج الطاقة.
ومن العثرات الأخرى للرئيس الأميركي أن الوفود الزائرة سألته عن التقارير البريطانية حول محاولة طهران شراء تقنيات نووية محظورة عليها بموجب الاتفاقية الموقتة الموقعة معها في جنيف في 23 نوفمبر 2013. كما سألت الوفود الخليجية الرئيس الأميركي عن تقرير يفيد أن الحكومة التشيكية أوقفت ابتياع طهران لتقنية نووية محظورة.
وافادت التقارير المتواترة من لقاء أوباما مع الوفود الخليجية انها اشارت الى المثال السوري، موضحة ان الاتفاقية مع الحكومة السورية لقيام الأخيرة بتسليم ترسانتها الكيماوية لم تؤد الغرض المطلوب منها، وأن التقارير الدولية من داخل سورية تشير الى أن النظام السوري ما زال يحتفظ بمخزون كيماوي رغم صدور قرار في مجلس الأمن ينص على ضرورة نزع الترسانة الكيماوية السورية، ورغم توقيع دمشق على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيماوية ودخولها في المنظمة الدولية المختصة.
وبسبب تعثر أوباما الواضح في قمة كامب ديفيد، أجمع الاعلام الأميركي على أن أسبوع الرئيس الاميركي «لم يكن موفقاً» بسبب غياب بعض القادة الخليجيين عن القمة، وبسبب سقوط مشروع قانون كان يراهن عليه في مجلس الشيوخ لاتمام «اتفاقية الشراكة عبر الهادئ» التي تخول أميركا الدخول في اتفاقية سوق حر مع 11 دولة من اميركا وأستراليا وشرق وجنوب آسيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق