الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

كلينتون تفوّقت على ترامب في أولى المناظرات الثلاث

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

باستثناء إجبارها على الاعتراف بخطأ استخدامها «ايميلا» شخصيا اثناء عملها وزيرة للخارجية، حققت المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون انتصارا محققا على منافسها الجمهوري دونالد ترامب في اولى المناظرات الرئاسية الثلاث.

وطيلة 90 دقيقة تواجه المرشحان، في جامعة هوفسترا في مدينة همستيد في ولاية لونغ ايلاند، على رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والامن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع مثل التصريح الضريبي لترامب او الرسائل الالكترونية لكلينتون.

وبدت كلينتون مستعدة للمناظرة ومتماسكة في ادائها، فيما بدا منافسها عصبيا وغير قادر على تقديم افكاره في شكل واضح. ولفت الخبراء الى ان ترامب قاطع كلينتون 28 مرة على مدى 120 دقيقة، فيما قاطعته هي خمس مرات فقط، في دلالة على توتره وهدوئها.

وبلغت خسائر ترامب ذروتها بعدما انكر تصريحات علنية له كان ايد فيها حرب العراق، فما كان من المحاور الا ان أكد له ان تصريحاته المؤيدة للحرب مسجلة وموجودة، لكن ترامب استمر بالانكار، فبدا مرتبكا، وراح يستعرض اسماء شهود قال انه ابلغهم معارضته الحرب في جلسات خاصة.

وحول السياسة الخارجية، قالت كلينتون ان التحالف مع المسلمين لالحاق الهزيمة بتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) هو الخطوة المطلوبة، وهاجمت ترامب لهجماته ضد «المسلمين في الخارج، والمسلمين في الداخل» وفي كل مكان، فرد ترامب ان اميركا متحالفة مع المسلمين منذ عقود، والنتيجة هي الفوضى التي يعيشها العالم.

وعندما حاول ترامب تقديم الافكار التي روج لها على مدى العام الماضي، لناحية الانسحاب من «تحالف الاطلسي» وكسر التحالفات مع اصدقاء اميركا، مثل المملكة العربية السعودية، ان لم تقم الاخيرة بتسديد اموال ثمن الحماية الامنية التي تقدمها لها واشنطن، اظهرته كلينتون في موقف الغافل الذي لا يعرف ان الاطلسي شارك في «الحرب على الارهاب» في افغانستان عملا بالمادة الخامسة من ميثاقه، التي تعتبر ان الاعتداء على اي دولة عضو هو بمثابة اعتداء على كل التحالف.

وتحدثت كلينتون عن ضرورة دعم حلفاء اميركا من الكرد والعرب للقضاء على «داعش»، ولم تأت على ذكر تركيا. وتحدثت عن ضرورة استعادة الرقة في سورية والقضاء على التنظيم في العراق، لكنها لم تتطرق الى الحرب السورية المندلعة منذ العام 2011 او مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وفور الخوض في محور الامن الداخلي، سارعت كلينتون الى اعتبار الامن المعلوماتي في صدارة اهتماماتها، وقالت انه يحب وقف «التهكير» الذي تقوم به دول مثل روسيا، وذكّرت ترامب انه كان دعا روسيا علنا الى «تهكير» المزيد من حسابات الاميركيين الالكترونية.

ويعتقد الخبراء ان اكثر من 100 مليون اميركي شاهدوا المناظرة، وهو رقم قياسي.

وفور انتهاء الجلسة، قال ابرز المتخصصين في احصاءات الرأي نيات سيلفر، انه بسبب ادائها القوي، ارتفعت حظوظ كلينتون في الوصول الى الرئاسة في الانتخابات المقررة في 8 نوفمبر المقبل من 63 الى 65 في المئة. واوضح سيلفر ان انطباعه «غير الموضوعي هو ان بعد المناظرة، اصبحت كلينتون قابلة اكثر لتصبح رئيسة، فيما اصبح ترامب اقل قابلية ليصبح رئيسا».

وكانت كلينتون افتتحت الحوار بتقديمها البرنامج الاقتصادي المعروف للديموقراطيين، والقاضي برفع الضرائب على الاغنياء وتوسيع برامج الدعم الاجتماعي، واتهمت ترامب بتقديمه خطة اقتصادية تكبد الاقتصاد 3.5 مليار دولار من الدين الاضافي وتؤدي الى خسارة 10 ملايين وظيفة. كما اتهمته بنيته تخفيض الضريبة على الاغنياء بشكل يناسبه.

وعرجت كلينتون على الشؤون الشخصية، وهاجمت ترامب لعدم كشفه بياناته الضريبية، معتبرة ان كل المرشحين كشفوا بيانتهم على مدى الاعوام الاربعين الماضية. وقالت كلينتون ان الاسباب خلف عدم كشف ترامب عن بياناته قد تكون اما انه لا يجني الاموال التي يدعي انه يجنيها، او انه لا يقدم التبرعات الخيرية التي يتباهى بتقديمها، او انه لا يسدد ضريبة دخل للحكومة الفيديرالية. وعندما حاول ترامب اتهام كلينتون ان خطتها سترفع من الدين العام، ردت: «سيرتفع الدين ان لم تدفع انت ضرائب دخلك الفيديرالية».

واتهم ترامب كلينتون بأنها تفتقد القوة البدنية المطلوبة للعب دور رئيسة، فردت وزيرة الخارجية السابقة بالقول: «عندما تسافر الى 112 دولة، وتساهم في صناعة اتفاقيات والافراج عن رهائن، وعندما تجلس امام الكونغرس في جلسة استماع طولها 11 ساعة من دون توقف، ساعتذاك اخبرني عن القوة البدنية».

وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية بالتعاون مع مؤسسة أبحاث الرأي «أو آر سي» بين الناخبين الأميركيين الذين شاهدوا المناظرة الرئاسية، أن هيلاري فازت بهذه المناظرة بنسبة 62 في المئة في مقابل 27 في المئة فقط اعتقدوا أن ترامب كان الفائز.

ووفقا للشبكة، فإن الناخبين ممن شاهدوا المناظرة قالوا إن كلينتون عبرت عن رأيها بوضوح أكثر من ترامب، وكان إدراكها للقضايا التي نُوقشت خلال المناظرة أفضل بفارق كبير، واعتبر البعض أن كلينتون نجحت في شكل أفضل من ترامب في معالجة وتناول مخاوف الناخبين حول رئاستها المحتملة.

وقال 47 في المئة من الناخبين إن المناظرة لن تؤثر في شكل كبير على خطط اختيارهم للتصويت.

ومن بين الذين يقولون إن المناظرة غيرت رأيهم، بلغت نسبة الذين أصبحوا يميلون إلى كفة كلينتون 34 في المئة، في حين بلغت نسبة الذين انتقلوا إلى كفة ترامب 18 في المئة.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008