| نيويورك - «الراي» |
شكك باحثون بارزون في واشنطن في جدوى الدعوة الى الحوار في سورية التي اطلقها رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب ودعمتها الامم المتحدة التي كرر امينها العام بان كي مون هذا الموقف في ندوة حوارية عقدها «مجلس العلاقات الخارجية» اول من امس.
وقال كبير الباحثين في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» طوني بدران في تصريح لـ «الراي» على هامش الندوة ان «من المتوقع ان يدعو بان كي مون الى الحوار، فهذه وظيفته، لكن السؤال يتعلق بالاحتمالات الواقعية لنجاح الحوار وبرغبة كل من الطرفين للخوض فيه».
واضاف بدران: «نحن لا نعرف بالضبط ما دوافع الخطيب للمبادرة الى الحوار، ولكننا نعرف موقف النظام من هذه الدعوة، خصوصا بعدما قام باحراق بيت الخطيب في دمشق، ورفض اطلاق سراح السجناء السياسيين».
ورجح بدران ان يكون سبب رفض النظام هو اصراره على الحوار بشروطه، و«اعتبار (الرئيس السوري بشار) الاسد ان الخطيب هو دمية، وان الاسد يريد حوار من يعتبرهم اسياد الخطيب».
وقال انه «يمكن للأسد الانتقاص من دعوة الخطيب بارساله مسؤولين من الدرجة الثانية في النظام»، مضيفا ان «الخطيب يقول ان مبادرته هي لرحيل الاسد، ولكن من يعتقد انه بعد عامين على الجرائم الدموية سيقوم الاسد بتوضيب اغراضه والرحيل، فهذا ضرب من الخيال».
بدوره، اعتبر البروفسور السوري في جامعة اوهايو عمر العظم ان «المعارضة قالت نعم للحوار، لكنه سيكون حوارا على رحيل الاسد وعلى مرحلة مابعد الاسد، وليس على اطالة عمر نظامه وبقائه واشراكه في الحكم، وهذا يختلف عن شرط رحيله قبل بدء الحوار».
وقال العظم لـ «الراي» ان غالبية السوريين «يفضلون الحل السياسي على الحسم العسكري لأن الحسم يعني هزيمة طرف، ويؤدي الى ردة فعل في المستقبل وانتقام المهزوم، ما يعني الدخول في حلقة مفرغة من العنف».
واوضح العظم: «لذا المخرج هو حل سياسي، وهذا يحتاج الى جهوزية الطرفين، والنظام غير جاهز لان من وجهة نظره لا يرى نفسه مهزوما، ويعتقد ان لديه ترسانة من السلاح لم يستخدمها بعد، ولديه دعم روسيا وايران والصين، وهو لم يخسر السيطرة بالكامل على واي مدينة حتى الآن».
وكان بان كي مون قد اعتبر ان لا «حل عسكريا في سورية»، داعيا «الطرفين الى التوقف عن القتال من دون شروط»، والى «تغليب الديبلوماسية والحوار على الوسائل العسكرية». كما دعا «دول العالم الى عدم تزويد اي من الطرفين بالسلاح»، واعتبر ان «لدى السوريين حاليا نافذة امل صغيرة للبدء بالحوار».
وقال بان كي مون في الندوة التي ادارتها الاعلامية كريستيان امانبور، انه توقف عن عد الايام والساعات في سورية، بل صار يقيسها بعدد الضحايا الذي يتزايد يوميا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق