| نيويورك، واشنطن - من حسين عبد الحسين |
في تصريح حمل دلالات متعددة في توقيته ومضمونه، استبق وزير الخارجية جون كيري لقاءه مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا في نيويورك، اول من امس، بالقول ان في سورية «حلا سياسيا فقط، وهذا الحل يتطلب قادة بمقدورهم ان يأتوا الى طاولة» المفاوضات.
كلام كيري جاء على اثر لقاء عقده مع امين عام الامم المتحدة بان كي مون في مقر الجمعية في نيويورك. وقال الوزير الاميركي للصحافيين انه أكد لنظيره الروسي سيرغي لافروف، في آخر حديث بينهما، ان ادارة الرئيس باراك اوباما مازالت ملتزمة مؤتمر السلام الذي «تأخر عقده». وقال كيري: «سوف نحاول اقصى المستطاع عقد المؤتمر في اسرع ما يمكن».
وبعد لقاء بان، التقى كيري وفد المعارضة السورية، برئاسة الجربا، الذي يزور الولايات المتحدة. ولم يرشح الكثير من التفاصيل حول ما دار في اللقاء الا ان مصادر مطلعة قالت لـ «الراي» ان كيري حث الوفد السوري على «توحيد الصفوف» في اسرع ما يمكن وتشكيل وفد تمثيلي للذهاب الى مؤتمر جنيف. كذلك شدد كيري على التزام «الولايات المتحدة دعم سورية في محنتها حتى التوصل الى حل للأزمة».
الوفد السوري بدوره قال للوزير الاميركي انه «يرى صعوبة في الذهاب الى مؤتمر في جنيف في وقت يقتل النظام 100 الى 150 مدنيا سوريا كل يوم». وشدد على رفضه «الحوار مع بشار الاسد او مع من ارتكبوا جرائم حرب».
وشرح الوفد لمضيفه «صعوبة الاوضاع» العسكرية والانسانية في سورية. وقال اعضاء الوفد ان الثوار السوريين بحاجة ماسة للسلاح، وانهم لم يروا «من واشنطن الا الوعود في هذا الاطار». كذلك، اكد الوفد ان غالبية مقاتلي المعارضة منضبطون الى حد كبير، ومنضوون تحت لواء المجلس العسكري الاعلى برئاسة اللواء سليم ادريس، الذي يتمتع اصلا بعلاقة جيدة مع كيري.
وعلى اثر الاجتماع، اصدر الوفد السوري بيانا جاء فيه ان «الوضع في سورية يبعث على اليأس»، وان «التزام الولايات المتحدة المساعدة العسكرية للمجلس العسكري الاعلى اساسية، ولكن عليها ان تتحقق بشكل سريع، وبطريقة تسمح لنا بالدفاع عن انفسنا وحماية المدنيين».
واضاف البيان ان «حرماننا حق الدفاع عن النفس قد يعني نجاة النظام وبقاءه على قيد الحياة، (اذ ذاك) سيتم اعدام الالاف وسيستمر القمع الى ما لا نهاية».
ومع ان ادريس كان مقررا ان يحضر اجتماعا غير رسمي لمجلس الامن، امس، يتحدث فيه عن الاوضاع في سورية، الا ان الاجتماع تم الغاؤه لأسباب ظلت غير معروفة، على الرغم من تكهنات مفادها أن المعارضة الروسية لحضور سليم الاجتماع قد تكون هي التي نسفته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق