| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
يتناوب الخبراء والباحثون الاميركيون على التشكيك بخطة الرئيس باراك أوباما القاضية بتدريب وتسليح قوات حليفة للولايات المتحدة في العراق وسورية، ويتهمون الادارة بالسذاجة، ويصرون على القول ان مصير الحملة الحالية الفشل، ويدعون الى التسريع في عمليتي التدريب والتسليح، والى نشر مستشارين عسكريين اميركيين على الخطوط الامامية للجبهة بدلا من بقائهم في المقرات القيادية البعيدة عنها، والى زيادة عدد الطلعات الجوية بشكل كبير.
ويلخص كبير الباحثين في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى» جيفري وايت الخطة الاميركية بالقول انها تقضي بتجنيد مقاتلين من مخيمات اللاجئين السوريين، وتدريبهم تدريبا خفيفا في السعودية او الاردن، وتأسيس قوة من خمسة الاف مقاتل تشارك اولى طلائعها في المعارك بعد ستة اشهر من اليوم في مهمات دفاعية بحتة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في وجه هجمات تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، ثم توسيع القوة باضافة قوات هجومية بعد ثمانية عشر شهرا.
ويقول وايت ان مجموعة من المشاكل تشوب التصور الحالي، فجدول الاوقات المقترحة لا يتناسب وتطور الاوضاع على الارض في سورية، اذ يتكبد الثوار خسائر في وجه هجمات قوات الرئيس السوري بشار الاسد و«داعش». ويضيف ان من غير الواقعية كذلك الاعتقاد انه يمكن حصر الثوار بمهمات دفاعية فقط، فطبيعة المعارك في سورية مبنية على الكر والفر بين الاطراف المتنازعة، وغالبا ما تجد مجموعة نفسها مضطرة للقيام بهجمات لاستعادة مواقع استراتيجية او فتح طرق تموين.
ويتابع الخبير الاميركي انه في غياب قوات اميركية تستعيد اراضي من «داعش»، وبحصر مقدرة الثوار السوريين على الدفاع، يصبح طرد «داعش» من المساحات التي تستولي عليها امرا متعذرا. كما ينتقد وايت تواضع العدد المقترح في سورية، ويعتبر ان لدى «داعش» 15 الى 20 الف مقاتل هناك، ترفدهم بقوات محلية، ما يعني ان الثوار سيضطرون اما الى الدفاع عن اراضيهم بعدد قليل قابل للهزيمة، او انهم سيركزون دفاعهم عن مناطق دون اخرى.
ويقول وايت: «لا يجب حصر هذه القوات بمهام دفاعية، بل يجب حثها على الهجوم ضد داعش وضد نظام الأسد كذلك»، معتبرا انه سيكون هناك انتصارات لهذه القوات وهزائم، مضيفا انه يجب توقع المشاكل التي تأتي عادة مع القوات المسلحة غير النظامية، مثل «النشاطات الاجرامية، وتجاوز لقوانين الحرب»، وما شابه.
وفي السياق نفسه، كتب المدير التنفيذي لمركز ابحاث «مبادرة السياسة الخارجية» كريستوفر غريفين عن الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها في الحرب ضد «داعش»، فقال انه في وقت بلغ معدل الطلعات الجوية في الحرب في العام 2001 ضد «طالبان» 69 يوميا، وفي وقت بلغ معدل الطلعات في العام 1999 في كوسوفو 138، بلغ معدل الطلعات الجوية الاميركية ضد «داعش» على مدى الشهرين الماضيين سبعا في اليوم فقط.
ودعا غريفين الادارة الى زيادة عدد طلعاتها الجوية، والى نشر قوات اميركية متقدمة تساهم في صياغة الخطط العسكرية للمقاتلين الحلفاء وتزود المقاتلات الاميركية بأهداف اكثر دقة واكثر اهمية. كما دعا الى الاسراع بتزويد المقاتلين الحلفاء بالسلاح، ونقل عن مسؤولين في حكومة كردستان قولهم ان الولايات المتحدة زودت مقاتلي البيشمركة الكرد، حتى الآن، «بأقل من 100 قذيفة هاون وببضع مئات قذائف آر بي جي». واضاف ان البيشمركة تفتقر الى العتاد الاساسي الذي تحتاجه اي قوة مقاتلة، «فأقل من خمسة في المئة منهم لديهم خوذات واقية من الرصاص».
وانتقد الخبير الاميركي القوات الامنية العراقية، وقال انها تعتمد على مستشارين ايرانيين وعلى الميليشيات الشيعية، كما انتقد قيام رئيس حكومة العراق حيدر العبادي بتعيين «سياسي معاد للسنة في منصب وزير داخلية»، واصفا التعيين «بالخطوة الخطيرة التي تصب في خانة الدعاية التي يستفيد منها داعش».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» انتقدت في افتتاحية لاقت رواجا واسعا سياسة أوباما في سورية والعراق، واعتبرت ان أوباما يسمح لقوات الأسد بالقضاء على الثوار انفسهم الذين تنوي واشنطن الاستعانة بهم للقضاء على «داعش».
وتأتي هذه الآراء في وقت يواجه الرئيس الاميركي حملة واسعة من الحزب الجمهوري تتهمه بالتردد والتقاعس والتفريط بمصالح اميركا في الشرق الاوسط. ويتهم الجمهوريون أوباما بالتودد الى ايران اكثرمن اللزوم، وبالمراهنة على التوصل الى اتفاق نووي معها كسبيل وحيد للتوصل الى حل للنزاعات في سورية والعراق والقضاء كليا على «داعش». أما في حال فشلت محاولات واشنطن في التوصل على حل عبر ايران او في خلق قوتين سورية وعراقية قادرتين على مواجهة «داعش»، فيبدو ان الرئيس الاميركي يراهن على انه سيكون اصبح خارج الحكم في غضون سنتين، عندذاك تصبح أزمتا سورية والعراق مشكلة الرئيس الذي سيخلفه.
واعلنت القيادة المركزية الأميركية أن القوات الأميركية شنت ست ضربات جوية في العراق ثلاث منها قرب الفلوجة وثلاث قرب سنجار ودمرت عدة وحدات صغيرة وعربتين للدولة الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق