واشنطن - من حسين عبدالحسين
خرج السناتور الكسندر لامار، رئيس لجنة الصحة والتربية في مجلس الشيوخ، عن الصمت الذي يلتزمه الجمهوريون تجاه الرئيس الأميركي، وتوجه إليه بطلب ارتداء كمامة، لا لأن دونالد ترامب - الذي يحيطه فريق يخضع لفحوصات كشف عن فيروس كورونا المستجد يومياً - معرض لمخاطر العدوى بالفيروس، بل لأن الرئيس قدوة لعدد كبير من الأميركيين، الذين يمتنعون عن ارتداء كمامة، وهو ما أدى لارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات الجديدة في 30 من الولايات الـ 50، معظمها تسكنها غالبية من الجمهوريين ويحكمها حكّام جمهوريون، فيما نجحت 16 ولاية، ذات غالبية سكانية ديموقراطية، في وقف انتشار الوباء وتقليص عدد الحالات الجديدة.
وقال لامار، في افتتاح جلسة استماع شارك فيها كبار مسؤولي الصحة في الحكومة الفيديرالية، إنه يشعر بالأسف لأن موضوع الكمامة صار جزءاً من الانقسام الحزبي والسياسي، وهو تصريح مبطن استهدف ترامب، إذ إن الديموقراطيين يلتزمون توصيات مسؤولي الصحة بارتداء كمامات للوقاية، فيما يمتنع الجمهوريون عن ذلك، غالباً بسبب تصرفات ترامب وربطه بين الشجاعة والقوة ورفض ارتداء كمامة.
في الجلسة، أعرب رئيس قسم الأمراض المعدية في مركز مكافحة الأوبئة أنتوني فاوتشي عن قلقه من التزايد الهائل في عدد الإصابات يومياً. ولم يستبعد أن يصل العدد اليومي إلى مئة ألف، ما لم يتغير مجرى الأمور.
وبدا أن فاوتشي، ومعه رئيس مركز مكافحة الأوبئة روبرت ردفيلد، يعتقدان أن المشكلة الرئيسية خلف انتشار الوباء في بعض الولايات يرتبط بالثقافة العامة لدى شريحة واسعة من الأميركيين ترفض تبني توصيات مكافحة الوباء، لناحية ارتداء كمامات واقية، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وهي ثقافة ناجمة عن قيام جمهوريين، بقيادة ترامب، بالاستخفاف بالوباء، وبتصوير إجراءات مكافحته على أنها «استبداد حكومي» وفرض قيود على الحريات الفردية.
وقال فاوتشي إن الجسم الطبي العالمي ما زال قاصراً عن معرفة طول مدة المناعة، التي قد تتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات، «وحده الوقت كفيل بكشف ذلك»، حسب قوله.
وأشار إلى أن المدراس ستعاود فتح أبوابها مطلع سبتمبر المقبل، لأن الأضرار على الصحة العقلية وعلى تعليم الأولاد لم يعد ممكناً احتمالها.
بدوره، قال ردفيلد: «لدينا أدوات قوية بحوزتنا لمواجهة الوباء، بما في ذلك الابتعاد الاجتماعي، وارتداء كمامات الوجه في الأماكن العامة، والحرص على غسل اليدين بشكل متكرر».
وعاودت الحصيلة اليوميّة لضحايا الفيروس الارتفاع، إذ سجّلت الولايات المتّحدة 1199 وفاةً إضافيّة خلال 24 ساعة.
وبذلك، ترتفع إلى أكثر من 130 ألف وفاة حصيلة ضحايا الوباء في البلد الأكثر تضرّراً من «كوفيد - 19»، سواء على صعيد الإصابات أو على صعيد الوفيات.
كما سُجّلت 42،528 إصابة جديدة (الإجمالي 2.73 مليون، شفي منهم نحو 1.145 مليون).
وأعرب ترامب عن «غضب متزايد» حيال الصين، في ضوء الخسائر الفادحة التي تُخلّفها الجائحة. وكتب على «تويتر»، الثلاثاء: «عندما أرى الجائحة تكشف وجهها المروّع حول العالم، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالولايات المتحدة، أُصبح غاضباً أكثر فأكثر حيال الصين».
إلى ذلك، شكل مطلع يوليو، نهاية برنامج دعم العاطلين عن العمل مالياً. وكان كل أميركي يمكنه إثبات أنه لا يعمل أن يتقدم إلى ولايته بطلب بطالة ينال بموجبه مساعدة مالية، لكن الكونغرس أضاف إلى مساعدة الولاية الشهرية مبلغ 600 دولار لكل من ينال مساعدة الولاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق