| واشنطن - «الراي» |
تحوّل اغتيال قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلى محور الانقسام بين الجمهوريين والديموقراطيين، في الشق المتعلق بالسياسة الخارجية في المناظرة الوحيدة بين المرشحين لمنصب نائب رئيس في الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل، نائب الرئيس الحالي مايك بنس ومنافسته الديموقراطية السناتور عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس.
وافتتحت هاريس، النقاش بالقول إن نائب الرئيس الأسبق جو بايدن أخبرها أن «السياسة الخارجية قد تبدو معقدة، ولكنها عبارة عن علاقات شخصية فحسب، ويجب أن نكون مخلصين لأصدقائنا، وأن نعرف من هم خصومنا ونراقبهم».
وقفزت هاريس فوراً الى موضوع تدخل روسيا في انتخابات العام 2016، وأعلنت: «لنأخذ روسيا، على سبيل المثال، أخبرتنا وكالاتنا الاستخباراتية أن روسيا تدخلت في انتخابات 2016، وتحاول التدخل في هذه الانتخابات، وهذا ما قاله مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي كريس راي، الذي عينه (الرئيس دونالد) ترامب».
وأضافت: «لكن ترامب صدّق أقوال (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بدلاً من أن يصدّق معلومات استخباراتنا».
ثم انتقلت هاريس الى الملف الإيراني، وقالت: «انظروا إلى الاتفاق النووي، ترامب وضعنا في موقف أقل أماناً بانسحابه من الاتفاقية لأن الإيرانيين الآن يبنون ترسانة نووية كبيرة».
وأضافت: «كنا هناك. كنا في الاتفاقية، لكن ترامب سحبنا منها وجعلنا أقل أمانا، وعلينا أن نحافظ على كلمتنا، لكن ترامب لا يفهم ذلك لأنه لا يفهم ما يعنيه أن نكون صادقين».بدوره، افتتح بنس مداخلته حول السياسة الخارجية بالإشارة الى أن ترامب قام بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، التي أسماها عاصمة اسرائيل.
وقال: «لقد عززنا تحالفاتنا حول العالم، ووقفنا بقوة ضد أولئك الذين يؤذوننا، وعندما تولى الرئيس ترامب منصبه، كان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد أنشأ دولة بحجم ولاية بنسلفانيا، لكن قواتنا دمرتها وقتلت (زعيم التنظيم أبو بكر) البغدادي». وهاجم بنس، نائب الرئيس السابق، بالقول إنه يوم كان بايدن نائباً للرئيس، «أتيحت له فرصة تدمير داعش ورفضها، فيما نحن دمرنا خلافة داعش». وأشار الى رواية متداولة في واشنطن مفادها بأنه عندما أراد الرئيس الأسبق باراك أوباما اصدار أمر قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، كان بايدن من المشككين، وحذّر الرئيس السابق من إمكانية فشل العملية وتالياً توتر العلاقة مع باكستان.
ثم بدا وكأن بنس تذكّر فجأة الموضوع الإيراني، الذي غالبا ما تتباهى به إدارة ترامب وتضعه في صدارة إنجازاتها، الداخلية والخارجية. وقال: «بموجب الاتفاقية النووية مع إيران، شحنت الإدارة السابقة 1.8 مليار دولار إلى دولة (إيران)، أكبر راعية للإرهاب في العالم، والرئيس ترامب أخرجنا من هذه الاتفاقية، وعندما كان سليماني يحاول إيذاء الأميركيين، أطاح به ترامب في أول فرصة سنحت لقواتنا».
هاريس بدورها، تنبهت لموضوع سليماني، وحاولت تبنّي موقف الديموقراطيين الذي انتقد الاغتيال منذ حدوثه. وقالت: «سليماني، لنبدأ من هناك، بعد الضربة على سليماني، كانت هناك ضربة (إيرانية) مضادة لقواتنا في العراق، وقد عانوا (الجنود) من إصابات خطيرة في الدماغ».
وأضافت هاريس: «هل تعرفون كيف وصف ترامب الإصابة؟ قال إنها صداع».
وتابعت المرشحة لمنصب نائب الرئيس، أن «ترامب ذهب إلى مقبرة أرلينغتون (العسكرية) ووقف فوق قبور أبطالنا الذين سقطوا، وتساءل ما الذي يدفعهم على القيام بذلك».
وأضافت: «لنأخذ ما قاله (ترامب) عن (السناتور الجمهوري الراحل) جون ماكين، قال إن ماكين لم يكن بطلاً لأنه كان أسير حرب». ثم ان هناك «تسجيلاً علنياً يفيد بأن روسيا وضعت مكافآت على رؤوس الجنود الأميركيين في أفغانستان»، حسب هاريس، التي ختمت بالقول إن ترامب تحدث «ست مرات على الأقل مع بوتين ولم يفاتحه بهذا الموضوع أبدا، أما بايدن في حال انتخابه رئيساً، فهو سيحاسب روسيا على أي تهديد لقواتنا».
أما نائب الرئيس الجمهوري، فختم بالعودة إلى موضوع سليماني، قائلاً: «سليماني كان مسؤولاً عن قتل المئات من القوات الأميركية، ولم يتردد الرئيس ترامب في قتله، لكن هاريس وبايدن انتقدا عملية القتل هذه، مثلما شك بايدن في عملية تصفية بن لادن».
صحياً، قالت هاريس (55 عاماً) إنّ «الأميركيين كانوا شهوداً على أضخم فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخ بلدنا»، في إشارة إلى فيروس كورونا المستجد.
وقد وجد نائب الرئيس (61 عاماً) الذي لا تظهر أي انفعالات على وجهه، نفسه في معظم الأحيان في موقف دفاعي للدفاع عن حصيلة أداء أربع سنوات في المنصب إلى جانب الملياردير المتقلب.
أما هاريس التي كانت مبتسمة، فعرضت ما تعتبره نجاحات اقتصادية لبايدن عندما كان نائبا لأوباما من 2009 إلى 2017، مقابل أداء الثنائي ترامب - بنس، اللذين تنتهي ولايتهما بـ«ركود يشبه الكساد العظيم». واتهمت الملياردير الجمهوري باتباع سياسة مناسبة للأثرياء.
ورد بنس قائلاً إن «بايدن سيزيد ضرائبك من اليوم الأول».
وتم تعزيز الإجراءات الاحترازية الصحية، ليل الأربعاء، بالمقارنة مع تلك التي اتخذت للمناظرة بين المرشحين للرئاسة في 29 سبتمبر الماضي. فقد وضع حاجزان زجاجيان ليفصلا بين نائب الرئيس والسناتور اللذين جلسا خلف مكتبين يفصل بينهما أربعة أمتار في المناظرة التلفزيونية في سولت ليك سيتي (ولاية يوتا).
ورغم أنّ نائب الرئيس الجمهوري والسناتور الديموقراطية قاطعا بعضهما البعض أحياناً أثناء المناظرة، إلا أنّهما تبادلا مراراً عبارات الشكر والاحترام، وكان الواحد منهما منصتاً للآخر في معظم الوقت.
ولم يخرج من المناظرة فائز واضح بينما يتعين على المرشحين الجمهوريين (الرئيس ونائب الرئيس) أن يعوضا عن التأخير الذي يتزايد في استطلاعات الرأي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق