| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
قبل اربعة ايام من انتخابات الرئاسة والكونغرس المقررة الثلاثاء المقبل، نذر دايفيد اكسلرود، كبير مستشاري الرئيس باراك اوباما، بأن يحلق شاربيه في حال خسر اوباما اي من الولايات الثلاث مينيسوتا، ميشيغان وبنسلفانيا. وقال في مقابلة على شبكة «ام اس ان بي سي» المقربة من الديموقراطيين:»سآتي الى برنامج مورنينغ جو وسأحلق شاربي الذين احملهما منذ 40 عاما اذا ما خسرنا اي واحدة من هذه الولايات الثلاث».
وبرر اكسلرود ظهور الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون في لقاءين انتخابيين في يوم واحد في مينيسوتا، اول من امس، بالقول ان حملة اوباما لا تعتبر ان النصر صار مضمونا في اي ولاية من الولايات الخمسين، وان نشاطها سيغطي الولايات كافة، حتى المحسومة لمصلحة اوباما، حتى يوم الانتخابات.
واعتبر المستشار الرئاسي ان الحملة حجزت اوقاتا للدعاية الانتخابية في كل الولايات التي يتوقع ان تشهد معارك من اليوم وحتى يوم الانتخابات، منها الولايات الثلاث المذكورة، وان هذه الدعاية ستستخدم في موقع الدفاع او الهجوم المضاد، اي ان حملة اوباما لن تستخدم هذه الاعلانات في الولايات الثلاث الا في حال بادرت حملة المنافس الجمهوري ميت رومني الى بث دعايتها اولا.
كلام اكسلرود يأتي في وقت يحاول كل من الحزبين اظهار ثقة بحتمية فوز مرشحه كجزء من الخطة الانتخابية، وذلك لحمل المترددين على التصويت «للمرشح الفائز»، اذ يعتقد المسؤولون في الحملتين الانتخابيتن ان معظم غير الحزبيين «لا يرغبون في التصويت للمرشح الذي سيخسر».
ولأن الايام الاربعة المتبقية هي بمثابة بهلوانيات واظهار ثقة بالنفس، اطل من الحزب الجمهوري نظير اكسلرود كارل روف، وهو عمل مستشارا للرئيس السابق جورج بوش، لـ «يؤكد» ان رومني يتقدم على اوباما في التصويت المبكر في ولاية اوهايو، وهو عكس ما يقوله الديموقراطيون.
واعتبر روف ان رومني سيفوز بـ 51 في المئة من الاغلبية الشعبية مقابل 48 في المئة لاوباما، وان رومني سيفوز تاليا بـ 279 صوت «كلية انتخابية» على الاقل ويقصي اوباما ليدخل البيت الابيض رئيسا مكانه.
واستند روف الى استطلاع قام به «معهد غالوب» وجاء فيه ان 52 في المئة ممن صوتوا حتى الآن ادلوا باصواتهم لمصلحة رومني، مقابل 46 في المئة قالوا انهم صوتوا لاوباما. وتعادل المرشحان بنسبة 49 في المئة لكل منهما بين من اجابوا انهم سيصوتون قبل الانتخابات، لكن رومني بدا متفوقا مرة اخرى بين من قالوا انهم سيدلون باصواتهم يوم الانتخاب، اي الثلاثاء، بنسبة 51 في المئة، مقابل 45 في المئة فقط قالوا انهم سيصوتون للرئيس الاميركي.
ورد روف على ادعاءات الديموقراطيين بأنهم يتقدمون في التصويت المبكر في ولاية اوهايو، وبأن مرشحهم سيفوز بهذه الولاية المصيرية ذات «اصوات الكلية» الثمانية عشر، بالقول انه حتى يوم الثلاثاء الماضي، بلغ عدد المقترعين الديموقراطيين في الولاية 530 الفا، بتراجع 180 الف صوت عن العام 2008. اما الجمهوريون، فارتفع عدد ناخبيهم في الولاية بواقع 75 الف صوت عن العام 2008 ليبلغ 448 الفا يوم الثلاثاء الماضي.
وكتب روف في صحيفة «وال ستريت جورنال، المقربة من الحزب الجمهوري، ان «التفوق الذي تمتع به الديموقراطيون في التصويت المبكر في العام 2008 تضاءل اليوم، او انخفض الى النصف حسب تقرير اللجنة الجمهورية الوطنية». واضاف: «بما ان معظم الخبراء يعتقدون ان الجمهوريين سيقترعون بكثافة اكبر يوم الانتخابات، تصبح ارقام التصويت المبكر في اوهايو في مصلحة رومني».
وبعيدا عن التحليلات الحزبية، مازال الخبراء يشيرون الى ارجحية اوباما للفوز بالسباق.
احدث استطلاعات الرأي اجرته «مجموعة ان بي سي - ماريست - وول ستريت جورنال» واظهر تقدم اوباما في ولاية آيوا، مع حفاظه على تقدم بسيط في نيوهامبشير وويسكونسن لا يتعدى هامش الخطأ الذي يبلغ عادة 3 نقاط مئوية. وجاء في الاستطلاع ان اوباما يتقدم رومني في ولاية آيوا بست نقاط، 50 مقابل 44 في المئة. وقال 45 في المئة من المستفتين في آيوا انهم صوتوا مبكرا، وقال 63 في المئة من هؤلاء انهم صوتوا لمصلحة اوباما، فيما حصل رومني على 35 في المئة فقط من هذه الاصوات المبكرة.
الخبير في صحيفة «نيويورك تايمز» نايت سيلفر، كتب على موقعه «538 انه «قد يكون تقدم اوباما طفيفا في الكلية الانتخابية ككل، ولكنه ثابت حسب كل النماذج الحسابية المعتمدة». وانتقى سيلفر الولايات التي «تجمع حولها الاستطلاعات كافة» ان اوباما سيفوز بها، وقال ان مجموع «اصوات الكلية» الانتخابية لهذه الولايات يبلغ 271، اي بواقع صوت اكثر من المطلوب. اما حصيلة «اصوات الكلية» للولايات التي تجمع استطلاعات الرأي على ان رومني سيفوز بها، فتبلغ 206 فقط.
واعتبر سيلفر ان هناك خمس ولايات متأرجحة تماما، تمثل 61 «صوت كلية»، وتتضارب فيها استطلاعات الرأي اذ يشير بعضها الى تقدم الرئيس الاميركي، وبعضها الاخر الى تقدم منافسه الجمهوري. ويقول سيلفر: «السيد اوباما لن يحتاج الى هذه الاصوات اذا ما فاز في الولايات التي تضعها استطلاعات الرأي، جميعها من دون استثناء، في خانته». اما اذا فاز رومني بهذه الاصوات، فحصيلة «اصوات الكلية» التي بحوزته لن تصل الى 270 الممطلوبة للفوز لولاية رئاسية.
عليه، ارتفعت حظوظ اوباما للفوز، بحسب النموذج الحسابي لسيلفر، الى ما يقارب 80 في المئة مقابل 20 فقط لرومني. ورجح سيلفر ان ينال اوباما 300 «صوت كلية» في المحصلة النهائية ليفوز بولاية ثانية.
بدوره، علق خبير انتخابي مرموق آخر هو تشارلي كوك بالقول ان السباق مازال بمثابة تحد كبير لرومني. وكتب كوك في «ناشونال جورنال» انه على الرغم من ان استطلاع «مجموعة ان بي سي - ماريست - وول ستريت جورنال» يظهر تساويا على المستوى الشعبي، فان رومني مازال متأخرا في الولايات المتأرجحة المهمة، لا في اوهايو وويسكونسن فحسب، انما في كولورادو وآيوا كذلك. وختم كوك: «يبدو ان رومني في وضع افضل ليفوز بصوت الاغلبية الشعبية، اما اوباما فاقرب بكثير من رومني الى رقم الـ 270 صوت كلية السحري للفوز بولاية ثانية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق