| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
قال رئيس حكومة لبنان السابق فؤاد السنيورة انه لو كان رئيسا للحكومة الحالية لتبنى سياسة «النأي بالنفس» عن الاحداث في سورية. لكن السنيورة، الذي حاضر في مركز «وودرو ولسن» في واشنطن، اول من امس على هامش زيارة يقوم بها الى الولايات المتحدة، طالب «باستقالة» حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، متهما اياها «بالتقصير في مهماتها، خصوصا تجاه حفظ الامن»، معتبرا «انها منحازة سياسيا، ما يمنعها من الاشراف على الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل».
وكشف السنيورة ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «سيعود الى لبنان قبل نهاية العام الحالي»، معتبرا ان «وجوده في المنفى هو بسبب الخطر المحدق بأمنه».
ودعا السنيورة «الى تأليف حكومة تكنوقراط من 24 وزيرا، على شكل تلك التي ألفها ميقاتي في العام 2005، للاشراف على الانتخابات»، ولفت الى انه في تلك الحكومة، عزف ميقاتي عن الترشح الى الانتخابات، واليوم ممكن العثور على اي شخصية لا تنوي الترشح وتقبل رئاسة الحكومة للاشراف على الانتخابات.
وكان السنيورة وصل المحاضرة آتياً من البيت الابيض حيث عقد لقاء مع نائب مستشار الامن القومي دينيس ماكدونو ومسؤول ملف الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي ستيف سايمون.
وكانت «مجموعة عمل لبنان» استضافت رئيس الحكومة السابق، الثلاثاء، في جلسة مغلقة مع الخبراء عقدها «معهد ستمبسون» بالاشتراك مع «معهد الولايات المتحدة للسلام»، في مقر الاخير.
وفي حديثه عن حكومة بلاده، اعتبر السنيورة ان ايجابيتين تحسب لها: تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتبني سياسة النأي بالنفس تجاه الاحداث في سورية، لكنه انتقد من ناحية أخرى خصوصا الاداء الاقتصادي لحكومة ميقاتي، معتبرا ان لبنان حقق نسبا من النمو تعدت الثمانية في المئة في الاعوام 2007، 2008، 2009، و2010، وان النمو انخفض الى واحد ونصف في المئة في العام 2011، والى صفر في المئة اليوم.
وعلى رغم التراجع الاقتصادي، يعتقد السنيورة ان ميقاتي يحاول القيام بخطوات شعبوية لاهداف سياسية، وقال: «هل يمكنكم ان تدلّوني على بلد في العالم ترفع حكومته الرواتب والاجور بنسبة 70 الى 120 في المئة في خطوة شعبوية، وهو ما يرتب على الموازنة العامة (مدفوعات اضافية بواقع) مليار و700 مليون الى ملياري دولار»؟
وكان السنيورة افتتح حديثه بالقول ان «العالم العربي يشهد حاليا تغيرين رئيسيين من الصعب الرجوع عنهما، الاول هو الحراك داخل المجتمعات العربية حيث انهارت جدران الخوف والصمت». وقال: «رفع الغطاء وخرج مارد الحرية من القمقم، فالعالم العربي يتحول من شعوب كانت تخاف من الزعماء الى دول حيث الزعماء مسؤولون امام امام شعوبهم».
اما التغيير الثاني، يقول رئيس «كتلة المستقبل» البرلمانية اللبنانية، «فهو في الحركات الاسلامية السياسية، فهؤلاء يخرجون من الظلال الى العالم الحقيقي، والحكم يقدم لهم دروسا مفادها ان القيادة من المقعد الامامي غير التنظير من المقعد الخلفي، وهم يدركون سريعا ان الحداثة ضرورة، اما يتغيرون او يتم تغييرهم».
ورأى السنيورة ان «المفتاح الاساس للتغيير داخل الحركات الاسلامية هو مدى التزامها بالدولة المدنية حيث يتساوى كل المواطنين بغض النظر عن دينهم او عرقهم او اثنيتهم».
وختم بالقول ان «لا شيء غير عالم عربي حر وديموقراطي و مزدهر يمكن ان يكون بمثابة المضاد للاسلام المتطرف».
هناك تعليق واحد:
تابعوا اخر الاخبار وشاركونا ارائكم على الرابط التالي http://www.alanba.com.kw
إرسال تعليق