| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
قبل ثلاثة أيام على انتخابات الرئاسة والكونغرس، وجد المرشح الجمهوري ميت رومني نفسه في موقف انتخابي لا يحسد عليه، اذ اشارت معظم استطلاعات الرأي إلى ان منافسه الديموقراطي الرئيس باراك أوباما عاد بقوة إلى حلبة الصراع في ولاية فلوريدا الجنوبية، وان التصويت المبكر في هذه الولاية اظهر تقدما ديموقراطيا. ومن دون فوزه في فلوريدا، تصبح آمال رومني بالفوز بالرئاسة شبه مستحيلة.
أنباء تقهقر رومني في فلوريدا جاءت في وقت اعلن فيه مايكل بلومبرغ، عمدة مدينة نيويورك الجمهوري والمليونير صاحب الامبراطورية الاعلامية التي تحمل اسمه، تأييده لأوباما في السباق الرئاسي، وهو ما يعد بمثابة صفعة سياسية للمرشح الجمهوري.
وتقول مصادر الحزب الديموقراطي ان نائب الرئيس جو بيدن لعب دورا اساسيا في انتزاع تأييد بلومبرغ، فالرجلان يتمتعان بعلاقة صداقة منذ سنوات، وغالبا ما يمارسان رياضة الغولف معاً.
وتضيف المصادر انه بسبب «الاعصار ساندي»، تحادث بيدن وبلومبرغ هاتفيا مرارا، وكانت المحادثة الاخيرة بينهما يوم اول من امس، وتوجه اثناءها بيدن إلى العمدة بالقول: «مايك، هناك الكثير على المحك، نحن نريدك فعلا ان تفعل ذلك»، ما حدا ببلومبرغ إلى اصدار اعلان سخر فيه من رومني واتهمه بالتقلب سياسيا والاقتراب من اليمين المحافظ على حساب ابتعاده عن الوسط.
في هذه الأثناء، لفت الخبراء قيام حملة رومني بتخصيص وقت مرشحها، وهو اثمن ما لديها في الايام الثلاثة المتبقية، لولاية بنسلفانيا التي اطل فيها يوم الاحد الماضي. هذه الولاية اقترعت لمصلحة المرشح الديموقراطي في السنوات العشرين الاخيرة. لكن هذه المرة، تبدو الولاية اكثر استعدادا للاقتراع لمرشح الحزب الجمهوري، وهو ما حدا بالمسؤولين عن الحملة انفاق كمية هائلة من المال الانتخابي من اجل الدعاية لمصلحة رومني في الاسابيع القليلة الماضية، بعد ان كانت الولاية هادئة انتخابيا ومحسومة لمصلحة أوباما.
وعلق جيريمي بيترز، في صحيفة «نيويورك تايمز»، على اهتمام رومني المفاجئ بولاية بنسلفانيا بالقول ان ظهور المرشح الجمهوري هناك هو «اما ضربة معلم في السياسة، او مؤشر على محاولات يائسة من قبل رومني لزعزعة السباق بعدما اقفلت في وجهه معظم الولايات الاخرى ابوابها».
لكن هذه الولاية و«اصوات الكلية» العشرين التي تتمتع بها، قد لا تنفع رومني في حال خسر فلوريدا واصواتها التسعة والعشرين.
وولاية فلوريدا هي التي حسمت السباق في العام 2000 لمصلحة المرشح الجمهوري جورج بوش الابن، بعد اكثر من جولة من اعادة فرز الاصوات نظرا لتقارب النتائج بينه وبين المرشح الديموقراطي نائب الرئيس السابق آل غور. لكن بوش عاد وفاز بالولاية بفارق خمسة في المئة من اجمالي الناخبين في العام 2004، ليستعيدها الديموقراطيون وباراك أوباما في انتخابات 2008 بفارق ثلاثة في المئة من الاصوات، وهو ما يجعل من فلوريدا ولاية متأرجحة بامتياز بين الحزبين.
الحزب الجمهوري ادرك اهمية الفوز بفلوريدا كمفتاح فوزه بالرئاسة هذا العام، فقرر اقامة المؤتمر العام لترشيح رومني رسميا فيها. إلا أن المؤتمر لم ينعكس ايجابا في استطلاعات رأي الولاية، التي بقيت تشير إلى تقدم واضح لأوباما. لكن هذا التقدم انعكس تراجعا على اثر فوز رومني على أوباما في المناظرة الرئاسية الاولى بينهما في 3 اوكتوبر الماضي. منذ ذلك التاريخ، حافظ رومني على تفوقه، لكن استطلاعات الرأي في الاسبوع الاخير، اظهرت انه صار يتساوى في الارقام مع أوباما، مع افضلية بسيطة لمصلحة الرئيس الاميركي.
هذا التطور دفع رومني إلى عقد مهرجانات انتخابية في مدن تامبا وميامي وجاكسونفيل في ولاية فلوريدا يوم الاربعاء، ومن المتوقع ان يخصص جزءا من عطلة نهاية الاسبوع، التي تبدأ اليوم، للظهور مجددا فيها، وهو ما سيفعله أوباما أيضا.
اشتداد السباق في فلوريدا دفع الكاتب في صحيفة «لوس انجلوس تايمز» إلى القول انه «بالنسبة لأوباما، الفوز في فلوريدا هو بمثابة جائزة، اما بالنسبة لرومني، فهو ضرورة، اذا ان السؤال حول امكانية فوز رومني في اوهايو او ولايات اخرى في الغرب الاوسط يصبح غير ذات قيمة من دون فوزه في فلوريدا».
وفي محاولة للتأثير على ناخبي الولاية، بث الجمهوريون تسجيل فيديو في فلوريدا يتضمن لقطات للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وابنة شقيق فيدل كاسترو ماريلا راؤول كاسترو، وهو الرئيس الحالي لكوبا، وهما يؤكدان دعمهما لأوباما من أجل التأثير على الناخبين المتحدرين من أصول كوبية في الولاية.
ويتضمن التسجيل لقطة مؤرخة في 30 سبتمبر لتشافيز وهو يقول «لو كنت اميركيا لصوت لأوباما (...) ولو كان أوباما من هنا لصوت لتشافيز».
كما تظهر الناشطة المدافعة عن حقوق مثليي الجنس ماريلا كاسترو وهي تؤكد انها تفضل الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته.
في هذه الأثناء، أظهرت جولات التصويت المبكر تقدما لأوباما حتى يوم امس. ومع ان فرز هذه الأصوات لن يبدأ قبل اقفال صناديق الاقتراع مساء الثلاثاء، إلا أن بعض الولايات اصدرت بيانات تظهر التصويت حسب الانتماء الحزبي المسجل للناخبين. واذا ما استمر التصويت على هذا الشكل، فان حظوظ أوباما بالفوز بولاية ثانية ترتفع كثيرا على ضوء الحماسة الظاهرة للقاعدة الديموقراطية، على عكس ما توقعه معظم الخبراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق