| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
في أول تصريح له في الشأن السوري منذ مجزرة غوطة دمشق، الاسبوع الماضي، اتهم الرئيس الاميركي باراك أوباما نظام بشار الأسد بتنفيذ الهجوم الكيماوي، وقال ان ذلك سينجم عنه عواقب دولية.
واوضح أوباما، في مقابلة مع محطة «بي بي اس» شبه الرسمية، انه لم يحسم امره بعد في موضوع الضربة، وانه تلقى عرضا بالخيارات من جنرالاته، وعقد محادثات مطولة مع فريقه للأمن القومي.
ومع ان أوباما بدا حذرا وبدت تصريحاته اقل حدة من تصريحات وزرائه ومستشاريه، الا انها المرة الاولى التي يخوض فيها مطولا في الشأن السوري، علنا، وهو استهل شرحه بالقول: «دعوني اتكلم عما هو على المحك هنا... انا اعتقد اننا نعرف ان اشياء رهيبة تحصل في سورية منذ بعض الوقت، وان نظام الأسد يقتل شعبه بعشرات الالاف، وهناك انقسامات طائفية تطورت الى نزيف دماء وتصاعدت على مدى العامين الماضيين».
لكنه اضاف انه «رغم ان ما يحصل هناك مأساوي، ورغم اني دعوت الأسد للرحيل واردت التأكد من حصولنا على حكومة انتقالية تشمل الجميع في سورية»، الا ان «الاستنتاج الذي توصلت اليه هو ان تدخلا عسكريا مباشرا، اي التورط في في حرب اهلية في سورية، لن يساعد الوضع على الارض، لذا، ضبطنا انفسنا (عسكريا)، رغم اننا ديبلوماسيا ناشطون جدا، وقدمنا الكثير من المساعدات الانسانية للذين تم تهجيرهم في الحرب».
وتابع أوباما: «ما قلته ايضا هو انه اذا قام نظام الأسد باستخدام اسلحة كيماوية ضد شعبه، ذلك سيغير بعضا من حساباتي، والسبب يتعلق لا بالاعراف الدولية فحسب، بل ايضا بعمق المصالح الاميركية الذاتية». واضاف: «نحن امام وضع حيث العرف الدولي ضد استخدام الاسلحة الكيماوية مكرس جدا، ولدى سورية واحد من اكبر مخزونات الكيماوي في العالم».
ومما قاله أوباما ان سورية بلد متقلب في منطقة متقلبة، وان لبلاده حلفاء، مثل تركيا والاردن واسرائيل، ولديها كذلك قواعد عسكرية في عموم المنطقة، «ولا يمكننا ان نرى خرقا لعرف منع الانتشار الذي يسمح للأسلحة الكيماوية بالوقوع في ايدي كل انواع المجموعات».
واضاف الرئيس الاميركي: «ما قلته هو اننا لم نقرر بعد، لكن يجب الابقاء على العرف الدولي ضد استخدام الاسلحة الكيماوية، ولا احد ينكر - او بالكاد احد ينكر - انه تم استخدام الاسلحة الكيماوية على نطاق واسع ضد المدنيين في سورية».
وعن هوية مستخدمي هذه الاسلحة في هجوم الغوطة، قال أوباما: «لقد نظرنا الى كل الدلائل، ولا نعتقد ان المعارضة تمتلك اسلحة كيماوية من هذا النوع، ولا نعتقد انه - بالنظر الى الصواريخ التي حملتها - انه يمكن للمعارضة القيام بهجوم كهذا، لذا توصلنا الى استنتاج مفاده ان الحكومة السورية هي من قام (بالهجوم) في الواقع، واذا كان الامر كذلك، هناك حاجة لعواقب دولية».
وتابع أوباما: «هكذا، نحن نستشير حلفاءنا، والمجتمع الدولي، وكما تعلمون، لا اهتمام لدي بأي نوع من الصراع المفتوح الأمد في سورية، ولكن علينا ان نؤكد انه عندما تخترق دول الاعراف الدولية حول اسلحة مثل الاسلحة الكيماوية التي يمكنها ان تهددنا، ستتم محاسبتها».
أوباما اعتبر ان اي ضربة عقابية للأسد «لن تحل كل المشاكل داخل سورية»، و«لن تنهي موت المدنيين»، مضيفا انه يأمل في ان يكون هناك «انتقال سياسي داخل سورية»، وقال: «نحن مستعدون للعمل مع اي أحد- بما في ذلك روسيا وآخرون - لمحاولة جمع الاطراف السورية من اجل حل النزاع، ولكننا نريد ان يفهم نظام الأسد انه باستخدام اسلحة كيماوية على نطاق واسع ضد شعبه، ضد النساء والاطفال والاولاد، انه لا يخترق الاعراف الدولية ومعايير الاخلاق فحسب، بل انه يخلق ظرفا يؤثر في مصالح الولايات المتحدة، وعلى ذلك ان يتوقف».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق