| لندن - من حسين عبدالحسين |
علمت «الراي» من مصادر ديبلوماسية في العاصمة البريطانية ان القوى المشرفة على الاعداد لمؤتمر جنيف 2، الذي سيخصص للبحث في الازمة السورية في 22 يناير المقبل، طرحت فكرة توجيه دعوة الى «حزب الله» اللبناني من اجل المشاركة بصفته متورطا في النزاع. وقالت المصادر نفسها ان فكرة حضور «حزب الله» لاقت استحسانا لدى البعض، ولكنها جوبهت بالرفض من روسيا، بشكل اساسي، ومن واشنطن بدرجة اقل.
وتابعت المصادر ان «المعدين للمؤتمر يسعون الى دعوة كل المتورطين في الازمة السورية، من قريب او من بعيد، من قوى محلية واقليمية وتنظيمات مقاتلة وحكومات داعمة لها»، وان «القيمين على المؤتمر يعتقدون ان جلوس مسؤولي حزب الله وجها لوجه مع خصومهم كممثلي الجبهة الاسلامية، من شأنه ان يسهل في التوصل الى وقف اطلاق نار على الارض كخطوة اولى لحل نهائي».
وكانت واشنطن وعواصم اوروبية ارسلت وفودا الى تركيا للقاء ممثلين عن «الجبهة الاسلامية» لدعوتها للمشاركة في «جنيف 2» والمساهمة في الحل النهائي.
واضافت المصادر الاوروبية ان حل الازمة السورية يتضمن شقين: واحد ذو ابعاد اقليمية ودولية والمطلوب ان تشارك فيه حكومات دول معنية مثل السعودية وايران وقطر وتركيا، وآخر ذو ابعاد محلية يتعلق بالتوصل الى اتفاق حول قيام حكومة سورية انتقالية كاملة الصلاحية، «وهذا شأن سوري بحت وعلى السوريين وحدهم الاتفاق حوله، فيما دور داعميهم الاقليميين يقتصر على الموافقة على شكل الحل العام».
وتقول المصادر الاوروبية ان بريطانيا، التي «تتمتع بقناة اتصال مفتوحة مع الجناح السياسي في حزب الله، فاتحت الحزب بهذا الموضوع بشكل غير مباشر، وان مسؤولي الحزب اجابوا انهم سيعودون برد في حال تلقوا دعوة رسمية الى جنيف 2».
وتضيف ان فوائد اخرى ترتبط بحضور «حزب الله» المؤتمر منها انه سيكون اعتراف ضمني من الحزب بحل مبني على «وثيقة جنيف 1»، التي تنص على ضرورة نقل صلاحيات الاسد الى حكومة انتقالية كاملة الصلاحية.
وحسب المصادر نفسها، فان مسؤولي «حزب الله» لم يبدوا حتى الآن تمسكا ببقاء الاسد، «وهم غالبا ما يرددون ان هذا شأن سوري لا علاقة لهم به».
لكن المصادر نفسها تقول ان المسؤولين الروس كانوا اول من ابدى اعتراضا على حضور «حزب الله» المؤتمر، اذا اعتبروا ان القوة الوحيدة من غير الحكومات المخولة حضور جنيف 2 هو وفد يمثل المعارضة السورية، اما المجموعات من غير الدول فلا شأن لها ولا تمثيل.
وتعتقد المصادر الاوروبية ان «الروس متوجسون من مشاركة ايران اصلا، ومن مشاركة حزب الله كذلك، وهم رفضوا حضور الحكومات الاوروبية، ويبدو ان روسيا تعتقد ان مؤتمرا حول سورية يتطلب حضورهم والاميركيين فقط».
وتعتقد المصادر ايضا ان «روسيا تخشى من ان يعطي جنيف 2 افضلية لايران وحزب الله على حساب حليفها الاسد»، وان «يتحول المؤتمر الى تكملة لمفاوضات جنيف النووية بين المجتمع الدولي وايران».
اما الولايات المتحدة، فتقول المصادر الاوروبية انها ترفض حضور «حزب الله»، من حيث المبدأ، لانه سيجبر ممثليها قانونا على عدم حضور الجلسات او المشاركة في المؤتمر بسبب تصنيفها للحزب اللبناني كتنظيم ارهابي.
وتنقل المصادر عن اميركا قولها ان ليس كل الاطراف المنخرطة في الصراع في سورية مدعوة للحضور، وتنظيمي «جبهة النصر» و«الدولة الاسلامية في العراق والشام» هما ابرز مثال على ذلك.
كذلك، تعتقد واشنطن، حسب المصادر الاوروبية نفسها، انه «على الرغم من ان حزب الله قوة مقاتلة وفاعلة على الارض السورية، الا انه لا يتمتع بقرار مستقل، وهو يتبع في قراره لايران في الدرجة الاولى وللـ (الرئيس السوري بشار) الاسد في الدرجة الثانية»، ما يعني انه في حال التوصل الى اتفاق مع ممثلين عن النظام وبموافقة ايرانية، سيكون حزب الله ملتزما حكما بهذا الاتفاق.
الاوروبيون، وخصوصا البريطانيين، يخالفون الاميركيين الرأي، ويعتقدون ان «حزب الله» يمكن ان يتصرف باستقلالية في قراره اذا ما تم الحوار معه مباشرة والاعتراف به كطرف في الازمة السورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق