واشنطن - من حسين عبدالحسين
تعكف وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» وباقي الوكالات الحكومية على دارسة اقتراحات من شأنها «رفع تكلفة الحملة العسكرية التي تخوضها روسيا في أوكرانيا وسورية»، حسب أوساط إدارة الرئيس باراك أوباما.
وكانت الإدارة أعلنت مباشرتها تزويد الحكومة الأوكرانية برادارات بقيمة 20 مليون دولار، ليبلغ إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة إلى كييف 265 مليون دولار، في وقت يبدو ان الاميركيين يقتربون من الموافقة على تزويد الاوكرانيين بـ 1240 قاذفة صواريخ مضادة للدروع من نوع «جافلين» كان الجيش الاوكراني طلبها في وقت سابق.
وكان الرئيس الاوكراني زار واشنطن قبل عام والتقى كبار المسؤولين، وطالبهم بمساعدات عسكرية عاجلة حتى تتمكن حكومته من التصدّي لميليشيات الانفصاليين في الشرق، الذين يقاتلون بتوجيهات وتسليح من موسكو. حينها، لم يبد أوباما حماسة لتلبية الطلب الاوكراني، لكن اليوم، يسود اعتقاد في العاصمة الأميركية ان موقف الرئيس الأميركي انقلب كلياً في الأشهر القليلة الماضية، خصوصاً مع تزايد المؤشرات إلى أن أميركا بدأت فعلياً بدعم كييف عسكرياً.
وتشير التقارير الى ان وحدات من المارينز تعمل على تدريب وحدات من الجيش الاوكراني غرب البلاد، بعدما قامت واشنطن بتزويد الاوكرانيين بناقلات جند من طراز «همفي»، ودروع فردية، ومعدات اتصال. أما الرادارات التي ترسلها أميركا لكييف، فهي من نوع «كيو 63» ومن الممكن تحميلها على شاحنات، وهي تسمح للجيش الاوكراني بتحديد مصدر إطلاق الصواريخ الروسية بدقة من على بعد 18 الى 24 كيلومتراً.
وفي مطالعة، قال الباحث في «مجلس الأطلسي» إدريان كاراتنيكي، إن الحكومة الأوكرانية تعتقد ان 75 من الإصابات في صفوف جيشها ومدنييها سببها هجمات صاروخية ومدفعية من قبل الميليشيات المؤيدة لروسيا.
وفي الوقت الذي يبدو ان إدارة أوباما صارت تسعى بجدية أكبر لتسليح الحكومة الأوكرانية وجعل مغامرات بوتين العسكرية شرق أوكرانيا أكثر تكلفة عليه، مازال التعاطي مع الحملة العسكرية الروسية في سورية موضع نقاش، فيما ارتفعت أصوات تطالب واشنطن بفرض حظر جوي، على الأقل شمال سورية وجنوبها يغطّي مناطق الثوار، وتصدّر المطالبين بذلك، وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري للرئاسة جب بوش، ورئيس الكونغرس القادم الجمهوري كيفين مكارثي، وعضوة الكونغرس عن الديموقراطيين إلسي هايستينغز، ومدير «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي أي) السابق دايفيد بترايوس.
وحده أوباما مازال يكرر القول إن حظراً جوياً في سورية «دونه تحدّيات لوجستية كثيرة».
بدوره، بدأ السيناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين عقد سلسلة من اللقاءات تهدف الى إقناع الإدارة الأميركية بضرورة تزويد ثوار سورية بصواريخ أرض - جو محمولة على الكتف، المعروفة بـ «مانباد». وقال مقربون من ماكين انه ينوي عقد مجموعة من اللقاءات مع الضباط في وزارة الدفاع للوقوف على رأيهم في الموضوع. وفي وقت لاحق، قد يعقد السناتور الجمهوري - بصفته رئيساً للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ - سلسلة من جلسات الاستماع التي تهدف الى دفع البلاد باتجاه تزويد الثوار السوريين بهذا النوع من الصواريخ.
وعلى الرغم من ان فريق أوباما ما زال بعيداً عن فكرتي الحظر الجوي في سورية وتزويد الثوار بصواريخ مضادة للطائرات، إلا ان التفكير العام يشي بأن هذه الإدارة ترغب فعلياً في رؤية بوتين يغرق في الوحول السورية، كما الأوكرانية، كثمن لسياساته.
ويعتقد البيت الأبيض أن تدخّل بوتين في سورية سيجعله هدفاً أكبر للمتطرّفين الإسلاميين. «في النهاية، الروس هم من يدفعون الثمن الأكبر»، حسب الناطق باسم الإدارة جوش إرنست، الذي أضاف أن «المخاطر التي ستواجهها روسيا في سورية ستكون أغلى ثمناً من أي رد ديبلوماسي يمكن للمجموعة الدولية القيام به ضد موسكو».
وفي السياق نفسه، يعتقد مقرّبون من الإدارة، أمثال المعلق في صحيفة «نيويورك تايمز» توماس فريدمان، أن مصير بوتين هو الغرق في سورية على كل حال، إلا ان مقربين آخرين مثل المعلّق في صحيفة «واشنطن بوست» دايفيد إغناتيوس حضّ الإدارة على فرض حظر جوي على سورية، وعلى العمل بجهد أكبر على تسليح العشائر السنّية شرق سورية وغرب العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق