| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
قبل عشرين يوما من الانتخابات المقررة في 8 نوفمبر، يتواجه مساء اليوم المرشحان للرئاسة الاميركية، الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، في مناظرة هي الثالثة والاخيرة في مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا غرب البلاد.
ويتوقع المراقبون ان تخلو المواجهة من المفاجآت، وان تحافظ كلينتون، المتقدمة في استطلاعات الرأي، على رباطة جأشها في وجه استفزارات ترامب، الذي قال المراقبون انهم لا يعرفون ما يتوقعون منه.
ويشارك ترامب في المناظرة بعدما تحول كابوسا على حزبه، وبات يهدد بخسارة الغالبية التي يمسك بها الحزب في الكونغرس بغرفتيه. ويشير الخبراء الى ان ولايات لم تصوّت لمصلحة الديموقراطيين منذ تصويتها للرئيس الراحل ليندون جونسون العام 1964، مثل تكساس وآريزونا والاساكا، انتقلت بفضل الاداء المزري لترامب من «ولايات حمراء»، اي جمهورية، الى «ولايات بنفسجية»، اي متأرجحة، نظرا الى ان «الولايات الزرقاء» هي التي يسيطر عليها الديموقراطيون.
لكن ترامب لم يعد مشكلة الجمهوريين وحدهم، بل تحول الى كابوس للديموقراطيين ايضا، اذ ما فتئ المرشح الجمهوري يكرر، على مدى الايام القليلة الماضية، ان «الانتخابات مزورة» سلفا، بفضل تحامل الاعلام الاميركي ضده وضد حملته. وذهب ترامب الى حد اتهام كلينتون بدك اوراق تقترع لمصلحتها سلفا في الصناديق، وهو ما حدا بالجمهوريين الى الردّ على مرشحهم بالقول ان معظم «الولايات المتأرجحة» يحكمها محافظون من الجمهوريين، وانه يستحيل لهؤلاء ان يتحاملوا لمصلحة كلينتون ضد ترامب، بل انهم سيسهرون على اجراء الانتخابات بنزاهة.
وفيما شن ترامب هجوما ضد كبار المسؤولين الجمهوريين لعدم تأييدهم تصريحاته التي تطعن في صدقية النظام الاميركي، صار يظهر ان شريك ترامب المرشح الى منصب نائب رئيس مايك بنس يتصرف كمرشح مستقل الى المنصب، اذ أطل عبر الاعلام ليؤكد ان ترامب سيحترم نتائج الانتخابات حتى لو لم يفز فيها، فرد ترامب في وقت لاحق باصراره على ان الانتخابات تمت سرقتها منه.
واذا ما تمسك ترامب بقوله ان الانتخابات مزيفة، وانه الفائز الفعلي، ما سيحمله على رفض اعلان خسارته وتهنئة الفائزة، وهو التقليد الذي درج عليه المرشحون الاميركيون في كل اربع سنوات منذ اعلان الاتحاد العام 1788 باستثناء في الحرب الاهلية عندما لم يعترف الجنوب المنفصل بانتخاب الرئيس الجمهوري ابراهام لينكون في العام 1864، فهي ستكون سابقة تهدد الديموقراطية الاميركية برمتها.
وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم كلينتون على ترامب بحوالي 6 او 7 نقاط مئوية، وهو ما حدا بابرز خبراء الاستطلاعات نايت سيلفر الى القول انه حتى لو كانت استطلاعات الرأي على خطأ، كما حصل في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الذي كانت استطلاعات الرأي تشير الى تقدم معارضي الانفصال بأربعة في المئة على خصومهم، الا ان فارق 6 او 7 في المئة يجعل من احتمال انتصار كلينتون «خارج هامش الخطأ».
وكان ترامب واجه ما اعتبره المراقبون «الاسبوع الاسوأ في حملته»، للمرة الثانية على التوالي، فبعد شريط الفيديو الفضائحي الذي يظهر فيه ترامب وهو يتبجح بغزواته الجنسية مع نساء متزوجات، خرجت الى العلن اكثر من 12 امرأة قالت ان ترامب تحرش بها جنسيا، وهو ما ساهم في المزيد من التراجع في شعبية المرشح الجمهوري، ما حدا به الى الرد بشن هجوم ساحق ضد الاعلام الاميركي.
وبسبب تحريضه ضد الاعلام، وجد الاعلاميون الذين يرافقون ترامب في حملته انفسهم عرضة لشتائم وتعدي انصاره، فاضطر الامن السري المولج حماية ترامب لزيادة عناصره لحماية الصحافيين اثناء تغطيتهم لنشاطات المرشح الجمهوري.
في هذه الاثناء، يعتقد الديموقراطيون، وبعض الجمهوريين، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبذل اقصى جهده لمساعدة ترامب في التغلب على كلينتون. ويعتقد الاميركيون ان استخبارات بوتين هي التي اخترقت ايميل جون بوديستا، مدير حملة كلينتون، واعطت الايميلات الى موقع «ويكيليكس»، واوعزت لصاحبه جوليان اسانج بنشرها في هذا الوقت في محاولة ضرب كلينتون مع اقتراب موعد الانتخابات.
لكن محاولات بوتين و«ويكيليكس» يبدو انها لم تحقق اهدافها حتى الآن، فلم يظهر حتى الآن اي ايميلات من كلينتون الى بوديستا، فيما لم تظهر في خطابات كلينتون امام كبار مديري المؤسسات المالية اي عناصر فضائحية غير مألوفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق