الجمعة، 14 أبريل 2017

من هو الضابط السوري الذي يُعدّه الروس لخلافة الأسد؟

جريدة الراي

كشفت أوساط مطلعة في واشنطن أن المسؤولين الروس أبلغوا نظراءهم الأميركيين أن «لدى موسكو ضابطاً رفيع المستوى في الجيش العربي السوري مستعد للحلول مكان (الرئيس بشار) الأسد، في حال توصلت القوى المعنية الى تسوية سياسية».

وقال المسؤولون الروس إنهم لا يعتقدون ان التسوية في سورية تتم عبر اللاعبين المحليين، بل عبر رعاتهم الاقليميين، في تكرار لموقف الرئيس فلاديمير بوتين، الذي دأب على القول إنه يمكن إنهاء الحرب السورية بسرعة حالما تتوصل القوى الاقليمية والدولية إلى اتفاق.

ولم يكشف المسؤولون الروس، حسب التقارير التي تناقلتها الأوساط، هوية الضابط الذي يتم إعداده لخلافة الأسد، ويبدو أنهم اكتفوا بالقول إنه «يتمتع بنفوذ كبير في صفوف الجيش السوري والميليشيات السورية المؤيدة للأسد»، و«سبق أن شارك في القتال ويعرف الأرض جيداً»، وإنه موجود «في مكان آمن حالياً حرصاً على سلامته».

وانقسم المعنيون الأميركيون في شأن التقارير الروسية المتداولة، إذ اعتبرت الغالبية أن «روسيا تحاول على الأرجح ذر الرماد في العيون وكسب الوقت بهدف حسم المعركة لمصلحة الأسد». ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن موسكو لا تنفرد بنفوذها داخل سورية، بل تتقاسمه مع الإيرانيين، ومن شبه المؤكد أن الايرانيين يتمسكون بالأسد ويعتبرون بقاءه بمثابة عنوان المعركة ودليل انتصار طهران والميليشيات الموالية لها التي تقاتل في صف النظام.

ولفت قسم من المعنيين الأميركيين إلى أنها ليست المرة الأولى التي تلمّح فيها موسكو إلى إمكانية تخليها عن الأسد، لكن السؤال هو: لماذا انتظر الروس حتى بدأت أميركا بالتصعيد العسكري ليقدموا اقتراحات عن بدائل للأسد؟

وفي جميع الأحوال، يعتبر المعنيون الأميركيون بمعظم آرائهم أن خروج الأسد من الحكم أصبح تحصيل حاصل، وأن لا تراجع أميركياً عن هذا الموقف، والمطلوب حالياً البحث في سبل كيفية رفع التكلفة العسكرية للانخراط الروسي والأميركي في الحرب السورية.

كذلك، بدأ يتكون شبه إجماع بضرورة تراجع الولايات المتحدة عن الانخراط في الحرب ضد تنظيم «داعش» داخل سورية، واعتبار ان «رأس الأفعى» للتنظيم هو في العراق، وان القضاء عليه في العراق ينهيه في سورية.

في هذه الاثناء، تركز أميركا اهتمامها داخل سورية على القضاء على الأسد، ويبدو أنها عملية تتمثل أولى خطواتها بدفع الخطر الذي يفرضه الروس والايرانيون على محافظة ادلب.

ووصل النقاش الأميركي إلى مراحل دراسة قيام حلف شمال الأطلسي بفرض إقامة منطقة آمنة في محافظة إدلب.

وكان الرئيس دونالد ترامب تراجع، للمرة الأولى منذ أشهر، عن عدائه للتحالف المذكور، وأعلن عودة أميركا إلى الانخراط معه وتقويته للقيام بدور أكبر في الحرب ضد الارهاب عالمياً، في وقت تتجه دوائر القرار لاعتبار القضاء على الأسد جزءاً من الحرب على الارهاب، أولاً لأن في صفوف الأسد مجموعات تعتبرها واشنطن إرهابية، مثل «حزب الله» اللبناني، وثانياً لأن الأميركيين باتوا يرون أن الأسد هو أحد الاسباب التي تؤدي إلى انتشار الارهاب، ومن غير الممكن القضاء على «داعش» من دون إخراجه من السلطة وقيام حكومة سورية قادرة على المشاركة في القضاء على «داعش» وتأكيد عدم عودته.

وتوازياً مع النقاش الدائر في واشنطن، كشف الاعلام الأميركي عن انتشار ألف جندي أميركي من «القوات الخاصة» في بلدة التنف الجنوبية السورية، على الحدود مع العراق والاردن. وتقوم هذه القوات بتدريب قوى من المعارضة السورية للانخراط في المعارك ضد «داعش».

لكن يبدو أن هذه القوات انسحبت من التنف إثر الهجمة الأميركية الصاروخية على مطار الشعيرات التابع لقوات الأسد الاسبوع الماضي، تحسباً لأي عمليات انتقامية قد يشنها الأسد أو حلفاؤه، وخلفت وارءها حلفاءها من المعارضة السورية.

وجاء الانتقام ضد الأميركيين، ولكن عن طريق «داعش»، الذي هاجم قاعدة التنف بالسيارات المفخخة والانتحاريين. وقال المسؤولون العسكريون الأميركيون ان الهجوم كان مخططاً بدقة، واستغرق صده ساعات، بمساعدة جوية أميركية، وأدى الى سقوط قتلى بين «داعش» وحلفاء أميركا السوريين.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008