السبت، 22 أبريل 2017

المعارضة تتقدّم في الجنوب السوري... و«داعش» يتصدّى لها

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

لفت الخبراء الأميركيون المتابعون للشأن السوري الى الاداء الجيد الذي تقدمه المعارضة السورية المسلحة، في المواجهات التي تخوضها ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، في محافظة درعا جنوب سورية.

وقال الخبراء ان الانتصارات التي تحققها المعارضة السورية ليست وليدة الصدفة، وان الصورة التي يقدمها المعارضون هي صورة قوة عسكرية منضبطة ومقاتلة تحت اسم «الجيش السوري الحر»، مقارنة بفصائل المعارضة السورية في مناطق اخرى، التي غالبا ما تحمل اسماء قد توحي بارتباطها بمجموعات اسلامية متطرفة، وغالبا ما تنخرط في مواجهات دامية بين بعضها البعض.

كما لفت الخبراء الاميركيون الى ان تنظيم «داعش» يبدو وكأنه يتصدى للمعارضة السورية التي تحاول التقدم ضد قوات الأسد في درعا الجنوبية. وردد اكثر من خبير ان على المعنيين في الشأن السوري ان يسألوا انفسهم: «لماذا حافظ داعش على وضعية قتالية خافتة على مدى الاشهر الماضية، وفجأة عندما تحرك مقاتلو المعارضة ضد قوات النظام وميليشياته، استفاق داعش فجأة وراح يقاتل ضد المعارضين في خطوة لا تفيد الا الأسد؟».

وقتال «داعش» في توقيت يفيد الأسد في معارك درعا ليس المرة الاولى التي يظهر فيها التناسق بين داعش والأسد، وسبق لمسؤولين أميركيين ان اشاروا الى تخوف الولايات المتحدة من امكانية قيام قوات الأسد بردة فعل، ضد الضربة الصاروخية الاميركية على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للأسد في محافظة حمص. وينتشر جنود اميركيون في شمال سورية الشرقي، في منبج والرقة وعين العرب، على بعد مسافات تضعهم في مرمى نيران قوات الأسد.

الا انه بدلا من ان يأتي رد فعل قوات الأسد على ضربة الشعيرات في شمال سورية، جاء رد الفعل عن طريق «داعش» في الجنوب، حيث شن التنظيم الارهابي هجوما عنيفا ضد قاعدة التنف، التي ينتشر فيها سرا جنود اميركيون يعملون على تدريب قوات المعارضة وتسليحهم وادارة معاركهم. ولتحسبهم، كان الجنود الاميركيون قد انسحبوا قبل ضربة الشعيرات الى ما وراء الحدود الاردنية، الا ان عنف هجوم «داعش» ضد المعارضين في قاعدة التنف اجبر الاميركيين على التدخل جوا ومساعدة المعارضين السوريين في صد هجوم «داعش»، وطرد مقاتليه، والمحافظة على القاعدة العسكرية. وجاء ذلك بعد سقوط اعداد كبيرة من القتلى في صفوف المعارضين و«داعش».

والحديث عن التنسيق بين «داعش» ونظام الأسد لم يعد سرا في الاوساط الاميركية، اذ لطالما يذكّر المسؤولون الاميركيون السابقون ان الأسد كان من ابرز داعمي وعرابي الحركات الارهابية التي ارسلت الانتحاريين عبر الحدود السورية الى داخل العراق لقتل عراقيين وجنود اميركيين، الى حد دفع الحكومة العراقية الى الشكوى ضد الأسد امام مجلس الأمن الدولي، ومطالبة اقامة محاكمة دولية ضد دعم الأسد لهذه المجموعات.

يذكر انه سبق للولايات المتحدة ان فرضت عقوبات على مقربين من نظام الأسد لاعتقادها انهم يقومون بتنسيق عمليات بيع النفط بين «داعش» والنظام. وكان جورج حسواني، من السوريين ممن تأثروا بهذه العقوبات، قبل ان تقوم محكمة اوروبية بإبطال العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على حسواني لأسباب قضائية، فيما تستمر العقوبات الاميركية.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008